هل نسئ إلى احد، هل نسئ إلى بلد، لو أُصبنا، ولو من بعيد، ولو مرة، برذاذ الفرح

1

الملايين التى احتشدت يومها،والتى من الأكواخ أتت ومن بيوت الطين،والتى دفعها إليك نهر من الأمل والعشم،حفرته ظفراِونابا،نبضا نبضا وخفقة خفقة،الذين أتوك حفاة وبأثمالهم الجليلةالتى تفضح خيانة المدينة للإسم،ورجالا أتوك من الأطراف البعيدة فى زمان تشترى الحشود وتباع،الملايين تلك فاضت عليك حبا فامتلأت وسمقت، أى حب هذا الذى عانق الأماتونج وانطوى على سره فى الأعالى.

2
يقول أهلنا وهم يعزون أنفسهم لفراق عزيز "ما زول حياة ".... ملعون أبو الحياة إذا لم تكن زولها.


3
" أنا بشوف نفسى فى طفل عريان"

لقد وددت ياشيدى ان لو ليس فى السودان طفل عارٍٍ، وقد رايناالصدق يتوهج فى عينيك ، لأنك اختبرت الجوع طفلا، صبيا ورجلا، يالطفل فيك خف إلى موعد فى السماء، هل لتبلغ الموتى ،كما تقول الميثولوجيا،أن السلام قد تحقق.


4
هل لابد من لحظة أبدية فى عطلة الوقت للقاء البداية والنهاية؟.



5
خرجت جوبا إلى الشارع لاستقبالك ووداعك عن بكرة حزنها،كورال جنائزى مهيب لف امدينة كلها فى رعشة، فى ذلك النهار الدبق وتحت غلالة من الرطوبة،كانت العيون كلها تغرورق بالدمع والصدور بالنحيب ،تهيأوا لاستقبالك ولم يتحسبوالشراك القناص الأبدى، ولا لهذا الرحيل المباغت .



6
مباغت هو ، هذا الرحيل وسريع، سريع كبرق، كطعنة.سر الماء ما آستطعت زيارتهم مرتين؛



7
كنت تسايق الوقت لترجع الغابة إلى حيواناتها،والمزارع إلى المحراث والطفل إلى الطفولة، سبقت الوقت،وماذا بعد الوقت سوى الأبد؟



8
" أن ياهو واقفمع رئيس بشير قدامكم،ده ما حلم ، سلام جه"

حقيقة رددتهابقوة،ليعلم المتربصون بالسلام أن الركب قد عبر، لكنهم تربصوا بالمسيح قرب سماء الأناجيل،ليكتب بجسده المطوح منفوق جبل، أرق كلمات الحنين إلى الغد.


9
غامض هذا الموت، ولم ينجو أحد ليحمل الحقيقة،أهو الغموض الضرورى الذى يشع غلى القصيدة جمالها،ويهب الأسطورة ماتحتاجه من سحر؟



10
مطار جوبامساء الوداع،مطر يبلل الأرصفة،وقوس قزح ينحنى قبالة القبر بألوانه يمرح على قماشة السماء،كأنما يطمئن الفقيد على قماشة النسيج الإجتماعى، رش من فمك العذب أيها الفيل الغظيم وبلل قبور العظماء إلى جوارك،ونم،نم " تتدلى فوق قبرك الورود كالمظليينI]

*