بناء الامة السودانية

هل نستطيع ان نقول ان هناك امة سودانية؟ ... اذا كان نعم ماهي معطياتها الانية؟ ماهي رموزها ؟ اسئلة ارقتني كثيراً ... ورمتني داخل الكتب الكبيرة لا عرف ماهي كلمة امة ... فالدول الاروبية مرت بتاريخ حروب كثيرة حتى صارت الان امم .. والهند في طريقها للتكوين ...
هل استطيع ان اقول ان هنالك امة سودانية ؟...
اؤمن ان هنالك وطن يجمعنا وهو السودان ... ولكن هل نحن كسودانيين يمكن ان نكون امة ؟ لو لم نكن امة ماذا ينقصنا في عملية بناء الامة ( لا اتحدث هنا عن الوطنية... فالكلمتين مختلفتين)
سوف اتكلم عن عملية بناء الامة ... واريد منكم المساهمة في هذا
بسم الله ابدا .. وفي رأي :-
بناء الامة عملية ديناميكية تتم بين مجموعة تحدها حدود طبيعية ، بينها عوامل ثقافية مشتركة ، ووجدان مشترك .. وتاريخ نضالي مشترك وحكومة وطنية راشدة وقانون حر عادل...
تقوم هذه العملية على ركيزة بناء الرموز التى تلتف حولها الامة ( الرمز ممكن ان يكون فكرة او شخص او منهج) ويشترط فية ان يكون ذو رابط نفسي وثقافي مع كل الافراد ( كنلسون مانديلا مثلاً)
اذا تعالوا نسال انفسنا كسودانيين
1- ماهو الرمز الذي يمكن ان نلتف حوله جميعا ( جنوبا وشرقا وغربا وشمالا - المسلم والمسيحي واصحاب الديانات الافريقية المحلية رجالا ونساء
قد يقول احدكم ان التجربة المهدية كانت اول عملية في بناء الامة السودانية.. تاريخيا هذا صحيح ولكن المهدية لم تشمل اجزاء الجنوب .
2- كيف ننظر الى تاريخنا المسوع والمقرؤ . ( سادتي ان عيوب تاريخنا كثيرة احرى بنا ان نعترف بها / كما ان لنا تاريخ مهضوم ...
هل سمع جلكم عن ذاك الثائر من الزاندي ضد تجارة الرقيق وهو ملك الزاندي واسمه طمبرا
هل تعرفون عن بعض جوانب عدل السلطان على دينار
هل تعرفون علي الفكي الميراوي وتلك التي قادت حرب ضد الانجليز واسمها مندي... اذا كنت لا تعرف فصوت معي ان تاريخنا يحتاج لا اعادة كتابة وتنقيح حتى نبني الامة السودانية
كما لا يفوتني ان اقول ان للحكومات الدور الاكبر في بناء الامة .. ونحن لم نخبر الى الان ماهي الحكومة الراشدة

العزيزة منال

كيفنك و وين اراضيك

أحي تناولك الموضوعي لقضايا اساسية و محاولة التعامل العلمي معها و انت الباحثة المتفانية صاحبة التجارب الميدانية الهامة. الامة في رأي المتواضع هي المكون الحي للوحدة السياسية المتكونة بحكم حراك المجموعات البشرية التي تعمر الرقعة الجغرافية المعينة و العلاقات البينية الحاكمة لعلاقات التعايش علي الابعاد الاقتصادية و الانسانية _القبول و الرفض، الحرب و السلام_. بذا فصفة الامة هي تعبير سياسي يؤسس لمنطق التوحد و الانتماء للوطن بتغليب المشترك و البحث في التاريخ عن قاسم مشترك أعظم يعمق روح الانتماء للأرض و يمكن من التعاقد و التراضي و الرغبة في الحياة المشتركة. ما من دولة في العالم نشأت من قبيلة واحدة أو مجموعة بشرية بل في أغلب الاحوال رسمت الحدود نتيجة لتوازنات فرضتها ظروف داخلية و اخري خارجية و كحلول وسطي لانهاء احتراب الاقاليم المتجاورة و غير ذلك من محددات لمسيرة التاريخ الانساني و السياسي. الانسان بطبعة ميال ألي الحياة المستقرة التي تحفظ له كرامته و تتحقق فيها رغباته و طموحاته و هنا يأتي دور الدولة القادرة و الراغبة في تحقيق ذلك لكل مواطنيها و عند ذلك تزول اسباب التنازع و التنافر و تترسخ الارضية لنشأة أمة لا تعدم مبرراً من التاريخ أو الحاضر أو حتي في مستقبل لم يأتي بعد لكنه يعد بخير تري معالمه في الحاضر المستقر و المعافي.

up

أستاذة منال تحية واحترام،
لك التحية وأنت تفكرين بصوت جهير، وحقا ما يدور أمامنا يدعوا لمثل تفكيرك الجهير.
لا أوافق بأناأمة سودانية، بل أمم سودانية متباينة. فرض علينا الأستعمار أن نكون هذه الوحدة السياسية لتسهيل عملية نهب الثروات بسهولة ويسر. قبل أن يأتي الينا الأتراك كغزاة، كنا ممالك متباينة تحمي بعضها البعض بتفاني يعكس الأنتماء العرقي والروحي، لكن السياسة كانت تفرق. آنذاك كنا نمتلك كل معطيات أن نكون أمة زات وجدان واحد، لأن السياسة العالمية كانت في طور التكوين الحديث للدولة. منها ما ظهر كأمة ومنهم من فرضت عليهم بعض الظروف الأقتصادية والسياسية أن يكونوا دولة بداخلها الكثير من الأمم.
كنت سأذكر السودان مثالا ان كان لأقوام السودان اليد في ايجاد دولتهم الحديثة، ورغم عن ذلك أقول بأنا نمتلك مقومات أن نكون أمة بعد نكون الدولة المتجانسة.
نحن ليس أمة لأنا لم نتشارك النضال لدحر أول تدخل أستعماري سافر علي أرضنا، عندما كان أهل السودان يعدون العدة لدحر الأتراك، فضل بعض السودانيون التحالف وتقديم كل التسهيلات ليتمدد العدو. تلك من أول الفواجع التي أدخلت الريبة وكسرت نعش الثقة، وتوالت التحالفات المريبة مع القوي الوافدة لأجل موطئ قدم في بلاد يتآمر أهلها لينالوا من بعضهم البعض ولذا غاب عنا القائد الأسطورة الذي يحمل النبل المتوارث من الواقع المتوارث.
لا أوافقك الرأي أن أروبا صارت أمم بعد حروب، أوروبا ظهرت بشعوبها والحروب الكثيرة زادت من وعيهم بالشعوبية وبالتالي الوعي السياسي الذي دعاهم للاعتزاز الثقافي الذي أوجد لهم دولا دون تناحر مع بعض الأستثنآت.
من أهم مقومات تكوين الأمة في أعتقادي هو الحرية المطلقة للشعوب، لأن تكوين الامم نتيجة ارادة نبيلة غير مشروطة هدفها الأنسان وحقوقة ورفاهيته.
واقع حالنا لا يقول ذلك، بل اغلب سياسينا يتشوقون لحرية تحفظ لهم ماء الوجه ولكن هيهات.


لك عظيم الأحترام.




المهمشون.. من ظلمهم؟! دعوة للنقاش الجاد والملتزم




دنقس.

الاعزاء نصار ودنقس
شكرا على الاضافة الجيدة ... ارت ان ابدا هذا الحوار باسئلة عامة .. وفي نيتي التشريح التام لتاريخنا ...
اريد ان اتناول قذارة تاريخنا وكبواتنا التاريخية لنتعلم منها .... لان الامة التي لا تنظر الى عيوبها وتستعرض قبحها ...لن تمتلك مستقبلا نظيفاً...
اريد ايضا ان استخرج بعض الصفحات المضيئة المخفية قصدا او سهوا لنتعلم منها ....
تعالوا نبدأ بتحديد نقطة البداية معاً...
تحياتي
منال

اوكي منال منتظرنك
العزيز دنقس يبدو أن هذه المساحة سوف تعين علي حوار جاد و عميق

الأخت منال
لم أتشرف بمعرفتك لكن أخونا نصار بيقول انك باحثة متفانية, و أكيد انت كما قال الأخ نصار. فقليلون هم الذيين يمتلكون المقدرة التشخيصية, و قديما علمونا أن معرفة السؤال نصف الاجابة, لكننا للأسف لم نتعلم, وعشان كده مجهوداتنا دايما ضايعة في الاجابة عن أسئلة خارج المقرر.
الهوية السودانية هي مربط الفرس, و هي السؤال الذي تحدد الاجابة عليه كل الخطوات الأخرى. لو أننا بذلنا جزء قليل من الجهد الذي نبذله في كثير من القضايا الخلافية, لو بذلنا هذا الجهد في تعريف المشكلة الأساسية لكان حالنا غير الحال.
مساهمة نوريت جميلة جدا و مهمة جدا, سواء اتفقنا معها أو اختلفنا لا نملك الا أن نقف عندها لأننا ان لم نفعل ذلك لأوقفتنا هي رغما عننا, لأنها تحمل في طياتها حقائق لا مفر من التعامل معها و مواجهتها.
أرجو أن نعرف منك المزيد و أن يكون بوستك هذا بداية جادة للاجابة على أسئلة صعبة.

منال
الف حمدالله على السلامة
تعودين ومسعى نبيل لبناء الامة السودانية
سوف اواصل حوارك حول الذات السودانية الثرة
مودتى وتقديرى

الأخ العزيز نصار تحية طيبة.
أتمني أن يتحلي حوارنا بالشفافية اللازمة حتي نبني أرضية نستسف منها خلاصة دسمة تعين النفوس والعقول لهضم المعاني التي ستهبنا وطننا يتبادل فيه أهله الأحترام فيما بينهم رغم التباين العرقي والأختلاف الفكري والعقائدي.

لك الود.



دنقس.

ليس كرها "فيكم"، انما صرخة لأجل الحرية؛؛




دنقس.

up

Quote: هل نستطيع ان نقول ان هناك امة سودانية؟ ... اذا كان نعم ماهي معطياتها الانية؟ ماهي رموزها ؟ اسئلة ارقتني كثيراً ... ورمتني داخل الكتب الكبيرة لا عرف ماهي كلمة امة ... فالدول الاروبية مرت بتاريخ حروب كثيرة حتى صارت الان امم .. والهند في طريقها للتكوين ... هل استطيع ان اقول ان هنالك امة سودانية ؟... اؤمن ان هنالك وطن يجمعنا وهو السودان ... ولكن هل نحن كسودانيين يمكن ان نكون امة ؟ لو لم نكن امة ماذا ينقصنا في عملية بناء الامة ( لا اتحدث هنا عن الوطنية... فالكلمتين مختلفتين) سوف اتكلم عن عملية بناء الامة ... واريد منكم المساهمة في هذا بسم الله ابدا .. وفي رأي :- بناء الامة عملية ديناميكية تتم بين مجموعة تحدها حدود طبيعية ، بينها عوامل ثقافية مشتركة ، ووجدان مشترك .. وتاريخ نضالي مشترك وحكومة وطنية راشدة وقانون حر عادل... تقوم هذه العملية على ركيزة بناء الرموز التى تلتف حولها الامة ( الرمز ممكن ان يكون فكرة او شخص او منهج) ويشترط فية ان يكون ذو رابط نفسي وثقافي مع كل الافراد ( كنلسون مانديلا مثلاً) اذا تعالوا نسال انفسنا كسودانيين 1- ماهو الرمز الذي يمكن ان نلتف حوله جميعا ( جنوبا وشرقا وغربا وشمالا - المسلم والمسيحي واصحاب الديانات الافريقية المحلية رجالا ونساء قد يقول احدكم ان التجربة المهدية كانت اول عملية في بناء الامة السودانية.. تاريخيا هذا صحيح ولكن المهدية لم تشمل اجزاء الجنوب . 2- كيف ننظر الى تاريخنا المسوع والمقرؤ . ( سادتي ان عيوب تاريخنا كثيرة احرى بنا ان نعترف بها / كما ان لنا تاريخ مهضوم ... هل سمع جلكم عن ذاك الثائر من الزاندي ضد تجارة الرقيق وهو ملك الزاندي واسمه طمبرا هل تعرفون عن بعض جوانب عدل السلطان على دينار هل تعرفون علي الفكي الميراوي وتلك التي قادت حرب ضد الانجليز واسمها مندي... اذا كنت لا تعرف فصوت معي ان تاريخنا يحتاج لا اعادة كتابة وتنقيح حتى نبني الامة السودانية كما لا يفوتني ان اقول ان للحكومات الدور الاكبر في بناء الامة .. ونحن لم نخبر الى الان ماهي الحكومة الراشدة

الاخت العزيزه

منال




لو تلاحظى فى كل تغيير سياسى او اتفاق سلام نطرح نفس المواضيع التى ظلت معلقه

السلام

الوحده

التنميه

التعايش

الانصهار .... والدستور وما ادراك ما الدستور ....الخ .بدون ما تتوفر الاراده السياسيه لتنفيذ

هذه المشاريع الصحيحه والضروريه لبناء أمه سودانيه موحده.....ده حصل فى اول برلمان سودانى ثم

بعد اكتوبر والانتفاضه وهلمجرا



حقيقه نحن أمه عظيمه ضيعنا فرص كبيره لبناء وطن موحد يجمعنا ويحترم خصائصنا المتباينه,ولازال هذا الهم الاساسى يطرح نفسه

بقوه



اشكرك جدا على طرح هذا الموضوع الهام .


واتمنى ان يتواصل الحوار