عادل الباز - الى روح القائد قرنق،لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا

عادل الباز - الى روح القائد قرنق،لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا


08-07-2005, 02:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1123423085&rn=2


Post: #1
Title: عادل الباز - الى روح القائد قرنق،لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا
Author: محمد الامين احمد
Date: 08-07-2005, 02:58 PM
Parent: #0

Quote:

قراءة فى مشهد الوداع


عادل الباز


الذين استقبلوا قرنق قبل اقل من شهر فى الخرطوم ،بكوه بالامس ، بكوه رغم كل شئ . كان حزنا حقيقيا بادياً على وجوه الجميع . بدا لى ان المشهد الجنائزى الذى جرى كان مشهدا وحدويا لم اشهد انا شخصيا مثله . لقد ذهب الناس الى جوبا زائغى الابصار ، وكأن مأساة اخرى تنتظرهم هنالك . ولكن ماجرى كان عكس ذلك تماما . ساد الهدوء والحزن ، اختلط الشمالىون بالجنوبيين فى هذا المشهد ، ولم يشعر احد انه فى خطر. الالوف التى احتشدت فى الساحة كانت تعزى بعضها ، ومَثّل الراحل عزيزا مشتركا لهم فقدوه فى لحظة ما معا . كان الراحل حالما بالوحدة فى حياته فبعثوا له بتحيتها وهو فى مشهد الوداع الاخير . كانت اجمل تحية وداع ، وما اظن ان د. جون كان سيرضى باقل منها .
* ان يقف رئيس دولة فى وسط هذه الاجواء المشحونة ليخاطب الآلاف من شعب الجنوب الغاضبين دون ان يحس بان هذا يمكن ان يمثل خطرا على حياته ، او خطرا على الدولة ، فان هذه ثقة قائد فى شعبه ومعرفة به مكّنته ان يفعل ذلك دون ادنى وجل .
* كان الرئيس البشير عظيما وهو يلقى كلمة احسها كل الحاضرين ، وكانت كلمات الرئيس معبرة لدرجة ان الناس احسوا ان البشير (معبور) ومنفعل، ترك الخطاب الذى امامه (وحسناً فعل) وذهب يعبر بصدق عما يجيش فى صدره. ان تحس بصدق القادة فى تعبيراتهم بعيدا عن الكلام المصنوع ، تلك لحظة نادرة يجب التقاطها . كان الخطاب سياسىا وانسانىا يليق بالمشهد ككل . خاطب البشير المجتمع الدولى مؤكدا التزامه باتفاقية السلام ، التى يخشى العالم ان تنسف بعد رحيل د. جون قرنق . كانت لحظة درامية لا اعتقد ان اهل المراسم قد وضعوها فى حسبانهم ، وذلك حينما صعد سلفاكير الى المنصة ليأخذ بيد البشير ، فالتقط البشير هذه اللحظة ليؤكد للعالم ان اتفاقية السلام بخير وانها ستمضى على خطى التنفيذ حرفا حرفا. حينما وصل البشير فى خطابه لتلك الكلمات المفعمة مسبلا عطفا ابويا على ابناء الراحل قرنق متعهدا برعايتهم، احسست فى تلك اللحظة ان السودان بخير لانه وطن يسمو قادته فوق المحن (نحن اكفاء لما حل بنا واكبر ). لحظة درامية اخرى حينما غادر البشير المنصة متجها لصالون الضيوف مقدما عزاءً حارا لربيكا وابنائها ، كان هذا فعلا سودانيا محضا ، اعتقد ان الرؤساء الذين حضروا العزاء سيتوقفون عنده طويلا ، هذا الفعل يشبهنا تماماً.
* بالامس ، كما فى الايام الماضيات ، كانت ربيكا نجمة سامقة . ماشاء الله كلام موزون وصلابة وقدرة تحسد علىها فى ضبط النفس والسمو فوق الجراح ورؤية للمستقبل . كنت اتابع كلماتها باهتمام ولا ابالغ اذا قلت اننى كنت مشدودا لحديثها ولم اشعر بالملل الذى شعرت به اثناء حديث كثيرين .اكثر ما اثار اهتمامى تلك الجملة التى قالت فيها انها سوف لن تشعر بفقد زوجها اذا مابقيت اتفاقية السلام حية .هذه امرأة استثنائية لم تهدها النائبات ولم تعمها المصائب عن رؤية مصائر الوطن . رجال كثيرون وقادة ، زاغت ابصارهم وكلماتهم حينما تزلزل الوطن . حددت هذه الصابرة اجندتها تماما ، فنادت بحقوق المرأة ، وحذرت من الفساد ، ودعت لتماسك الجيش الشعبى ، لقد كانت تعي المخاطر التى يمكن ان تلم بالحركة والجنوب اذا لم تنتبه قيادة الحركة الجديدة لها . اعجبتنى حين قدمت ابناءها فى ثبات لمخاطبة العالم بثقة عن ماقدمه اباهم لوطنه ، فعبروا بكلمات رصينة عن شكرهم ومشاعرهم تجاه من جاءوا مواسين ومعزين .هذه امرأة من طراز عجيب ، حق للدولة وللحركة اكرامها لتتبوأ موقعا يليق بها.
* قبل اسبوعين من الان دعانى بعض اصدقاء تربطهم علاقة خاصة مع القائد سلفا ، كما يحلو لهم ان يسموه، للقائه فى نيروبى ، وكنت بصدد عمل الترتيبات اللازمة بعد عودتى من اديس ابابا ، ولكن هكذا جرت المقادير . لاول مرة استمع للقائد سلفا مباشرة فى حديث طويل . لفت نظرى اولا العفوية التى تعامل بها وهو يصعد الى المنصة والرئيس البشير يخطب وكانت هذه اللقطة اقوى من اى تعبير اخر وخاصة فى مثل هذه الاوقات.عبارة قوية اضفت على كلمته ألقا خاصا عندما اكد ان اتفاقية السلام لن تقبر معه « يقصد قرنق» وهو على قيد الحياة ، يبدو ان هذه الرسالة كان معنيُّ بها العالم وبعض اعضاء الحركة المحسوبين على د. جون قرنق .رسالة اخرى لاهل المناطق الثلاث التى لابد انهم توجسوا خيفة على تحالفاتهم مع الحركة بعد رحيل قرنق ، فكانت اشارة ذكية من القائد سلفا حين تعهد بالعمل على التخلص من التهميش ، ويبدو ان الذين صاغوا الخطاب كانوا مدركين لضرورة العزف على هذا الوتر الذى يعنى الكثير بالنسبة للحركة .
لاول مرة يتنبه شخص ان هنالك ضحايا اخرين فى الطائرة المشئومة التى اقلت د. قرنق ، وكانت اشارة ذكية ومهمة حين ترحم سلفاكير على هؤلاء الضحايا الذين لابد ان اسرهم تشعر بغبن شديد لتجاهلهم . ولقطة اخرى هامة وهى التعزية التى قدمها للذين فقدوا اعزاءهم فى احداث الاثنين الاخيرة.
* انتهت مشاهد الدفن وعاد الرؤساء والوزراء لبلادهم ، ولكن ماهى العبرة التى تعلمناها وتعلمها الرؤساء من رحيل د. قرنق؟ ، ماهو الدرس المطلوب هضمه ابتداءً من الىوم وغدا ؟. اخشى اننا نترك الحادثات تمر علىنا دون ان نستخلص العظة المطلوبة والمرغوبة منها ، كل تجربة لاتخلف عظة تكرر نفسها .
* الى روح القائد قرنق ، ابلغك ان الذين كانوا يهرولون الىك من زعماء احزابنا فى احراش الجنوب واسمرا والقاهرة والخرطوم وكل المدائن سعيا وراء لقائك لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا ، لاخر لقاء او لالقاء النظرة الاخيرة ، أرأيت يادكتور كيف يكون وفاء الحلفاء!!!؟ اكثر ماعجبت له ان الذين قاتلوك ستة عشر عاما وصالحوك اخيرا سبقوا الجميع الى النيو سايد وجوبا!! حاجات تدى فيها ربك العجب.


http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147498430&bk=1

Post: #2
Title: Re: عادل الباز - الى روح القائد قرنق،لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا
Author: نهال كرار
Date: 08-08-2005, 03:29 PM
Parent: #1

محمد الأمين
تحياتي


Quote: لاول مرة يتنبه شخص ان هنالك ضحايا اخرين فى الطائرة المشئومة التى اقلت د. قرنق ، وكانت اشارة ذكية ومهمة حين ترحم سلفاكير على هؤلاء الضحايا الذين لابد ان اسرهم تشعر بغبن شديد لتجاهلهم . ولقطة اخرى هامة وهى التعزية التى قدمها للذين فقدوا اعزاءهم فى احداث الاثنين الاخيرة.


ولأول مرة أنتبه لهذا الأمر أنا أيضا , بأن هنالك ضحايا آخرين , تجاهلم العالم كله !!!



Quote: الى روح القائد قرنق ، ابلغك ان الذين كانوا يهرولون الىك من زعماء احزابنا فى احراش الجنوب واسمرا والقاهرة والخرطوم وكل المدائن سعيا وراء لقائك لم يكلفوا انفسهم بالامس مشقة السفر القريب لجوبا ، لاخر لقاء او لالقاء النظرة الاخيرة ، أرأيت يادكتور كيف يكون وفاء الحلفاء!!!؟ اكثر ماعجبت له ان الذين قاتلوك ستة عشر عاما وصالحوك اخيرا سبقوا الجميع الى النيو سايد وجوبا!! حاجات تدى فيها ربك العجب


بالفعل
تساءلت أثناء الجنازة أين .... وأين .... وووو؟؟
شيئ مؤسف بالفعل
ومخزي


لك التحية والإحترام