Post: #1
Title: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Manal Mohamed Ali
Date: 08-17-2005, 06:56 AM
الاخ هاشم دبايوا ايتنينا لوتنينا ياريت تواصل في البورد الذي بداته عن لغة اهلنا البجة .. ويكون اجمل لو استعرضت لنا ايضاً بعض عادات اهلنا البجا وبعض من تراثهم.. لقد كان بوست جميل انا تستهويني دراسة الثقافات عموما والحوارات عنها لذا ادعوك لان تعطينا شئ من تراث البجا ..
ملحوظة... قمت ببحث في منطقة الباوقة والسلمانية غرب بربر وجدت كثير من السمات الثقافية التي تمتد جزورها الى البجا .. الملبس وادوات الزينة عند النساء ( حتى الشاكويين) ووجدت قبور العنج .. لذا اتساءل عن الرابط التاريخي ؟ ... اذا كان العنج هم كما -ارجح- بجا في الاصل .. ...الاجدى ان نستخرج هذا التاريخ ونبحثه لبناء الهوية السودانية ؟ وعفوا الاخ هاشم اذا كلفتك بهذه الخدمة لي وللمهتمين من البورداب منال
|
Post: #2
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Ibrahim Adlan
Date: 08-17-2005, 07:20 AM
Parent: #1
العزيزه منال
في نفس سياق البوست
علي ضفة النيل الأبيض الشرقية وتحديدا منطقة جبل الأولياء توجد قرية صغيرة تسمي البجا و اخري بالقرب منها تسمي تريعة البجا مما يدل علي التواصل القبلي للنسيج السـوداني كما توجد سليمانية غرب بربر توجد السليمانية غرب علي الضفة الغربية للنيل الابيض والسليمانية شرق بالضفة المقابلة وتنسب هاتين المدينتين للمك سليمان النار مك قبيلة الجموعيـةوهي فخذ من قبيلة الجعليين استوطنت ضفتي النيل و النيل الابيض من السروراب شمالا و حتي تخوم مناطق الحسانية بالدويم
|
Post: #3
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-17-2005, 01:06 PM
Parent: #2
الافاضل منال ابراهيم دبيانا سعدت جدا بما كتبتموه وان شاء الله ساواصل فى بوست مفرادت بجاوية والغرض من البوست نشر الثقافة البجاوية وتعريف الناس باصول ومناطق البجا ولكن خطوة خطوة والاخت منال البجا مناطقهم تحادد اهلنا الجعل وحدودنا تتعدى ات بره وعشان الحكاية الناس يتقبلوها وساذكر لك اولا حكاية اتبره دى وبعدين نمشى شوية عشان العجاج والشكلة مادور قبل ما نصل . ولكم الشكر والتقدير
|
Post: #4
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Manal Mohamed Ali
Date: 08-18-2005, 02:35 AM
Parent: #1
شكرا الاخوة... الاخ هاشم ... توجد رسالة ماجستير اعدتها امال حسان . عن الهدندوه وهي الان استاذه في امريكا ... اتمنى ان تطلع عليها ( باللغة الانجليزية ) ولقد استفدت منها في دراستي في بحث التخرج عن الهدندوة النازحين ابان الجفاف ومحاولتهم لتقليم انفسهم مع حياة المدينة في عطبرة اتمنى ان تواصل في حكاية ات بره ..........دي .. لاني كثيراً ما اواجه سؤال ماذا تعني عطبرة ..... و تكون اجابتي لهم انها لنهر عطبرة يعني اتى براه ... .. كلامي صاح ام خطا ؟ شكرا
|
Post: #5
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: طلال عفيفي
Date: 08-18-2005, 03:31 AM
Parent: #4

سلامات يا منال ..
حسب ظني أن كلمة " أتبره " لا ترجع في أصلها إلى " اتى براه " ، كما تفضلتي ، وأحسب أنها مجرد تخريجة ظريفة للكلمة يعوزها البحث .
سمعت من د.عبد الرحيم سالم ، وهو مهندس معماري ومهتم بشؤون المدن القديمة ، وعمل أستاذاً بجامعة الخرطوم ، أن عطبرة هي المدينة التي عمل الإنجليز على تطويرها لسحب البساط من المدينة القديمة : بربر .
وهو نشاط ظل الإنجليز يقومون به لتجريف الهويات القديمة ، وكسر شوكة المدن الرئيسية في السودان .. مثلما فعلوا بسواكن حين أهملوها بإعطائهم الأولية للميناء الجديد " بورت سودان " ..
وكان إسم " أتبره " يرد في المكاتبات والرسائل الحكومية باللغة الإنجليزية " ATBARA " ، ما جعل الموظفين ، وأغلبهم من المصريين الذين لا يعرفون النطق الصحيح للإسم ، ينطقونه " عطبره " ، حيث أن الحرف " A " قد ينطق " أ " في العربية ..
ومع إستيطان هؤلاء القوم وأبناؤهم بهذه المدينة تحول الإسم بالتدريج إلى ما هو عليه الآن ، حسب رواية الأستاذ عبد الرحيم : عطبره !
وهذا في إنتظار لإيضاح أكثر ..
... طلال
|
Post: #6
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: aymen
Date: 08-18-2005, 04:36 AM
Parent: #5
Dear Manal,
You wrote
Quote: اذا كان العنج هم كما -ارجح- بجا في الاصل .. ...الاجدى ان نستخرج هذا التاريخ ونبحثه لبناء الهوية السودانية ؟ |
I thouth the ANAG and the HAMAG are the reminants the christian nubian kingdom of ALAWA -1 2- The AB at the end of the names of all the (Jaalyien) tribes is thought to be of Beja origin
Aymen
|
Post: #7
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Manal Mohamed Ali
Date: 08-18-2005, 05:00 AM
Parent: #6
شكرا طلال ... شكرا ايمن
وجودكم يثري الحوار منال
|
Post: #8
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Ibrahim Adlan
Date: 08-18-2005, 07:07 PM
Parent: #5
لا اريد ان اشكك في الرواية اعلاه عن اسم اتبره ولكن الواقع التاريخي يؤكد وجود المدينة قبل الوجود الانجليزي فقد ذكرها المؤرخ الشعبي ود ضيف الله في كتابه الشهير المعروف بـطبقات ود ضيف الله وقد عاش ود ضيف الله ما بين1727-1807 حسب تحقيق دكتور يوسف فضل
بين اتبره و البجا علاقة لا انفصام لها فقبيلة الحمران تقطن المنطقه من سفح الهضبة الاثيوبية بين نهري سيتيت و اتبره وينسب الحمران الي هوازن القبيلة العربية المعروفة وكذلك الحال مع قبائل البشاريين البجاوية الذين ينسبون الي كاهل جد الكواهلة مما يفسروجود البجا قرب النيل الابيض و تربط اتبره شرق السودان بالطريق التجاري المعروف باسم درب الجمل الذي ربط بين الدامر و حلفاية الملوك المركزين التجاريين الاكثر اهمية في عهد دولة العبدلاب
|
Post: #9
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-19-2005, 04:25 AM
Parent: #8
تحية طيبة منال والاخوة... اولا يجب ان ناخذ فى الاعتبار ان البجا وجودهم فى هذه المنطقة لم يسبقهم اليها احد والتاريخ يؤكد صراع البجا مع الفراعنة والمماليك والرومان فلذلك الانجليز مجيئهم لم يتعدى عليه اكثر من قرن فلا يصح اخذ التسمية الانجليزية فى وجود من سبقوه بالالاف السنين وكان الصراع بين الهدندوة والبشاريين همزة وصله اتبره وارجو من الاخوة الذين قراءوا التاريخ ان يوضحوا لنا ماذا قال موسى المك للمك نمر عندما ضربه اسماعيل باشا بالكدوس وكان المك حسب الاهانة التى شعر بها تحرك لضرب اسماعيل بالسيف الا ان يده اليمنى موسى المك قال له كلمة بلغة غير عربية ماهى تلك اللغة؟ وتلك الكلمة منعت المك من ارتكاب حماقة..
|
Post: #10
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-19-2005, 04:27 AM
Parent: #9
ات.....( بمد الهمزة وسكون التاء) تعنى لبن بهر (بسكون الثلاث احرف والهاب قد لاتظهر فى النطق) تعى بحر
وقديما وحتى الان يعيش اهلنا فى نهر اتبره وكان يطلقون عليه اسم.. ات بهر = ( بمد الهمزة وكسر التاء للنسب )وتعنى الترجمة الحرفية بحر اللبن والمعنى بحر الخير . ومركز البجاالتجارى خاصة الامارار كان مدينة اتبره وحتى الان يسكن اهلنا هنالك واتمنى ان تحصلت على بعض القصاصات التاريخية ساتى بها...
|
Post: #11
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: Manal Mohamed Ali
Date: 08-19-2005, 05:54 AM
Parent: #10
وقديما وحتى الان يعيش اهلنا فى نهر اتبره وكان يطلقون عليه اسم..
لكم كل الشكر... في انتظار المزيد من هذا الحوار........ الينا ببحر الخير من تلك القصاصات التاريخية يا اخ هاشم.... الحوار معكم جميل منال
|
Post: #12
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-19-2005, 09:10 AM
Parent: #11
الاخت منال والاخوة ارجو قراءة الجانب التاريخ فى هذا المقال الذى يدعم ويتسق مع البوست
Quote: الحلقة الخامسة محمد ابو القاسم حاج حمد
يراهن كثيرون على تحرك الشرق (البجاوي) ليوازي تحرك الجنوب والغرب ضد الوسط والشمال، فبعد أن صعد الغرب سقفه التفاوضي ليماثل نيفاشا ليحصل على ما حصل عليه قرنق من قسمة للسلطة والثروة مع الخرطوم ومدعوماً بالولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوربي يبقى الشرق (البجاوي) مدعواً لاتخاذ نفس المسار ليدخل شريكاً (ثالثاً) بعد الجنوب والغرب في القسمة مع الشمال. ويسود نفس المنطق (التهميش) ويتم التطلع - نسبياً ثم مطلقاً - لنفس الأدوات (العنف المسلح) وبنفس معايير العلاقات الاقليمية (ارتريا) والدولية أيضاً. ولكن للشرق خصوصية (جيوبوليتيك البحر الأحمر): الذين يتطلعون للشرق بهذه المعايير والمواصفات ويريدون الانتهاء به إلى نوع من (الفدرالية) تكون على نمط فدرالية الغرب (يجهضون) الشرق من حيث لا يعلمون - هذا بفرضية حسن النية، و(يدمرونه) باتخاذه (أداة) لمواجهة الوسط والشمال، بفرضية سوء النية.
تكمن خصوصية الشرق في أنه أكبر بكثير من جغرافيته الطبيعية والادارية وولاياته الثلاث (البحر الأحمر/ كسلا/ القضارف)، وأكبر بكثير من كل سكانه (بجا وغير بجا) فهو في المقام الأول (كيان بحر أحمري) يرتبط بجيوبوليتيك البحر الأحمر وصراعاته الاقليمية والدولية منذ انشاء البطالسة الذين حكموا مصر لميناء هو أكبر من ميناء سواكن هو ميناء (أبيثراس (Epitheras على عهد بطلميوس الثالث (246/221 ق.م) ولا زالت آثاره مطمورة في قاع البحر الأحمر قرب سواكن(1). ظل الشرق مستهدفاً بكافة صراعات القوى الاقليمية ثم الدولية منذ صراع البرتغاليين مع الاتراك للسيطرة على هذا البحر مطلع القرن السادس عشر، وهو صراع امتد من خط سواكن - جدة شمالاً وإلى باب المندب جنوباً منذ احتلال السلطان العثماني سليم الأول لمصر عام 1517 وإلى المعارك مع البرتغاليين عام 1558. والناظر في تاريخ سواكن يعرف مقدار حدة تلك الصراعات فولاية سواكن بما فيها حلايب ومأموريات (طوكر) و(العقيق) على ساحل البحر الأحمر كانت تابعة للعثمانيين حيث احتلوها إثر معاركهم في البحر الأحمر مع الأسطول البرتغالي وهزيمتهم له في عام 1558م وقد سبق للأسطول البرتغالي أن حاصر سواكن وتمركز فيها عام 1516م قبل فتح السلطان العثماني سليم لمصر في عام 1917. ومن قبل سيطرة العثمانيين دخلت سواكن وأرجاؤها في ظل السلطنة السنارية السودانية (الفونج) منذ بداية تأسيس تلك المملكة السودانية في عام 1505م حين فتحها الملك (عمارة دنقس) - 1508م)، وقد زارها الشيخ (عجيب المانجلك) ابن الشيخ (عبد الله جماع) - كبير وزراء مملكة الفونج عام1560م وبدأت (المصاهرة) بين ملوك سنار وأمراء (البجا) من قبائل (الارتيقا) الذين يرجع أصلهم إلى حضرموت ومنذ عام 1508م ظلت سواكن وكافة الارجاء (البجاوية) بما فيها ما كان داخل الاراضي المصرية في يد السلطنة الزرقاء (الفونج والعبدلاب) إلى أن احتلها العثمانيون في عام 1558م وألحقوها بولاية (جدة) ثم في 19 رمضان 1262هـ 12 سبتمبر/أيلول 1846م ألحقت بالادارة المصرية في السودان وربطت بمديرية (التاكا - كسلا)، ثم أعيدت لولاية جدة عام 1849، ثم أعيدت نهائياً للادارة المصرية في السودان بموجب الفرمان السلطاني في مايو/أيار 1865 إلى الخديوي اسماعيل، ثم جُعلت من إرث أبنائه بموجب الفرمان السلطاني الصادر في 27 مايو/أيار 1866م واستمرت سواكن على هذا الحال حيث لم تستطع قوات المهدية السيطرة عليها طوال الفترة من قيام دولة المهدية في 1885 وإلى سقوطها عام 1898م. ولهذا مُيزت سواكن بوضع خاص في اتفاق 19/1/1899 حيث نُص عليها في الاتفاق بوصفها (الاراضي التي لم تخلها قط الادارة المصرية منذ عام 1882 - الاتفاق - المادة الأولى - البند 1). ثم تم تعديل بشأن وضعها القضائي في ملحق وقع بتاريخ 10/7/1899م.
فالشرق متداخل عبر التاريخ مع حيثيات البحر الأحمر ويتجه بعمقه من سواحله الشرقية إلى منطقة الشمال النيلي من اسوان وإلى عطبرة، ويمتد إلى الوسط باتجاه سنار. وقد عكست (احفورة عيزانا) الملك الأكسومي (325/375م) تداخل قبائل (البجا) مع كل المنطقة ما بين ساحل البحر الأحمر والضفة الشرقية للنيل إلى مقرن نهر عطبرة (كما لكي) وانتشارهم في غرب إرتريا ومنحدراتها الساحلية الشمالية وتهديدهم لمرتفعات ارتريا وحتى دولة (أكسوم) نفسها.
ربما كان لغلبة المواجهات العسكرية في تاريخ البجا المعروف وشبه المعروف لدينا منذ ثلاثة آلاف عام دوره في اعتصامهم بالجبال وتفضيلهم حياة البداوةوخوفهم من الاستقرار في السهول، فقد كانوا على صراع دائم مع الفراعنة وكل من حكم مصر، وكذلك كل من حكم (أكسوم) ولم يعرف من مدنهم القديمة إلا ما يسمى (بالهجر)، ويعني هذا اللفظ في مناطق (نجد) بالجزيرة العربية مفهوم (مستوطنة). وتغلب على البجا ملامح القبائل اليمنية وهناك من يرجع أصولهم القديمة إلى هناك وأنهم إحدى الهجرات السبئية القديمة التي اتجهت إلى إرتريا واثيوبيا. حيث نجد تماثلاً في التركيب اللغوي ما بين مفردات (البجاوية الكبرى) واشتقاقاتها وتسمى (التجرى) مع (تجرينيا) إرتريا و(تجراى) اثيوبيا وكذلك (الأمهرا)(3).
الشرق بين التقسيم ودولة البجا الكبرى:
كاد مصير الشرق أن يحسم في الفترة 45/1950 إثر الحرب العالمية الثانية بانشاء دولة مستقلة (البجا الكبرى) تضم إلى شرق السودان غرب إرتريا. ومنحدراتها الساحلية الشمالية وذلك كان موضوع التفاهم بين (السير دوغلاس نيوبولد) السكرتير الاداري البريطاني في السودان، و(السير كينيدي ترافاسكس) حاكم إرتريا البريطاني في مرحلة الانتداب عليها وقد بحث الموضوع أثناء زيارة نيوبولد لإرتريا عام 1943. أو أن يلحق غرب إرتريا ومنحدراتها الساحلية الشمالية بالسودان مع ضم مرتفعات إرتريا وسواحلها الوسطى والجنوبية إلى اثيوبيا. غير أن المشروعين واجها صعوبات من بينها مقاومة أبناء إرتريا للتقسيم أو ضمهم للسودان مع رفض مصر لقيام دولة البجا. وهناك تعقيدات كثيرة ليس هنا مجال طرحها خصوصاً ما جرى في اجتماعات تداولية دولية في لندن وباريس عامي 1945 و1946.
المهم أن كيان البجا (الكبير) قد بقى مقتسماً بين السودان وإرتريا ولكن - وهذه مسألة هامة - مع تداخل الكيان المقتسم بالعمق الارتري وإلى مرتفعات إرتريا، وبالعمق السوداني وإلى شرق النيل حتى عطبرة.
مفهوم مؤتمر البحا:
حين طرح (بجا) السودان مفهومهم لكيانهم في أولى دورات انعقاد مؤتمر البجا في بورتسودان في أغسطس/آب 1958 بحضور رئيس الوزراء السوداني وقتها المرحوم (عبد الله خليل) لم يطرح بجا السودان مفهوماً (انفصالياً) كذلك لم يطرحوا مسألة الانضمام لإرتريا التي كانت في بدايات ضمها لاثيوبيا بعد صدور القرار الفدرالي رقم (390-أ-5) عن الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون أول 1950. وإنما طرحوا قضايا تنموية وأخرى تتعلق بالهوية. وقد جاءت التسمية (مؤتمر) تأثراً بنصيحة (للبانديت نهرو) نهرو أثناء مروره بشرق السودان في طريقه بحراً إلى انجلترا قبل استقلال الهند، حين قال إن أوضاع البجا المزرية وتعرضهم للمجاعات تحتاج إلى (مؤتمر) شبيه بالمؤتمرالهندي.
النزاع السوداني/الإرتري وانبعاث مؤتمر البجا المسلح:
ظل مؤتمر البجا يزاول نشاطه السياسي السلمي مع محاولات اخوانية اسلامية وشيوعية كذلك لاستقطابه وبما يتضمن سلخ البجا عن الولاء لطائفة الختمية والوطني الاتحادي ثم الاتحادي الديمقراطي. وقد حصل مؤتمرالبجا على (عشر مقاعد) نيابية حين قاطع الختمية انتخابات ما بعد ثورة أكتوبر والتي أجريت في الفترة 21/4 والي 8/5/1965م وذلك من أصل (233) مقعداً أى مايقارب نسبة 5% ويتطابق ذلك مع التقدير السكاني للبجا ضمن نسب التوزيع الاجمالية، فتبعاً لذلك يبلغ تعداد البجا حوالي (مليون ونصف المليون) من أصل ثلاثين مليون سوداني.
مع ذلك حين اجريت انتخابات (18 الي 25/4/1968م فقد مؤتمر البجا مقاعده النيابية المذكورة امام فوز الختمية، حيث وضح تماماً الاستقطاب الحاد في الشرق بين ابناء البجا من (المتعلمين) وقواعد الختمية الطائفية والقبلية. فظل متعلمو البجا (كاظمين للغيظ) لا تجاه الختمية فقط ولكن تجاه (استعلاء الوسط والشمال) و(تهميشه لمناطقهم).
حين اعلنت ارتريا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع السودان نهاية عام 1994م وتبنيها للتجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض وعقد مؤتمره في اسمرا (الفترة 15 والى 23 يونيو «حزيران» 1995م وجد الكاظمون للغيظ من ابناء البجا والمثقفين منهم بالذات سانحة للتعبير المسلح رغماً عن تزعم شيخ الطائفة الختمية السيد محمد عثمان الميرغني رئاسة التجمع المعارض الذي انضووا اليه على كره لرئاسته فهو يذكرهم بمعاركهم ضد الطائفية، ولكن الذي جمع بين قرنق والميرغني يجمع ايضاً بين الميرغني ومؤتمر البجا المسلح. وفي موازاة مؤتمر البجا وجد الكاظمون للغيظ شريكاً آخر غير مرغوب به أصلاً في مناطقهم يطرح ما يطرحونه حول (تهميش الشرق) وهم (الرشايدة) وتنظيمهم (الأسود الحرة)!
القرب المتباعد: مؤتمر البجا هو الأقرب إثنياً الى ارتريا بحكم ما أوضحناه غير ان عامل القرب هذا نفسه جعله ابعد الناس عن ان ينال (الحظوة) الارترية. أولاً: فمسلمو ارتريا الذين يشكلون في غربها ومنحدراتها الشمالية امتداداً لبجا السودان لايحبذون أي عمل ارتري ضد السودان مهما كانت الاسباب، لانهم ينظرون الى السودان كخلفية لهم وبذات الكيفية التي نظر بها ابناء مرتفعات إرتريا من المسيحيين الى ابناء (التجراي) في شمال اثيوبيا كخلفية لهم. وهى خلفية ادت لتحالف الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا (اسياس) مع الجبهة الشعبية لتحرير تجراي (زيناوي) منذ عام 1975م ثم حدث ما حدث. وقد كان أحد ابرز قادة النضال الارتري من المسيحيين وهو المرحوم (ولد آب ولد ماريام) يكرر دوماً ان ارتريا يسكنها شعبان (المسلمون التجري) و(المسيحيون التجرينيون).
ثانياً: تناسى الذاهبون الى اسمرا بغيظهم من اعضاء مؤتمر البجا انهم مهما وجدوا المساندة من اقربائهم داخل الحزب الارتري الحاكم فان مستقبل نموهم التنظيمي وفعاليتهم العسكرية ولو لمواجهة نظام الانقاذ انما يرتبطان بحسابات ارترية داخلية حساسة تعود الى ماذكرته حول مشاريع التقسيم عام 1943م/1946م. فماذا لو انقلبت بندقية مؤتمر البجا. لتستقطب لا بجا السودان ولكن بجا ارتريا انفسهم في مواجهة ابناء المرتفعات من المسيحيين الذين يتهمهم بجا ارتريا في غربها ومنحدراتها الساحلية بتهميشهم وبنفس كيفية الاتهام البجاوي في السودان للوسط السوداني بالتهميش.
فعلاقة ارتريا بمؤتمر البجا المسلح على غاية من الحساسية والتعقيد، ان وصفهم أشبه بأكراد العراق الذين لم تساندهم ايران ضد نظام صدام في العراق خوفاً من منعكسات ذلك على اكرادها الايرانيين وكذلك لم تساندهم تركيا خوفاً من منعكسات ذلك على اكرادها الاتراك.لهذا لم يتحول مؤتمر البجا المسلح في اسمرا الى حركة بجاوية شعبية مسلحة على غرار مايحدث في جنوب السودان وغربه.
ثالثاً: بالرغم من أن البعض في السودان يعزفون على (أطماع) اسياس في شرق السودان وبما يوازي اطماع الامبراطور الاثيوبي منليك الثاني (1889/1913) الذي رسم خارطة اثيوبيا باتجاه الضفة الشرقية للنيل وتحالف مع حملة (مارشاند) الفرنسية لغزو الجنوب عام 1898م مما تسبب في أزمة (فاشودة). وبالرغم من أن هذا البعض يدعى أنه (مطلع) على الخارطة التي رسمها اسياس لتوسعه في شرق السودان فان ماينقص هذا البعض هو فهمه لماذا لم يحدث ذلك حتى الآن؟!
لماذا؟: انه عدا حسابات ارتريا الداخلية فان أى مواجهات مسلحة في شرق السودان- وليس مجرد عمليات لاصدار البيانات واثبات الوجود- هى مواجهات لها شأنها على مستوى جيوبوليتيك البحر الأحمر كله. فالمواجهات في الشرق تعني أمرين: أولهما: المجتمع الدولي كله وعلى رأسه اميركا. والقوى الاقليمية وعلى رأسها مصر والسعودية واسرائيل. وهنا سر معاناة الشعب الارتري نفسه على مدى قتال استمر ثلاثين عاماً كانت فيه الثورة الارترية «منبوذة» و «منسية» وقد شرحت ذلك في سلسلة مقالاتي «الأبعاد الارترية الأربعة الحاكمة للعلاقات الخارجية» وبتركيز مكثف في الحلقة الاولى «الصحافة-5 يونيو/حزيران 2004م». ثانيهما: ان معركة الشرق تعني بالنسبة للسودان شماله ووسطه وغربه - وبأكثر من جنوبه- معركة المنافذ البحرية والموانيء تماماً كما كانت موانيء ارتريا تعني بالنسبة لاثيوبيا. فمن يريد تكرار «النجاح» الارتري في فصل المميزات الاستراتيجية البحرية لارتريا عن الجيو-بوليتيك الاثيوبي ليشعلها بشكل مماثل في شرق السودان فعليه ان يجلس «الىّ» طويلاً لا لأني سأصرفه عن هذا التطلع بحكم «شماليتي» ولكني «رفقاً» به وبالمليون والنصف المليون بجاوي، فالحسابات التي ساهمت في استقلال ارتريا لا تتوافر بنسبة 1% لشرق السودان. والذي يقول ذلك اشتعل رأسه شيباً فلا زالت العلاقات الارترية الاثيوبية رهن الصراع وبعد حربي 1998 و2000 وإلى اليوم. راجع مقالنا «الدبلوماسية السودانية ومأزق العلاقات مع ارتريا- الصحافة-7و8 فبراير، شباط 2004م» لا يأتي قولي هذا «لأن البجا قد خلت الحواضر منهم»- «الصحافة- 17 ديسمبر/كانون اول 2003- العدد 3792» حين اتهمني ابننا الاستاذ «ابو فاطمة احمد اونور» بالتقليل من شأن من نشأت بينهم وهم البجا ويخالطون دمائي الرباطابية. ثم عاد «اونور»-حفظه الله- في مقال آخر ليكشف عن «العجمة الثقافية» التي ادت الى «جزيرة المركزية القارية المعزولة عن الوجدان الوطني»- صحيفة الخرطوم-15 يونيو/حزيران 2004م». ووالله ووالله يا «أونور» أنا لا افكر بهذا المنطق ويكفيك تعقيبي على الأخوين الاستاذ كمال الجزولي «الصحافة-20/6/2004م» والدكتور منصور خالد «الصحافة 21/6/2004م» وباقي الحلقات المتتابعة من نفس السلسلة.
يا أونور: أعلم أن أبناء البجا ليسوا بانفصاليين، وأعلم ان تهميشهم يعود لحقبة العولمة الأوربية كتهميش الجنوب والغرب ولمنطق التخلف والجلابة الذي ساد مرحلة حكم الكتبة والاداريين في الوسط، وابتلى بهم الوسط والشمال كما ابتلى بهم السودان كله. دعني أقول لك «يا أونور» ان معركة أبناء البجا يجب ان تشن وبقوة داخل الوسط وليس في الشرق وبالتحالف مع «المهمشين الحقيقيين» من أبناء الوسط والشمال، اولئك الذين همشتهم الطائفية وأحزاب الكتبة والانقاذ. أي مع «عمك» حاج حمد وغيره فنحن نحتاج اليكم هنا وليس في الشرق. وحين يكون الامر كذلك ستحل قضية «السلطة» اذ اني ادرك ان السلطة هي الى حد كبير احد مداخل الحل، ليس السلطة بمعنى الانقلاب على الانقاذ او الطائفية، ولكن بمعنى «توزيعها» ليتكافأ الشرق مع مثلث الوسط «الخرطوم/كوستي/سنار» ومع الشمال الأكثر تهميشاً. وقتها ننهي جميعاً «العجمة الثقافية» بداية من فهمنا لماذا نكنى بالقول «حماد- آب» و«رباط- آب» وبما يماثل (حدار - آب) ولا نكنى «بني حماد» و«بني رباط» فالأمر راجع هنا الى «ثقافة بجاوية» في التنسيب الذي يرد الى «الأبوة» وليس «البنوّة» فهل تأثرنا بهذه الثقافة البجاوية من قبيل «العجمة الثقافية» أم التداخل الأثني والثقافي؟ 1/ د. شوقي الجمل- تاريخ سودان وادي النيل- الجزء الأول- ص 187/180- مكتبة الانجلو المصرية- القاهرة-1969. 2/ للكاتب- السودان: المأزق التاريخي وآفاق المستقبل- المجلد الثاني ص 176- International Studies & Research Buuea..- British West Indies-1996. أنظر كتابات محمد صالح ضرار- تاريخ سواكن والبحر الاحمر- الدار السودانية للكتب- 1981- ص 46/49- سواكن في عصر الفونج. 3/ للكاتب- كنفدرالية القرن الافريقي- تحت الطبع- المجمع الثقافي- ابو ظبي- محفورة عيزانا.
|
|
Post: #13
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-19-2005, 09:30 AM
Parent: #12
هذا ايضا مقال ذو صلة...
Quote: جزيرة دهلك الحبشية تنفي مقولة هجرة المسلمين الى السودان
بقلم: البروفيسور عبدالله عووضة حمور
بلغني ان الدكتور عبدالله الطيب يقول: ان هجرة المسلمين الاوائل ما كانت الى الحبشة بل كانت الى السودان بحجة ان حدود سودان اليوم كانت تابعة لحبشة الامس. لم آخذ بالسماع حتى قرأت كلمة للاستاذ أحمد سليمان المحامي بجريدة الانقاذ بتاريخ الاحد 29/9/1991م قال فيها: سيدنا موسى نوبي وكليوباترا دنقلاوية. وانه يوافق استاذه الدكتور عبدالله الطيب على ان هجرة المسلمين كانت الى السودان لا الى الحبشة. فعقبت عليه بمقال بعنوان «سيدنا موسى لغته العبرية فكيف يكون نوبياً؟وكليوباترا انثى فكيف نفرح بها؟!». نشر بذات الجريدة بتاريخ «20/10/1991م» ولم اتعرض لموضوع الهجرة لعدم توفر المعلومات الكافية عندي آنذاك فلما توفر قدر لي منها كتبت مقالاً بجريدة الرأي العام السودانية بتاريخ 18/9/2000م بعنوان «هل كان النجاشي ملكاً على الحبشة في عام 8ق.م ه سؤال لا للاعتراض ولكن ليطمئن قلبي» بداهة البعض لم يطلع عليه والبعض اطلع واقتنع والبعض لم يقتنع والبعض قال لي: كانت الهجرة الى النجاشي والسودان ولم تكن الى الحبشة لقول هذا البعض يرجع الفضل في كتابة هذا المقال.
من هذا البعض السيد أحمد علي الامام مستشار رئيس الجمهورية للتأصيل سمعه البعض يقول بتلفاز السودان بمناسبة الاحتفاء باول العام الهجري لعام 1425م يقول «ان المسلمين هاجروا الى النجاشي والي هذه الارض الطيبة ولا فخر» المعنى الى السودان لا الى الحبشة ؟! اثار هذا القول الرغبة في تحقيق الامر مرة اخرى فذهبت الى مكتبة المرحوم الشيخ علي بن حمد آل ثاني. اثابه الله كفاء ما قدم وبعد بحث في كتب التاريخ القديمة والخرائط الحديثة وجدت:
اولاً: في التاريخ اليعقوبي «ت278ه» يقول بالجزء الاول صفحة 191 ـ 194 تحت عنوان «ممالك الحبشة والسودان» يقول: مملكة المقرة بدنقلة ومملكة علوة بسوبا ومملكة البجا وهم بين النيل والبحر وهي «باقلين» و«البجة» و«بازين» وعنها يقول «المتاخمة لمملكة علوة» وجارين وعنها يقول «وملكهم ما بين باضع وهو ساحل البحر الاعظم» الى بركات من مملكة بقلين «احدى ممالك البجة» الى موضع يقال له حل الدجاج» «لعلها بركات وكاب الجداد بالجزيرة والجداد هو الدجاج باللهجة السودانية» و«قطعة» وعنها يقول:«وهي آخر ممالك البجا ومملكتهم واسعة من حد باضع الى فيكون» ثم يقول «ثم المملكة السادسة وهي مملكة النجاشي وعاصمة المملكة «كعبر» وساحلهم دهلك. ولم تزل العرب تأتي اليها للتجارة وآخر مملكة الحبشة الزنج «كينيا الآن».
اما السودان الذين غربوا «الحديث ما يزال له» فاول ملكهم الزغاوة ثم يذكر «3» ممالك بعدهم فيقول «ثم مملكة الكوكو وهي اعظم ممالك السودان ثم مملكة غانا غرب مملكة الكوكو» من هذا يتضح:
«1» ان كلمة السودان كانت تعني عند العرب بذلك الوقت كل الممالك الواقعة غرب البحر الاحمر قاطبة فالحبشة من السودان بدليل قوله «ثم المملكة السادسة» وبالمثل البجة وعلوة الى غانا غرب وكلمة الحبشة وعلوة والبجا والكوكو كلمات تقال لمجرد التفرقة من سودان الى سودان كما هي الحال بالمحافظات داخل القطر الواحد وبدليل ان الحبشة ما كانت ممالك كما جاء بالعنوان «ممالك الحبشة والسودان» ولكن لاشتهارها تفردت بالذكر بالعنوان.
وعلى هذا ما كان اسم الحبشة يشمل السودان كما يقول البعض بل العكس السودان يشمل الحبشة كما اوضح اليعقوبي آنفاً.
«2» ويتضح ان الصومال واريتريا وجيبوتي كانت ضمن مملكة الحبشة السودانية وان سودان الامس ما كان يتصل بالحبشة ولا بالبحر الاحمر لان ممالك البجة الممتدة من بركات وحل الدجاج الى اسوان شمالاً والمتاخمة لمملكة علوة كانت فاصلة بينه وبين البحر شمال شرق وبينه وبين الحبشة شرقاً.
ثانياً: وفي الجغرافيا وجدت معجم البلدان يقول عن «دهلك» آنفة الذكر :«هي جزيرة في بحر اليمن وهي مرسى بين بلاد اليمن والحبشة بلدة ضيقة حرجة حارة كان بنو امية اذا سخطوا على احد نفوه اليها قال الشاعر «اقبح بدهلك من بلدة » «فكل امرئ حل بها هالك» «ص492 ج2» ويقول عنها الهمداني «ت334ه» في سجن صنعاء»:«دهلك تقع قبالة ثغر الحديدة. من ممالك اليمن القديمة وهي اليوم بيد الاحبوش» «انظر كتاب صفحة جزيرة العرب للهمداني ص69».
ونظرت في «اطلس تاريخ الاسلام» للدكتور حسين مؤنس فوجدت دهلك وكسلا والحديدة وصنعاء كلها تقع بالقرب من خط عرض 15. وهي الان تابعة لاريتريا. ووجدت بورتسودان تقع على خط عرض «20» . وجدة وحلفا على «22» منه من هذا يتضح:
أ/ ان المسلمين سلكوا طريق رحلة الشتاء الى الحديدة لقربه ولمعرفتهم به ومن الحديدة الى دهلك ومنها الى ساحل الحبشة ومنه الى « كعبر» عاصمة الحبشة حيث النجاشي ملك الحبشة «انظر اطلس تاريخ الاسلام ص 55/59».
ب/ وانهم لم يسلكوا طريقاً اخر يقع غرب البحر الاحمر الى النجاشي بكعبر ولم يعبروا الى «بر» سودان اليوم من جدة وحتى لو تم هذا ما كانت بورتسودان ارضاً حبشية حتى نقول ضمنا انهم هاجروا الى السودان كانت ارض بجه عليها ملكهم.
بقي ان اقول:
«1» ان السودان غني بتاريخه من عهد كوش وترهاقا قبل الميلاد الى المقرة وعلوة بعد الميلاد الى بادي بسنار وتيراب بالفاشر الى الامام المهدي بامدرمان بعد الاسلام لذا فهو في غنى عن انتحال تاريخ الحبشة وخير له وللاسلام ان تكون الهجرة الى الحبشة من ان تكون له او لغيره. لنوضح لتوني بلير اليوم ولشاكلته العلاقات بين الاديان بالامس ومساهمة المسيحية في نجاح الاسلام بالحب والسلام «فالله محبة» لا بالحقد والحرب.
«2» وان الغاية الاقرب من هذا المقال ليست المغالبة كما هي الحال بالمحاكم ولكن محاولة الوصول الى الحقيقة ولكل من الفضل ما للآخر في مجال العلم فلا اضاءة من غير سالب كما هي الحال بالكهرباء وللدكتور عبدالله الطيب فضل السبق عليه الرحمة والغاية الابعد ان نفرغ اذهان الطلبة والباحثين من هذا الهاجس ليوفروا وقتهم لامر اخر هذا في تقديري.اقول هذا وذاك صراحة لئلا يتوهم البعض ان في هذا نيلاً من مكانة البروفيسور المعهودة ولنا من مراجعة الحباب ابن المنذر للرسول «ص» يوم بدر. واخذ الرسول برأيه اسوة حسنة ومن سيدنا عمر بعده والدكتور طه حسين امثلة اخرى.
«3» ختاماً اشكر السيد احمد علي الامام «ابن ارتدي» الذي اتاح هذ الفرصة فلولاه لما ذهبت الى المكتبة ولما توصلت الى ما توصلت اليه اليوم والشكر ايضاً مقدماً لمن يراجع قولي فيضيف ان وجد نقصا او يصحح ان وجد خطأ فلا غاية غير محاولة الوصول الى الحقيقة وعموم الفائدة.
هذا وقد فاتني ان اقول: ان الدكتور جعفر ميرغني عالم التاريخ بالحجم الطبيعي لا بالالقاب يقول ايضاً بالهجرة الى الحبشة لا الى السودان «تصحيح في مقالي بالاسبوع الماضي الفقرة ـ 2 ـ ورد خطأ «وفي السودان لنا في الدينكا احوال ومفارقات» تصحيحه وفي السودان لنا في الدينكا اخوال ومفارقات».
والله من وراء القصد
|
|
Post: #14
Title: Re: دعوة للاخ هاشم نوريت بالمواصلة في ذاك البورد
Author: هاشم نوريت
Date: 08-19-2005, 09:35 AM
Parent: #13
Quote: هجرة الصحابة إلى الحبشة
By الدكتور جلال الدين محمد صالح - لندن May 10, 2004, 22:42 PST
يرى بعض رجال العلم من أهل السودان أن هجرة الصحابة فرارا من أذى قريش واضطهادهم، كانت إلى السودان، وأن السودان هو المعني بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه".
وبهذا أن بلاد الحبشة المنصوص عليها في كتب السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، ما هي إلا بلاد السودان، الأمر الذي يفهم منه ـ إن لم ينص على ذلك صراحة ـ أن النجاشي الذي آوى الصحابة رضوان الله عليهم في هجرتهم الأولى والثانية، ونعته النبي صلى الله عليه وسلم أرضه بالصدق، وصلى عليه صلاة الغائب، ما هو إلا ملك سوداني، وأن بلال الحبشي رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم، وأم أيمن بركة الحبشية، حاضنته بعد وفاة أمه آمنه بنت وهب، ما هما في الحقيقة إلا سودانيان، بالمعنى الجغرافي المعروف.
ومن أبرز القائلين بهذا ـ طبقا لما ذكره المؤرخ سليمان صالح ضرار في مخطوطته (البجة ص 75 ) ـ : البرفسور عبد الله الطيب في العديد من محاضراته، وكذلك الأستاذ الدكتور حسن الشيخ الفاتح بن الشيخ قريب الله، في كتابه " السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة"، حيث ذكر بأن ميناء الوصول هو سواكن، وليس باضع.
ولم يورد الأستاذ سليمان ضرار مستندات الشيخ قريب الله التاريخية التي أوصلته إلى هذه النتيجة، ليتصدى لمناقشتها، وإنما اكتفى معقبا بقوله: على كل فالمكانين في بلاد البجة.
وأيا كان الموقف من القضية، فإن من ضروريات البحث العلمي دراسة مستندات الطرف الآخر، والاطلاع على ما ساقه من الأدلة التاريخية، في إثبات وجهة نظره، من هنا تبقى الحاجة ماسة إلى قرآءة كتاب الشيخ قريب الله، باعتباره الوثيقة المكتوبة في هذا الشأن، من أجل أن يسلك النقاش مسلكه الجاد، فهل من متفضل يتفضل علينا بالعثور على هذا الكتاب، ونشر براهينه التاريخية، في موقع من المواقع الإرترية؟.
وإلى أن يتحقق هذا الطلب لا بأس من طرق المسألة، وتناولها من زاويتين اثنتين، رجاء تكوين تصور عام عنها:
الزاوية الأولى: تحديد المقصود بالسودان.
الزاوية الثانية: تحديد المقصود بالحبشة.
هل المقصود بالسودان هذه الرقعة الجغرافية المعروفة لنا اليوم بحدودها السياسية، أم أرض البجة التي بسط فيها ملوك الحبشة سلطانهم، وشمولوها مع غيرها في غابر الأزمان بحكمهم، لا سيما في عهد الملك عيزانا (330 ق.م )" صاحب اللوحات، التي عثرت عليها البعثة الألمانية الأولى في سنة 1905م والتي دون عليها هذا الملك أخبار حملاته الحربية... واتسعت مملكته حتى شملت أكسوم، وحمير، وريدان، وسبأ، وصالحين، وسيامو، وبيجة، وكاسو.
يقول د. زاهر رياض، مؤلف كتاب (تاريخ إثيوبيا) ص37 : " أما أكسوم فعاصمته، وحمير وريدان، وسبأ، وصالحين، في اليمن، أما بيجة فلا شك أنه يعني بها قبائل البجة، التي كانت تسكن بين النيل والبحر، وكاسو هي قبائل كوش، التي كانت تسكن ضفاف النيل النوبي جنوبي الشلال الثاني."
على ضوء هذا النص نجد أن نفوذ مملكة أكسوم وحدودها اتسع إلىأبعد من حدود الهضبة الحبشية ليضم أمما وشعوبا مجاورة، ومحاددة، وومغايرة، لغة، وعرقا، ولونا، فاللون الحبشي ليس هو اللون السوداني، انطلاقا من مدلول كلمة حبشي، فإن هذه الكلمة تعني اللون المختلط، أو الجماعة المختلطة، والمتأمل في الحبشي يجد ملامحه تنزع إلى الملامح العربية السامية أكثر من نزوعها إلى الزنجية، كما أن بلاده ذات خليط بشري، تحوي الحامي، والكوشي، بجانب السامي، ولذا أصدق اسم ينطبق عليها هو اسم الحبشة، وليس إثيوبيا التي تعني الوجه المحروق، ومن ذلك كلمة حباشة التي أوردها ياقوت الحموي في معجمه قائلا: حباشة: بالضم، والشين معجمة، وأصل الحباشة الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.../ معجم البلدان/ج2/210
وفي لغة التجري يسمون الشاة المنقوطة بالبياض والسواد من الشعر معا: (طليت حبشايت)، بخلاف السوداء، فإنهم يسمونها (طلام)، أو (جانايت...أو جاناي)، ربما من الجن، لكونها تشق رؤيتها، ويصعب تبينها في الظلام، كالجن يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه، وأن كلمة السودان، يقابلها البيضان، وليس الحبشان، وإن كان الحبشان على العموم، جنس من أجناس السودان.
وعلى هذا إذا كان المقصود أن السودان الحالي كان جزءا من الحبشة، يوم هاجر إليها الصحابة فذلك أمر غير مستبعد، لذلك التوسع والتمدد الذي أحرزه ملوك الحبشه، وتباهى به عيزانا، وليس في هذا أدنى مساس بالحقيقة التاريخية المعروفة لدى الجميع بشأن هجرة الصحابة إلى الحبشة، وتبقى الحبشة هي الحبشة، مركز مملكتها، ومستقر نجاشيها أكسوم، وما سواها يبقى من ملحقاتها وتوابعها.
وفي هذه الحالة، لا مسوغ تاريخي يسوغ حذف اسم الحبشة وإحلال اسم السودان محلها في مؤلف يتحدث عن هجرة الصحابة الأولى والثانية إلى الحبشة، على النحو الذي عنون به الشيخ قريب الله مؤلفه (السودان دار الهجرتين الأولى والثانية للصحابة)، فإن في هذا تغييبا متعمدا للأصل، وتغليبا لجانب الفرع عليه، وتضخيما له على حساب المركز، دون أن يعني استغراب هذا الصنيع مني وعدم استساغته غلق باب الجدل حول ما إذا كان المينآء الإرتري باضع (مصوع) هو معبرهم الذي سلكوه إلى النجاشي، أم مينآء سواكن، كما هو رأي الشيخ قريب الله .
أما إذا كان المقصود بأن هذه الرقعة الجغرافية المعروفة الآن بجمهورية السودان هي التي حملت اسم الحبشة فيما مضى من الزمان، وعليها نشأت حضارة الحبشة، ومنها بسط الأحباش ملكهم وسلطانهم إلى من حولها، وفيها قابل الصحابة ملك الحبشة النجاشي، فذلك أمر فيه نظر، وغير مسلم، لما في ذلك من مجافاة الحقيقة التاريخية، التي أجمع عليها المؤرخون، من أن الحبشة اسم لتلك القبائل السامية، التي عبرت البحر الأحمر، من الجزيرة العربية، وبنت حضارة أكسوم التاريخية.
يقول المؤرخ البريطاني أ. بول في كتابه: (تاريخ قبائل البجا بشرق السودان ص 32): عبر السبئيون الذين كانوا يشكلون القوة الغالبة في جنوب الجزيرة العربية البحر الأحمر بحثا عن التجارة، واحتلوا جزيرة دهلك الساحلية، ومن ثم توغلوا إلى الداخل ليستقروا في أرض تقرنيا، [ يعني تجراي] الواقعة الآن فيما يعرف بإرتريا وإثيوبيا، كان ذلك بزمن سحيق من مجيئ المسيح، قد يكون ذلك في عام 1000 قبل الميلاد، أو عام 600 قبل الميلاد."
ودهلك حاليا هي إحدى الجزر الإرترية في البحر الأحمر، يقول فيها ياقوت الحموي في معجم البلدان/ج2/492: "دهلك... اسم أعجمي معرب... وهي جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيقة حرجة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها.
|
|
|