الكتاب الرمادى للشرطة السودانية

اهدانى اللواء الدكتور محمد الامين البشرى كتابه الجديد عن تاريخ و مواقف الشرطة السودانية والذى صدر اليوم 13/9/2005 فى ابوظبي وهو الكتاب الثامن عشر للمؤلف..
يحتوى الكتاب على 192 صفحة وفى حلة طباعية راقية ومفصل الى اربعة فصول .. كل فصل يبحث فى ثلاث مباحث مع الملاحق والمراجع ..الفصل الاول تمهيدى وفيه مبحثان المبحث الاول حول مفهوم الشرطة والثانى حول دور الشرطة فى المجتمع ..اما الفصل الثانى وبه ثلاث مباحث الاول عن نشاة الشرطة فى السودان والثانى الشرطة السودانية فى ظل الحكم الثنائى والثالث عن دور الشرطة السودانية فى مرحلة الكفاح ضد الاستعمار ..
اما الفصل الثالث فيتحدث عن الصراع بين ضباط الشرطة والضباط الاداريين ويحتوى على ثلاثة مباحث الاول عن نشاة الصراع والثانى عن مؤتمر مديري المديريات الاول للشرطة والمبحث الثالث عن انعكاسات الصراع على الامن والاستقرار السياسي ..
اما الفصل الرابع فيركز فيه الكاتب عن الشرطة السودانية بعد الاستقلال وفيه ثلاث مباحث ..الاول فى الهيكل التنظيمى للشرطة والثانى عن الشرطة السودانية والتغيرات السياسية والثالث عن بعض الدروس والعبر ..
اهداء المؤلف الى روح المرحوم ابراهيم احمد عبد الكريم مدير عام الشرطة الاسبق الذى كان وراء فكرة الكتاب ولم ينس المؤلف زملاء المهنة من الجنود والضباط وضباط الصف خاصة الرعيل الاول منهم ..
المؤلف محمد الامين البشرى خبير فى الشؤون اليابانية حصل على درجة الماجستير والدكتوراة من جامعة كيو باليابان عام 1988 وتدرج فى الشرطة السودانية حتى رتبة اللواء حيث كان مديرا للامن الداخلى ومديرا للمباحث الجنائية المركزية وعمل مدرسا فى معهد الدراسات الافريقية والاسيوية بجامعة الخرطوم حيث اسهم فى انشاء وحدة الدراسات اليابانية عام 1992 ويعمل حاليا مستشارا فى وزارة الداخلية فى دولة الامارات العربية المتحدة ..وشارك فى العديد من المؤتمرات الدولية والاقليمية وله العديد من البحوث المنشورة باللغات العربية والانجليزية واليابانية ..

فى المبحث الثالث بعنوان دروس وعبر يقدم الكاتب بعض الدروس والعبر للشرطة من خلال ما حدث فى التاريخ القريب للسودان ويوجه انتقادا لها قائلا ..
لقد اسهمت الشرطة فى انتهاك الدستور بسكوتها على الممارسات غير المشروعة للقوات المسلحة والسير فى مواكبها والمشاركة فى تنظيماتها السياسية وبتنفيذ عمليات التفتيش والاعتقال وملاحقة المواطنين الذين تصدوا للحكومات العسكرية وكانت غير صادقة فى تعاملها مع الحكومات المتعاقبة عسكرية كانت ام مدنية ..حيث كانت تسارع بتاييد الانقلابيين وتقدم لهم العون والمساندة طمعا فى مكاسب خاصة ولكن اولئك الانقلابيون كانوا سرعان ما يتخلون عنها ولاتجد منهم الرحمة والاحترام والتقدير ..
ويقول الكاتب ان على الشرطة استيعاب الدرس والا تكون مطية للقوات المسلحة او الاحزاب السياسية فالشرطة منظومة دستورية لها من الواجبات والسلطات ما يؤهلها لتكون قدوة للمجتمع بشقيه العسكرى والمدنى ..
الكتاب يمزج بين التاريخ الناصع للشرطة السودانية والجانب الاكاديمى من شرطى محترف يملك من المؤهلات ما يجعله يرى ما لا يراه ضابط الشرطة العادى وهو جدير بالاقتناء خاصة للدارسين فى كليات الشرطة ومنسوبيها ولمن يودون معرفة التاريخ الناصع للشرطة السودانية ..