قبة الشيخ ماري جرجس؛؛؛

لا ننكر أن تعليم الخلاوي في السودان يعود الي حقب سحيقة في تاريخنا، فقبل الغزو الأسلامي لأرض السودان كانت تنتشر الدير والتي يعتكف فيها الأنسان لتعليم القرأة والكتابة والتعمق في ملكوت الرب. هكذا فطرنا في السودان ونسبيا في أفريقيا عامة، لذا نحن روحانيون غض النظر عن المعتقد الذي يروق للفرد أتباعه.
فكرة الفكي أو الشيخ أو الفقير متجزة في مجتمعنا قبل الغزو الأسلامي والدليل هو قبب الشيوخ النصاري في قلب أمدرمان والأبيض ومناطق أخري في السودان. في أمدرمان بجوار مستشفي التيجاني الماحي مزار الشيخ ماري جرجس والذي لا يقل روحانية عن "الحسن راجل كسلا". يحج مسلمي ومسلمات أمدرمان الي ماري جرجس للتبرك والقرب من الرب. وهذه من الأشياء التي يحارب أهل المشروع "الحضاري" لطمسها لكنها متجزرة بالتوارث في اللاوعي.
صليب سوبا مازالت تحمله النساء في رؤوسهم بالمشاط "أبو مساير" ,آن لنا أن نجرد الأشياء لنري حقيقة هذا المجتمع.



يتبع....






دنقس.

Dear Abdealgader

I am here,waiting for your valiable words.

Tragi.

الأخ المفضال عبد القادر دنقس
إن لم يكن لأجل المزار الذي يعاند
الريح الأصولية، فلأجل صليب سوبا
الذي ماتزال تحمله النساء في
رؤوسهن بالمشاط "أبو مساير"
يستحق هذا البوست الفطن الأعالي

تحياتي وتقديري لكل ما تكتب
عثمان
ً

لم بيدأ التاريخ عندنا بالتوقيع على إتفاقية البقط
ولا بتحويل كنيسة دنقلا العجوز لمصلى إسلامي
أنتظر حفرك المعرفي المقدر يأ أخي عبد القادر بحثاً عن
المكونات الوثنية و المسيحية لوجدان السوداني و إدراكه
ونظرته للعالم

وأنتظر لأكثر من عام مساهمة
الأخ بشاشة حول الأصل السوداني
لليهودية

ثمة مسلمة نظرية يتوجب تقليب النظر في صحتها
أو خطلها مفادها أن منظقة الشرق الوسط هي
مهبط الديانات التوحيدية. فرضيتي المتأرجحة
بين الشك و اليقين هي أن فكرة التوحيد لا
يمكن سوسيولوجياً إن ينتجها وعي مجتمعات
متذرية عشائرياً، فكرة التوحيد هاجرت إلى
مجتمعات منطقة الشرق الأوسط من الجزء
الشمالي الشرقي لأفريقيا ( بلاد النوبة) ـ
حضارة قائمة على أساس دولة مركزية قابضة
على عرشها فرعون ـ إله
بإنتظار مساهمة الأخ بشاشا

متوخياً الدقة في التعبير ً
فرضيتي هي ان الرب السماوي يهوه هو
وليد اشواق و ظلامات وحنين عبيد
بلاد النوبة للتحرر ، توحدوا حوله ضد
رب أرضي هو الفرعون ثم فروا بديانتهم
عبر البحر الأحمر إلخ القصة التوراتية

فكرة التوحيد إن صحت الفرضية أعلاه ـ
هي في الأصل بضاعة سودانية تغربت في
بلاد الغير و بلغت كمالها في الدين
الاسلامي ثم قطعت ذات البحر و ردت إلينا

أرجو ممن يعرف إميل
الأخ بشاشا أن يمرر
له إميلي
ولكم شكري

الأديب الشفيف عثمان محمد صالح، تحية واحترام سيدى.

Quote: لم بيدأ التاريخ عندنا بالتوقيع على إتفاقية البقط ولا بتحويل كنيسة دنقلا العجوز لمصلى إسلامي

نعم سيدي هذه من أهم النقاط التي تريد منا البحث والتمحيص.
لك الود وعظيم الأحترام.



دنقس.

لك الشكر يا شقيقي العزيز
عبد القادر دنقس إهتمامك
بالرد

تصعيدة لهذا البوست الفطن

الأخ عبد القادر دنقس ..

شكرا على هذا البوست الرائع .. وما أروع الانسان الذى يكون محايدا غير منحاز الى طرف من الأطراف عندما يريد أن يجعل التاريخ الصحيح يأخذ مجراه الطبيعى .. دون تأويل أو تبديل .. فللاسف الشديد - قد حرف التاريخ برمته عند دخول العرب مصر ومنه الى السودان .. بل طمست الحقائق واستبدلت ..

وأعتقد أننى سبق وأن قرأت موضوعا .. وان لم تخنى الذاكرة هنا فى هذه الساحة .. كيف كان بنو النوبة والى عهد قريب .. عندما يولد الطفل .. كانوا يغطسونه فى النيل .. ثلاث مرات .. وماهى هذه العملية الا امتدادا للطقس المسيحى .. وهو " العماد " .. وحتى بعد دخول الاسلام .. كان التغطيس يمارس كعادة من العادات ..

ولنرجع الى موضوع القديس مارجرجس ..

أذكر ان سبب بناء كنيسة مارجرجس بالخرطوم بحرى .. هذه الكنيسة بنيت فى القرن الثامن عشر .. والقصة المعروفة هى كانت هناك شجرة فى ساحة شاسعة .. فكان كل ليلة يظهر فارس راكبا على حصان أبيض يلف ويدور حول هذه الشجرة .. فأراد أناس قطع هذه الشجرة .. فحدثت معجزة .. لا أذكر تفاصيلها .. وهى ان الأهالى لم يستطيعوا قطع تلك الشجرة .. وفعلا بنيت كنيسة مارجرجس الحالية ومازالت الشجرة قائمة الى يومنا هذا داخل فناء الكنيسة فى حى حلة حمد بالخرطوم بحرى ..

ولك الشكر ياأخ عبدالقادر دنقس .. ونحن بانتظار كرامات الشيخ مارجرجس ..

عمك العجوز
أرنست

الأخ آرنست، تحية واحترام
شكرا علي الأضافة وطرقك لباب طقوس النيل. نعم سيدي، جل السودانيون (ان لم يكن كلهم) يقدسون النيل بالتوارث، مسلميهم أم مسيحيهم أو أصحاب الديانات المحلية. يزورون النيل عند الختان والأعراس بفرحة عارمة فيها الكثير من طقس العمادة الذي ذكرت.
أذكر هنا أن التاريخ يعلمنا بأن الملكة الكنداكة هي من أوائل من أرسلوا الرسل ايمانا بالسيد المسيح، حيث عمدوا وأصبحوا من المقربين الي السيد المسيح. فأن دل هذا علي شئ انما يدل علي بعد الأفق الروحي لأولوا الأمر في ذاك الزمن السحيق. كما ذكر أستاذ عثمان محمد صالح:

Quote: فكرة التوحيد إن صحت الفرضية أعلاه ـ هي في الأصل بضاعة سودانية تغربت في بلاد الغير و بلغت كمالها في الدين الاسلامي ثم قطعت ذات البحر و ردت إلينا

وهذه من الحقائق التي يشهد لنا بها كل العالم الا أهل العالم العربي لأسباب سياسية في المقام الأول.
أما حديثك عن الشيوخ المقدسون في السودان، فهم كثر. أذكر أن صديقا روي لي كيف يتبرك أهل الأبيض في مزار الشيخ المسيحي. دون أدني شك ما يفعلونه نتاج لما رأوه من "كرامات" أو خوارق جعلت منه مقصدا أو مكة لأهل الأبيض وما حولها.
في تاريخنا الحديث، ظل يردد ساستنا مسيحية الجنوب ويغضون الطرف عن المسيحية المتجزره في الشمال لأسباب عنصرية لا تمت للواقع بصلة.
لك عظيم الأحترام أستاذ آرنست.







دنقس.

التحية العطرة
وكل التمنيات بدوام الصحة الاخ عبد القادر

قمة الروعة الانسانية
منتهى الفهم العالى والنية الصادقة

تلك الروح الانسانية التى تقودك
لك منى فائق التقدير والاحترام

وشكرا جدا على المقال والطرق على باب من روائع الابواب التى تجتمع الانسانية امامها

ولنا عودة

مع احترامى

أستاذ lim
تحيات طيبات عزيزي، وتمنياتي اليك ولمن حولك بدوام الصحة والعافية سيدي. وأشكرك علي الكلمات الطيبة. أتابع قلمك الفطن، وحقا سعدت كثيرا بمداخلتك.
لك الود سيدي.






دنقس.

للمزيد من المطالعة

الاخوة الباحثين .. لكم التحية
في سبتمبر 2004 قمت بعمل بحث ميداني في مناطق الباوقة والسلمانية بغرض التوثيق الثقافي الاجتماعي للشمال النيلي .. وجدت ان هنالك قبرين يطلق عليهما اسم ضريح النقر والنصيحة ... لاتوجد في هذا الضريح غير قبرين يعتقد انهما لرجل صالح اسمه النقر وشقيقته واسمها النصيحة ... في البحث المتاني وجدت ان هذه القبور بنيت في منطقة اسمها الكنيسة .. مازالت بقايا حطام هذه الكنيسة موجودا ... يرجع موت هذا الشيخ واخته الى نهايات العصر المسيحي وبدايات العهد الاسلامي .. ومازال كبار السن يعتقدون في بركة اهل الله النقر والنصيحة ...
في منطقة وقر بشرق السودان عام 1998 في بحث لدراسة العادات التي تمارس عند الولادة ولعلاج الاطفال وجدت انهم يقومون بعد ذبح الفدية بعمل صليب من الدم اعلى منزل المرأة النفساء
مازالت امهاتنا يتبركن بخاتم الجنية وهو خاتم به صورة الملك جورج الاول .
الرموز المسيحية في الثقافة السودانية واضحة للباحث والذي يعترف ان للمسيحية عهد اطول في بلادنا من كل الديانات السماوية الاخرى لذا
كان لابد ان تختزنها ثقافتنا في شكل رموز واساطير وثقافات شفوية
لكم الشكر
منال

الأستاذة منال محمد على ..

عن طريق الصدفة قمت بالضغط على الصفحة رقم 15 .. ورجعت الى موضوع الأستاذ دنقس والذى
كان تحت عنوان " قبة الشيخ مارى جرجس " لأقرأ آخر مداخلة ..
ووجدت مداخلتك الكريمة ..

فليتك ياأختاه .. تواصلى ما توصلت اليه من بحوثات فى هذا الموضوع الشيق والقيم
فى نفس الوقت .. لأننا ونحن فى كنائسنا التى يوجد بها كتاب يسمى " السنكسار " وهو
عبارة عن قرآت تحكى تواريخ شهداء الكنيسة القبطية على مر العصور .. وبصراحة
لم أعرف مدى تغلغل الدين المسيحى فى السودان .. نعم أعرف مملكة النوبة المسيحية
ولكن للأسف لم ندرس التفاصيل - أذكر عندما كنت فى المدارس الوسطى .. كان المقرر
يحتوى على كتاب تاريخ السودان .. لم يتطرق الى أى تفاصيل لمملكة النوبة ..

المهم .. ان كان لديك اضافات .. أرجو ألا تبخلى بها علينا ..

ولك منا جزيل الشكر والاحترام ..

عمك العجوز
أرنست

شكرا الأخت منال وجميع المتداخلين، وسأعود لاحقا للتعقيب.










دنقس.