زواج العــــــــــــم!

زواج العــــــــــــم!


08-22-2005, 01:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1124669515&rn=1


Post: #1
Title: زواج العــــــــــــم!
Author: محارب
Date: 08-22-2005, 01:11 AM
Parent: #0

زواج العــــــــــــم!



محادثة تلفونية غريبة كان يجريها صديق لي مع فتاة من اسرته. كان سؤال المحادثة «يا بت انتي عمك دا مالك رافضاهو؟» لا ادري ماذا قالت الصبية المنكوبة؟ ولكن يخيل لي ان اجابتها المنطقية ستكون «ما عايزاهو لانو عمي» !

حين صب صديقي جام كلماته الغاضبة وتوعداته سألته لماذا يريد ان يجني على الفتاة؟ فكانت اجابته لانها تخالف برفضها الزواج ــ ومن هذا العم ــ التوجه النسائي العام. فالمزاج النسوي العام يتجه الآن لاختزال الاعمار وينظر لفارق السن نظرة مختلفة ويعتبرها علامة ايجابية لانها تعني الخبرة والتراكم والمسؤولية، واتساع ذات اليد.

هذه ظاهرة جديدة في السودان استوقفتني طويلا منذ عودتي فقد لاحظت ان الشيب هو نوط الجدارة الاول وهمزة الوصل الواعية بين رجالات منتصف العمر وصبايا اول الطريق !

لا داعي للاصباغ وتلوين الشوارب واخفاء التجاعيد وستر ما تهدل من اسفل الحلق. كن طبيعياً بفتح شعر الرأس حتى منتهاه كي يزيح الشيب سواد الشعر وتعمش واطلق ذقنك واحرص على ابراز مفاتنك من فمك المكسور الاسنان، وابرز يدك المعروقة كي تظفر بعروس في سن الاقتراع!

حكى لي صديق ان له صديقاً تناديه زوجته بــ «عم علي» ويستجيب للنداء بكل الامتثال والعذوبة والاخلاص للتجربة !

البارحة زرت منزل صديقاً لي فنادتني طفلته بــ «يا عمو» تركت هذه الكلمة في نفسي اثراً لائقا بعذوبة هذا الطقس الذي يوّقر الاعمام ولاحق بي اضواء العرس البهية و«ما زال الليل طفلا» نقلتني كلمة «عمو» لعالم آخر. ونبهتني الى انني الآن في تمام عافية التأهل من جديد للدفع بمسيرة الحياة وتجديدها من موقعي كـ «عم» كان كل شئ مكتملاً الا الشقية «بت اخوي» !

في المساء، كنا مجموعة من الاعمام نجلس جلسة تسامرية بمنزل احد «المسنين» وقمت بفتح هذا الموضوع الذي ظل يشغلني ولاحظت ان «المسن» الذي هيأ لنا هذا المجلس يتحدث بهمس على الموبايل ويتفوه ببعض الكلمات العاطفية ادركت ان الامر لا يتوقف في حدود الاعمام بل يتعداهم «للطاعنين» وكان المسن ساعتئذ يوغل في غزل صريح. وفجأة ضحك ضحكة شديدة ثم بدأ يسعل ويقول لمن كانت تحادثه «الله يجازيكي» !

ثم اختفى بعد هذا السعال الشديد فلاحظت ان احد الاعمام دخل في ذات دور المسن بالحديث الهامس. والضحكات الصغيرة المتقطعة وكان يخلع نظارته ويجفف عينيه بمناديل الورق ثم يستأنف المحادثة بعنفوان شديد. وبدأت ضحكاته تتعالى ومناديل الورق تتزايد حتى «كحّ كحة» كادت تلزمه دار الخلود، وفجأة اختفى هو ايضاً !

عاد «المسن» عوداً حميداً من مشواره الغامض وفي يده «كرت شحن» من فئة الخمسين. لبس نظارته وبدأ يقرأ للصبية ارقاما باللغة الانجليزية التقطت منها «سن دبل فور» ثم اغلق سماعة الموبايل ورحب بنا من جديد. لكن الصبية اتصلت به من جديد لتخطره ان الارقام مغلوطة فاستعان بي لقراءة الارقام فوجدت ان «سن دبل فور» هي «واحد اثنين اثنين» وتساءلت في سري : ان هذا المسن لا يستطيع ان يرى الارقام فكيف سيرى النور !

وهنا عاد العم الذي إزوّر قبل هنيهة وفي يده كرت شحن من فئة الـ 25 وبدأ يحصي الارقام لمحدثته واغلق السماعة فعاودت الاتصال وسمعت بام اذني صوتها يقول له «الرصيد ما نزل» فاستعان، بي فصوّبت الارقام دون نظارة حتى «نزل الرصيد» ثم عدنا لمناقشة الموضوع وكان تعليقي ان هذه «قصة آخر اسكراتش» !ےے

الرأي العام
محمد محمد خير
21/8/2005