مَجْلِس مدينة العُوَرا

مَجْلِس مدينة العُوَرا


08-17-2005, 03:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1124244203&rn=3


Post: #1
Title: مَجْلِس مدينة العُوَرا
Author: Adil Al Badawi
Date: 08-17-2005, 03:03 AM
Parent: #0

أغرب ما في هذا البوست عنوانه إذ أنَّ كلمة "مجلس" لا تعني المجلس البلدي و"مدينة" لا تعني مدينة للمجلس البلدي و"العُوَرا"، جمع عوير، لا يقصد بها العُوَرا من عينة "العوير أبو ريالة" لكنَّ المجلس كان موجوداً، وربَّما ما زال، بمدينة رفاعة وهو، المجلس، عبارة عن ملتقى (أو منتدى) والمدينة مجازية تفيد "جمعية أو رابطة" والعُوَرا مقصود بهم الحمقى وبالتالي فإنَّ "مَجْلِس مدينة العُوَرا" في الواقع هو منتدى/ملتقى لجمعيَّة/رابطة الحمقى...وهو منتدى أسَّسه، برفاعة، رجل اسمه حسن فارة وربَّما أسَّسه شخص سابق له أو معاصر له ولست متأكِّداً* لكنَّنا كنَّا نرى لوحة المجلس "مَجْلِس مدينة العُوَرا" معلَّقة على باب منجرة حسن فارة ونحن في طريقنا إلى مدرسة رفاعة الثانوية ونسمع بأنَّ حسن فارة هو الشخص الذي يقوم بطقوس "التشييخ" وهي الطقوس المصاحبة لإعلان "المشيَّخ" شيخاً من شيوخ الحماقة كما كنَّا نسمع من قصص شيوخ الحماقة الكثير...

سوف أعود لوصف طقوس "التشييخ" وربَّما أورد بعض القصص عن بعض حالات "التشييخ" وربَّما قصص أخرى عن حماقات بعض "شيوخ" الحماقة لكنَّني، حتى أعود، أود أن أدعو الملمِّين بهذا الموضوع، خصوصاً أهل رفاعة وما حولها، لتوثيقه وللتوثيق لحسن فارة كشخصيَّة أرى أنَّها لا تقل عن شخصيَّة "ود نفَّاش" في شيء وكم أتمنَّى أن يخرج علينا من يفيدنا بوضع "مَجْلِس مدينة العُوَرا" حاليَّاً خصوصاً إذا أبقى أولاد وأحفاد حسن فارة راية ذلك المجلس مرفوعة.

ختاماً، لا أود أن أخرج من هذا التقديم قبل أن أترحَّم على روح حسن فارة وأدعوكم للترحُّم عليها. تلك الروح التي أضفت على الحماقة طرافة جعلت عمليَّة الاعتراف بها واحتوائها لا تحتوي على أي حماقة وبالتالي فكم كنت أتمنَّى لو كان حسن فارة بين ظهرانينا بهذا المنبر!. لكن، فلنحلم، على الأقل، بأن تزورنا روحه بين فينة وأخرى.

وإلى لقاءٍ آخر إن شاء الله.


* يرجى الاحاطة بأنَّ ما أرويه هنا مبني، في الغالب، على ما سمعت وبالتالي فإنَّني لا أضمن دقة المعلومات التي أوردها.

Post: #2
Title: Re: مَجْلِس مدينة العُوَرا
Author: Adil Al Badawi
Date: 08-20-2005, 05:05 AM
Parent: #1

نعود لنصف طقوس "التشييخ" والتي تتمثَّل في أنَّه فور رصد حالة "شيخنة"، أي حماقة، فإنَّ الراصد للحالة يأتي بالخبر اليقين إلى حسن فارة الذي يضع طاقية "الشيخنة" في جيبه ويشبك يديه خلف ظهره وينطلق بتؤدة إلى موقع الحالة. فور وصول حسن فارة إلى الموقع، فإنَّه يتَّجه مباشرة إلى الشخص المنشود "تشييخه" وبدون أن يتحدَّث معه بأي كلمة "يعرض" أمامه حتى يصل بالعرضة مرحلة "التبَّة"* ولحظتها ينطق بأولى كلماته هاتفاً: "أَبِشْرُوا" ومن ثمَّ يُلبس "المشيَّخ" الطاقية التي تعلنه، رسميَّاً، "شيخاً" من شيوخ الحماقة ثم يلي ذلك احتفال مصغَّر توزَّع فيه المشروبات الغازيَّة أو الشاي كما يتم في هذا الاحتفال، في العادة، تصفية النفوس ممَّا يكون قد علق بها من أثر الحماقة وعادة ما يصل الأمر إلى حل المشكلة التي أدَّت، في الأصل، إلى حالة الحماقة.

وإلى اللقاء القادم، إن شاء الله، حيث أورد أشهر قصَّتي "تشييخ" قام بهما حسن فارة إحداهما لقريبنا أُمْحُمَّد ود الجير والأخرى لرجلٍ "تَلَّب في بير".


* تتمثَّل "التبَّة" في أن يرفع من يعرض قدمه عالياً ثم يهوي بها ضارباً وجه الأرض بكل ما أوتي من قوَّة.

Post: #3
Title: Re: مَجْلِس مدينة العُوَرا
Author: Adil Al Badawi
Date: 08-21-2005, 03:17 AM
Parent: #2

أسرد اليوم قصة "تشييخ" قريبنا ود الجير الذي أراد ختان أحد أبنائه في أحد أعياد الأضحى فأخذ قماشاً أزرق اللون إلى الخيَّاط وشدَّد عليه أن يخيط الجلابية بحيث تكون فضفاضة إذ أنَّها جلابية "ود طهور" لكنَّ الخيَّاط، ربَّما بسبب زحمة أيَّام العيد، لم يخيط الجلابية فضفاضة كما يجب وبالتالي، وفي يوم وقفة العيد، نشب الجدال بين ود الجير والخيَّاط. كلمة من هنا كلمة من هناك، أنا قلت ليك إنت ما قلت لي، ألقى الخيَّاط بجملة يعلم بحكم معرفته بزبونه أنَّها مخارجته، قال: شوف يا ود الجير، أنا خيَّطت ليك قَدُر قماشك...أجيب ليك قماش من عندي يعني؟!. صُعِق ود الجير بهذه الكلمات التي تصف "كريم أروش" مثله بالبخل فما كان إلا أن ارتجف من الغضب وأمسك بالجلابية وشقَّها "من الحارك ليييييييي البارك"...

عضَّ الراصد للحالة على جلابيته بقواطعه "وقال دَيْ" على منجرة حسن فارة. ألحق...ألحق...يا حسن فارة واحد من جماعتك شَقَّ جلابية طهور ولدو "شقَّة قنقرة". وضع حسن فارة طاقية "الشيخنة" في جيبه وشبك يديه خلف ظهره وانطلق بتؤدة إلى موقع الحالة وقام بطقوس "التشييخ" تماماً كما هي مذكورة في أعلاه كما أعاد الصفاء بين ود الجير وخيَّاطه بأن اشترى قماشاً جديداً على حسابه ثم "قعد فوق رأس الخيَّاط لحدِّي ما خيَّط الجلابية متل ما طلبا ود الجير" لتنتهي تلك الحماقة بأن أضيفت إلى رصيد حسن فارة في اصلاح ذات البين وإلى رصيد حماقات ود الجير التي سوف يكوِّن حكيها عصب هذا البوست.

وإلى اللقاء القادم، إن شاء الله، حيث أورد قصَّة "تشييخ" الرجل "التَلَّب في بير".