النار والأجنِحة (قِصة)

النار والأجنِحة (قِصة)


08-24-2005, 08:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1124866861&rn=9


Post: #1
Title: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 08-24-2005, 08:01 AM
Parent: #0

هي الآن في إحدى المصحات النفسية التى تعتني بمن في مثل حالتها
إنه جمال مدهش برغم نظرة الذهول التي تطل من عينيها وهى تنظر إلى اللاشئ !! إنها حقاً فاتنة !! كانت تنطلق تلك الكلمات من كل من يشاهدها وهم يتسآلون لم هي هنا؟؟ !!
هي وحدها تعلم بالتفاصيل الدقيقة لقصتها حينما بدأت تتذَّمر من وضعها لكونها تذهب كل يوم إلى الجامعة بذلك الشئ المرعب الذى يسمى مركبة عامة وكانت تتسآل في ضيق عن اولئك الذين تقلهم سيارات فارهة ماذا يميزهم عنها لم يكن يهمها نظرات الفضوليون والمعاكسات التى تواجهها لأنها تدرك تماماً ما تتمتع به من جمال وجاذبية لا تقاومان ، يملاها ثقة بنفسها فتتمادى في الغنج والدلال
ماكان يعكر صفوها حقاً ذلك الانتظار.. والزحمة ..ورائحة العرق الممزوجة باالغبار الذى تنفر منه.. وهمهمات الركاب وصراخ بعضهم مع الكمسارى ، إنه روتين قاتل ومعاناة، ولولا اصرار والدها ذو الدخل المحدود الذى يكافح من أجلها لفضلت المكوث في المنزل على هذه المعاناه تنتظر سعدها كما كانت تقول لها والدتها
فوالدتها من النساء اللاتي يمتعن انفسهن بكل ماهو متاح بعيداً عن هموم الحياة فهي مولعة بالمناسبات لا تجدها يوما في منزلها كباقي الامهات تنتظر عودة ابنائها فهي تذهب إلى كل المناسبات من افراح ومآتم ، فامها لم يكن لها دور يذكر في تربيتها.
وجدت الحل السهل لم لا تفعل مثل بعض الفتيات تنتحي بعيداً عن الموقف المخصص للمركبات العامة وتأشر للسيارات الخاصة وسوف توفر بذلك المال لتشترى بعض لوازم الاناقة .... فما يعطيه لها والدها لا يكفيها، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تستقل العربات الخاصة وجدت بعض المعاكسات ولكنها لم تتراجع ..تمادى ذات يوم احدهم بأن شد يدها انتهرته لا تظن بأننى من الفتيات اياهم... انا فتاة شريفة ياهذا... وليتها اضافت ( ومتهورة) نزلت وهى تبصق على الأرض من شدة الغرف واستقلت مركبة خاصة أخرى لتواصل طريقها فهي ليست مضطرةً للعودة إلى همهمات الركاب، وصراخهم للكمسارى، ورائحة العرق و..استمرت لأكثر من عامين تستقل السيارات الفارهة، وأي جبار يستطيع أن يذهب ولا يحمل معه تلك التحفة النادرة ؟ الكل يلهث لإرضائها القليل يقفون لها لإيمانهم بفضل الظهر والكثيرين لإيمانهم بجمالها. تعلمت عبارات المجاملات والأسئلة التافهة المستعملة لأصحاب السيارات ( اسمك منو ياحلوة؟. .......ساكنة وين يا عسل؟......) ولم تكن تجيبهم بصدق فلديها اسم حركى تنطقه دون تردد وكأنه اسمها الحقيقي وأذا شاهدها احدهم بالصدفة مرة اخرى تنكر معرفتها متجاهله دهشته فهي تتفادى الانزلاق في علاقات حقيقة معهم
في صباح يوم مشرق استعملت القلم الوحيد كل ما تملكه من أدوات مكياجها وهي تنظر إلى صورتها باعجاب خططت به عينيها الكحيلتين تم ارتفعت به قليلا إلى حاجبيها الكثيفين المرتبين وراحت تمسح بأناملها بالقلم ذاته
منخفضة إلى شفتيها وابتسمت راضيه عن مظهرها ونظرت إلى بلوزتها التي تكشف عن تناسق قوامها وانخفضت إلى تنورتها الضيقة المشقوقة من الخلف التي تخرج جزء من ساقيها الناعمتين واخذت غطاء شعرها زامة شفتيها في ضيق فهي تظن أنه يخفى جزء من جمالها ، بخَّت من عطرها ذي الرائحة القوية حتى تكتمل زينتها وخرجت وهي تدندن أغنية عاطفية جميلة .
مجرد أن إبتعدت من منزلهم حسرت الغطاء عن شعرها ووقفت في مكانها المعتاد ..لم تنتظر طويلاً، وجدت غايتها.. عربة فارهة وقفت بقربها دلفت بداخل العربة دون تردد نظرت حولها يالهذا الترف نظرت إلى السائق يا له من شاب وسيم قالت في نفسها ثم القت التحية رد لها تحيتها ثم طال صمته حتى لم يسألها ما هي وجهتها استغربت للأمر حتى سمعته يهمس بعد مدة ...أنت رائعة جداً ... وتحدث عن نفسة دون أن يسالها الأسئلة التافهة التى كانوا يسألونه لها من سبقوه .. سالته ان يوصلها الى جامعتها ذكرة اسم جامعتها ابتسم وهو يبدي الموافقة ، ناولها قطعة من الشكولاته يالذوقه الرفيع ... اخذتها منه شاكرةً وهي تردد هذه الكلمات في نفسها أصر عليها أن تتناولها... ولم تدرك بعدها ماحدث... راحت في سبات عميق وجدت نفسها تتألم بما لا تستطيع أن تتحمله فشئ يتمزق في داخلها يحولها الى اشلاء ادركت مؤخراً ماكان يحدث !!!!، انه سطا على كيانها واحاسيسها ، وبعد فترة وجدت نفسها ملقاة كسلة مهملات في العراء فراحت تصرخ مستنجدة بوالدها محاول ان تلملم اشلائها دون فائدة فراحت في ذهولها تنظر الى لاشئ !!!
يا لتلك الفراشة التي لم تكف عن التحليق حول دائرة النار حتى إحترقت جناحاها !!!!

Post: #2
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: محمد ادم ابوكيفو
Date: 08-24-2005, 08:58 AM
Parent: #1

اعجبتني القصة جدا
ولكن تحتاج للمذيد من العمق في الحبك

ورسالة لكل الصبايا يمنع اخذ الشكولاته من اصحاب السيارات الفارحة
ونواصل

Post: #3
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 08-24-2005, 09:11 AM
Parent: #2

شكراً

Post: #4
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: عصام ابو القاسم
Date: 08-24-2005, 11:39 AM
Parent: #3

المادة جيدة لكن كان واضحا" ان ما حدث ـ في القصة ـ سيحدث بالنسبة لي كقارئ.يحتاج شأن القصة ، في حدود ما اعرف ، يا بت العرب الا يعرف القاري ذلك .
وهذا واحدة من عشرات قواعد هذا الفن التي بكل تأكيد غير ملزمة لاحد لكن وعيها وفهمها مهم جدا" لكل من اراد ان يكتب القصة .
عموما" لقد قرات القصة ورايت ان انقل ماشعرت انه قد يكون مفيدا"
ارجو لك التوفيق
كما ارجو ان اقرأ لك مرة اخري

Post: #5
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 08-30-2005, 02:35 AM
Parent: #4

شكراً للأخ عِصام ، ولكل من مرَّ ولم يُعلِّق

Post: #6
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 09-04-2005, 07:15 AM
Parent: #2

up

Post: #7
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 09-04-2005, 07:17 AM
Parent: #2

up

Post: #8
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Osman M Salih
Date: 09-04-2005, 09:44 AM
Parent: #7

الأخت الفضلى بنت العرب
تحية طيبة
قرأت لك حتى الآن عملين واعدين بقاصة
تعبد سكتها بحبرها الخاص لم ألمح عليه
أثراً خارجياً وهذه محمدة
ليست مهنتي النقد ـ له أهله ـ هي ملاحظة
قاريء شفيق
العمل الأول و المعنون " يوم حصادها "
أقرب، بنظري ، للكمال من العمل المبسوط
هنا، أرحج إحتمالية نيله براحاً من الوقت
أطول مما ناله تـِنيّه
الملاحظة ليست ذات أهمية لأنها تصدر ممن
لا يملك وصفة ـ كوصفات تحضير الأطعمة
ـ لكتابة القصة الفصيرة

أكرر ياشقيقتي إعجابي بماتكتبن
وبإنتظار جديدك سأكون له من
القراء

Post: #9
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Osman M Salih
Date: 09-04-2005, 09:55 AM
Parent: #1

الأخت بت العرب
لا تبتئسي من قلة الردود
إلى الأمام وعين الله ترعى
قلمك
عثمان

Post: #10
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Osman M Salih
Date: 09-04-2005, 10:05 AM
Parent: #1

أضيفك ِ توأمة لقلم أفتقد
حضوره هو للشقيقة توما

Post: #11
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Osman M Salih
Date: 09-04-2005, 10:35 AM
Parent: #10

الحفاوة كلها للكاتبات في بلد ٍ حكم فيه يباس
المشروع الحضاري السيّد فيه على جمهور
النساء بالقهر و الموت البطيء

Post: #12
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-04-2005, 10:42 AM
Parent: #11

up

Post: #13
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Habib_bldo
Date: 09-05-2005, 01:04 AM
Parent: #12


الإبنة بنت العرب
لك التحية والتقدير
قرأت لك أكثر من عمل وتعلمين سوء ذاكرتي المحشوة بآلاف المواضيع والهموم التي تزيد من عدم قدرتها على تذكر التفاصيل وعناوين اعمالك من قصص قصيرة وروايات وقرأت لك سيناريو كامل لمشروع عمل درامي تلفزيوني
قرات لك عملا كنت تنوين نشرها وكان عملا مكتملاً يستحق نشره هنا وستجدين ذوي الخبرة من النقاد ويمكنك الإستفادة من توجيهاتهم لتصحيح بعض الاخطاء في بنية القصة أو الرواية
كل الذي ارجوه أن تكتبي باستمرار وتجودي كتاباتك مستعينة بآراء وتوجيهات النقاد
في انتظار صعود نجمك كقاصة وكاتبة لا يشق لها غبار
اسفي العميق لأنني تأخرت بعض الشيئ في الرد والتعليق
أرجو أن تتحفينا أيضا بكتاباتك في منتدانا (منتديات رمال كرمة)

Post: #14
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Osman M Salih
Date: 09-05-2005, 01:21 AM
Parent: #1

فوق

Post: #15
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Agab
Date: 09-06-2005, 08:27 PM
Parent: #1

بت العرب

قصة جميلة لواقع مرير



ومكانها فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق

Post: #16
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Habib_bldo
Date: 09-07-2005, 04:09 AM
Parent: #15


عجب الفيا
قصة جميلة لواقع مرير
ومكانها فوق
شهادة من خبير وناقد متميز في هذا المنبر

Post: #17
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Agab
Date: 09-07-2005, 10:11 PM
Parent: #1

حبيبنا حبيب بلدو
Quote: عجب الفيا
قصة جميلة لواقع مرير
ومكانها فوق
شهادة من خبير وناقد متميز في هذا المنبر


إنت خالط بين الأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا وشخصي الضعيف
وإنشاءلله الأستاذ عجب الفيا يمر ويدينا رايه


لكن برضة القصة حلوة ومكانها فوق



لك ودي
وليدالعجب

Post: #18
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: Habib_bldo
Date: 09-12-2005, 04:11 PM
Parent: #17


معليش الاسم الاول مشترك ولك مكانتك وبرضك استاذ يا اخي
ولك العتبى حتى ترضى

Post: #19
Title: Re: النار والأجنِحة (قِصة)
Author: بت العرب
Date: 09-28-2005, 08:55 AM
Parent: #18

شكراً للجميع على المرور الجميل
وشكر خاص للأخ عُثمان محمد صالح
على المداخلات الجميلة
والتشجيع
وشرف لينا إنو يمُر ويقرا وكما ن يعلِّق
حبيب بلدو
لك تحياتي وأشواقي
وخلي ننتهي من الإنت عارفو ونواصِل

وللأخ العجب الشكر والتقدير
ولكل من مرَّ وردَّ ومن لم يرُد
والقادِم أجمل