مأساة ابن المقفع

عبدالله بن المقفع غنى عن القول بما تركه من تراث أدبى لا ينضب ولا يقدم فهو صاحب كتاب كليلة ودمنه ذلك الكتاب الفلسفي الشهير والذى ترجمه من الهندية وترجم كذلك كتب ارسطو فى المنطق وأشاء رسائل تعد فى غاية الإبداع منها : الأدب الصغير – والأدب الكبير – ورسالة الصحابة – واليتيمة . كما ينسب إليه بعض الباحثين ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة من الفارسية .
ولد ابن المقفع سنة 106 هـ بالعراق وهو فارسى الأصل مجوسي الديانة ووعى الأدب والحكمة وعمره 16 عاما واسلم على يد عيسى بن على عم الخليفة العباسى السفاح وولى كتابة الديوان للخليفة العباسى المنصور وقتل بتهمة الزندقة فى السادسة والثلاثين من عمره.

أصل حكاية مقتله :
سبب مقتله الحقيقي ليس زندقته كما ورد وتعارف ولكن بسبب غضب الخليفة ابى جعفر المنصور عليه ، حين كتب عهدا على عم الخليفة الذى خرج عليه ، وهو عبدالله بن على ، لما ثار على المنصور وفشل هو وابن عمه فطلبه المنصور فخشى هذا أن يقتله ، فطلب من ابن المقفع أن يكتب له أمانا يوقعه المنصور ففعل ، وأفرط ابن المقفع فى الاحتياط للثائر على الخليفة والتضييق على الخليفة فى الشروط حتى انه كتب فى العهد : "إن الخليفة إذا أخل بعهد الأمان لعلى بن عبدالله يصبح المسلمون فى حل من بيعته وتصبح نساؤه طوالق" .
ومن هنا قال المنصور لرجاله الأخصاء : أما من أحد منكم يكفينيه ؟
وكان سفيان بن معاوية والي البصرة حاضراً . وكان يحقد على ابن المقفع لتصوره أنه يهزأ به ، فاغتنم الفرصة واتهم ابن المقفع بالزندقة وبادر الى قتله وإحراقه سنة 142 هـ.
انظروا لشاب فى السادسة والثلاثين من عمره يترك لنا خلال عشرون عاما فقط الكثير من الأدب والمواعظ والحكم والفلسفة حتى فى موته ....