بعثة الأمم المتحدة بالسودان و معاناة التوظيف للسودانيين ..

ظننت أن بعثة الأمم المتحدة في السودان هي خير من يطبق
مبادئ الأمم المتحدة فيما يختص بإفساح المجال للمؤهلين
من أبناء الوطن للإلتحاق بالعديد من الوظائف التي تحتاج
لها البعثة بشدة من أجل تسيير مهامها بالسودان ، و أنها
أيضا خير من يطبق المعايير المهنية لإختيار من يشغل هذه
الوظائف ..
لكن سادتي الكرام ، فلقد فوجئت بأن بعثة الأمم المتحدة بالسودان ،
و قد أقامت لها مقرا ضخما بقاردن سيتي (بري - شارع المعرض) ، تضع
كل العراقيل البروقراطية و غير البروقراطية أمام أمثالنا من يود
خدمة بلده أولا عبر العمل مع هذه المؤسسة الأممية.
و سوف أحكي لكم سادتي الكرام حجم المعاناة التي تكبدها محسوبكم
قرض لمجرد محاولة الوصول للجهة المناط بها النظر في أمر توظيف أمثالنا
من السودانيين ، من حيث إستلام و مراجعة شهاداتهم العلميةو خبراتهم
و سيرهم الذاتية ، ناهيك عن الوصول لمرحلة الإختيار و المقابلة
الشخصية و خلافها ..
و نواصل ..

قبل التعرض لتجربتي مع بعثة الأمم المتحدة في السودان ،
لعلني أتطرق هنا لظاهرة ذات علاقة بالموضوع ، كنت أحسبها
غريبة على (السلوك السوداني) بالمقارنة مع ما يبدر من قبل
جاليات أخرى أضطررنا للتعامل معهم في مسيرة عملنا الطويلة
بالدول الخليجية ... و هذه الظاهرة تتمثل في قلة العون و التوجيه
الذي يجده (الباحث عن عمل) من طرف بعض السودانيين الذين حالفهم
حظ التوظيف مع منظمات الأمم المتحدة و غيرها من المنظمات الطوعية
العاملة بالسودان ... فأنت لا تجد من يوجهك نحو الخطوات المباشرة
لبدء عملية التقديم لوظيفة ما .. و إنما يمطرك بوابل من الإفادات
التي من شأنها قتل كل عزيمة لك للتقدم نحو الوظيفة ... كأن يفيدك
بأنه لا توجد حاليا وظائف شاغرة في الوقت الذي تكون فيه هذه الوظائف على
(قفى من يشيل) ، أو يعقد لك من الإجراءات كأن ينصحك بضرورة إبراز شهادة
المرحلة الإبتدائية موثقة من اللجنة الشعبية ، و قسيمة الزواج و بها شهادة
خطية من أن الزوجة لا تزال ترغب في أن تستمر بعلا لها ... و غيرها من الشروط
الأخرى التعجيزية الأخرى التي لم يتعارف علي إستيفائها في مجال عرض نفسك
في سوق العمل ... كما ينتابك إحساس (صادق) أن من تسأله العون و التوجيه
يتمثل له أنك تود أن تحل محله بالمنظمة المرموقة ، و أن مهمته (الإستشهادية)
أن يتأكد أنك قد غادرت قسم التوظيف بخفي حنين !!!
و نواصل ...

و أنت تتأمل مختلف السحنات أمام بوابة بعثة الأمم المتحدة
بالسودان ، يداهمك شعور طاغي بأن أسعد الناس على سطح هذا
الكوكب هم من ولدوا من رحم أبيض و بجلد أبيض ... فأنت حينما
تكون (خواجة) فإن هذا هو أهم مؤهل لك في سوق العمل-خاصة في الدول
العربية و الإفريقية-و ليس لك أن تقلق كثيرا بسبب مؤهلاتك العلمية
و خبراتك العملية ... فطالما أنت خواجة فلك أن تنعم بالمرتب الغليد
و سيارة الأمم المتحدة الفارهة المكندشة تحت أمرك ، و يمكنك أن تسكن
في أفخم المنازل بأفخم أحياء الخرطوم ...
صدقوني أيها السودانيين الغبش من ذوي الجلود السمراء، أن معظمكم أثمن
تعليما و خبرة و ثقافة و مضمونا و محتوى من الكثير من ذوي الجلود البضاء
من الخواجات ... ما ينقصكم هو تواضعكم (المشين) الذي ما عاد سلعة مرغوبة
في سوق العمل ، بل هو أكبر عدو لكم في مجال الوظيفة و التوظيف ، فهلا
تفضلتم بالإقلاع عنه !!!

الأخ محمد إبراهيم
سلام سلام
البلد هملة من زمان ياخوى .... والحق مش على الأجانب فى المنظمة ... الحق على حكامنا الذين لا يشترطون حقوق للمواطن السودانى .... مثل الدول الأخرى كدول الخليج مثلا .... شوف فارضين مواطنيهم ... كيف ...؟
شالوا الزبير نايل من الشاشة البلورية عشان أسمر وجابو البيض بالرغم من كفاءته المعروفة ، قلنا دى ما بلده ... لكن فى السودان ، إنحياز ضد السود والسمر كمان .... ؟؟؟؟ دى حقو ما يتسكت عليها أبدا ...
مع تحياتى

الاخ الفاضل محمد ابراهيم قرض
متابع معاك البوست ده من بدايته
وكنت متوقع النهايه الحزينه....

جزء من المشكله انه من الصعب تطبييق المساواه فى التعيينات
فى بلد يتم تعيين 99 % من العماله بالواسطه والمحسوبيه..

الجزء الثانى من المشكله هو عيب جزرى داخلنا نحن السودانيين
وهو اننا لا نستطيع عرض انفسنا للمخدم بصوره Proffessional
ذكر لى احد الخواجات يوما

"you guys don't know how to sell yourself"

والمقصود عرض امكانياتنا الوظيفيه و مؤهلاتنا الاكاديميه و التركيبه النفسيه...


دخلت قبل فتره لمعاينه من نوع Behaviour Interview , صدقنى كانت واحده من اقسى
المعاينات حيث يتطلب منك ان تحافظ على توازنك فى الوسط .لا تتدحرج للوراء ولا تحاول
اثبات انك سوبرمان


بالنسبه لموضوع الامم المتحده لو كنت مكانك لقمت بارسال عريضه للمسئولين فى الرئاسه
عن ضعف المعلومات وقله المصادر وتعقيد الاجراءت وتتطالب باصلاحات جزريه للبرنامج

عزيزي الناصر أمين ..
مشكور على المتابعة و المداخلة التي تفصح
عن خبرات لكم في مجال التعامل مع المستخدمين
الأجانب خاصة فئة الخواجات كانوا أفرادا أم
منظمات !!
نعم ، معظم التقصير يأتي من طرفنا نحن السودانيين
خاصة و أن عرض مؤهلاتك و خبراتك للحصول على عمل ما
قد أصبح علما قائما بذاته ...
أما بخصوص (موضوعي) مع البعثة إياها ، فلعل عودتي
للخليج مرة أخرى يجعلني أقل حماسة نحو التفكير
في محاولة (مناوشتي) لهم مرة أخرى !!!

عزيزي عبود ..
فعلا حينما تكون البلد هملة ، فحق على مواطنيها
أن يهملوا من قبل كل من هب و دب من الأجانب ..
و مصداقا لحديثك ، فلقد أفادني مسئول بوزارة الخارجية
السودانية أن بعثة الأمم المتحدة في السودان ، و هنا أعني
تلك المكلفة بحفظ السلام و تعرف بال (UNMIS) التي هي محور
موضوعي ، قد باشرت عملها في جميع أنحاء السودان قبل توقيع
الإتفاقية التي تحكم طبيعة عملها مع المسئولين في
حكومة السودان .. و في هملة يا أخوانا أكتر من كده ؟؟!!!