عليها "ننوم" وعليها "نقوم" ويا قلبي، بل، إحزن.

عليها "ننوم" وعليها "نقوم" ويا قلبي، بل، إحزن.


08-05-2005, 11:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1123281903&rn=0


Post: #1
Title: عليها "ننوم" وعليها "نقوم" ويا قلبي، بل، إحزن.
Author: Adil Al Badawi
Date: 08-05-2005, 11:45 PM

كانت كتابتي عن فاجعة إعدام الأستاذ محمود محمَّد طه، ضمن البوست عن "الحفلة الكتلناها من قولة أوف...أوف...أوف...واحد...ن... ما الكراسي اتطايرت" الذي كنت أحاول فيه كتابة مذكِّرات جماعية للفترة مارس/أبريل 1985 - يونيو 1989 وما قبلها وما بعدها، على مرمى "أنسخ ألصق" عندما ضُرِب الشعب السوداني، بمقتل الدكتور جون قرنق، بفاجعة أخرى. ثمَّ إنَّ جموع البوستات من المنتحبين والمعزِّين وما بينهما قد ردَّت ذلك البوست أسفل سافلين ولست آسفاً على ذلك.

والآن ورغماً عن أنَّنا قد استغفرنا وفي دواخلنا من الأحزان الكثير، فإنَّنا ما زلنا على الفاجعة "ننوم" وعليها "نقوم" الأمر الذي يجعل هذا التوقيت هو الأنسب لنتذكَّر الفاجعة الكبرى الأخرى في تاريخ السودان. لكن، لأنَّ الظرف ظرف فاجعة أكثر منه ظرف حفلات ولأنَّ مقتل الدكتور جون قرنق قد أضاف دلالة جديدة لزعم أنَّ المآسي في تاريخ هذا الشعب "الكُجْ" أكثر من الملاهي، والله المستعان، فإنَّني قد فتحت بوستاً جديداً للموضوع بعنوان جديد وآمل أن يكون في سرد ذكرياتي عن فاجعة إعدام الأستاذ محمود محمَّد طه بعض السلوان لمن يقاسون فاجعة مقتل الدكتور جون قرنق وبداية للعودة لمشروع كتابة مذكِّرات جماعية للفترة مارس/أبريل 1985 - يونيو 1989.

Post: #2
Title: Re: عليها "ننوم" وعليها "نقوم" ويا قلبي، بل، إحزن.
Author: Adil Al Badawi
Date: 08-06-2005, 03:36 AM
Parent: #1

كان "الشيخ" الصديق يقدِّم ركناً وفجأة توقَّف وسأل: كم الساعة الآن؟! فأجابه أحد "عكاليت" الهندسة: الواحدة إلا ثلاثة عشر دقيقة. تساءل "الشيخ" الصديق بدهشة عظيمة: أمعقول؟!!!

معجزةٌ ما في ذلك شك، وذلك لأنَّ هذا يعني أنَّ وحياً ما قد نزل على "الشيخ" الصديق وألهمه أن ينهي ذلك الركن في تمام الساعة الثالثة عشرة إلا ثلاثة عشر دقيقة.

ثمَّ كان أن وجد "عكليتاً" آخر قطعةً من إطار سيَّارة مقاس ثلاثة عشر بوصة وتحديداً الجانب المكتوب عليه هذا المقاس فأخذها إلى "الشيخ" الصديق الذي فرح بها أيَّما فرح. معجزةٌ ما في ذلك شك و "مافي زول عارف لي يوم الليلة ده من ياتو مجرَّة نزلت"

وهكذا كنَّا، في أواخر العام 1984، ندخل في "هضربة" لنخرج إلى أخرى. وبينما "الشيخ" الصديق "يهضرب" بالمعجزات التي تترى معلنة تضعضع الشكوك في مهدوية دعوته، كان النميري يرص آخر طوب "المدماك" السادس عشر لتُطبق هذه "المداميك" الخرساء، التي جرَّب النميري في كل واحد منها أصنافاً من السحر، على النفوس الجائعة في بلادي رغماً عن أنَّ أقل من ستة عشر سنة بقليل هي المدة التي كانت تفصل تلك النفوس عن بدء الألفية الثالثة. أكاد أجزم اليوم أنَّه لو استقبل الناس في بلادي، حينئذٍ، من أمرهم ما استدبروا، لرضوا بأن يكون بينهم وبين الألفية الثالثة اثنتين وثلاثين سنة إذا كان ذلك يضمن لهم رجوع الزمان القهقرى إلى العام 1969 ليهدم تلك "المداميك" الطرشاء.

ثمَّ كان أن زعم "الشيخ" الصديق بأنَّه قادر على استخدام معجزاته في ازالة حكم النميري إذا خرج الناس معه في مظاهرة يحمل فيها كل واحد منهم ثلاثة عشر حصاةٍ مباركة ليرجم بها، من ناحية النيل، القصر الجمهوري. قال الجمهوريون: "هذا أو الطوفان"، وما أرادوا، حين قالوا "هذا"، "هضربة الشيخ الصدِّيق"، لذا فقد قال النميري: إتوني بالسحرة أجمعين. جاء السحرة بمحاريث جهنَّم وصاروا يحرثون بعجلة ليست من الشيطان في شيء لأنَّها كانت الشيطان نفسه.




ويتبع...