هل سقط شريكا السلام والقوى السياسية في أول اختبار؟

هل سقط شريكا السلام والقوى السياسية في أول اختبار؟


08-05-2005, 04:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1123254384&rn=2


Post: #1
Title: هل سقط شريكا السلام والقوى السياسية في أول اختبار؟
Author: Hamid Ali
Date: 08-05-2005, 04:06 PM
Parent: #0

مات قرنق!!
ولكن ما حدث بعد رحيله هل كان نتائج موت رجل خدم قضية السلام محارباَ ومسالماً؟
هل ثار السودانيين وتقاتلوا لان زعيم السلام مات في حادث طائرة، أكدت الدولة المضيفة له وصاحبة الطائرة أن الأمر كان حادثاً، ورغم هذا خرج الناس إلى الشوارع ونهبوا واقتتلوا وأخرجوا ما لم تتمكن اتفاقية السلام من إزالته من النفوس.
وظهرت جليه الهوة العميقة لعدم الثقة بين الشمال والجنوب، تلك الثقة التي لا تحتاج لواسطة الإيقاد أو الأمم المتحدة أو أي ضغوط أمريكية، بقدر ما تحتاج إلى قلوب صافية ونفوس ذكية تحب الوطن والإنسانية وتؤمن حقاً بدولة المواطنة والدستور؟
ولكن هل استطاعت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني أن يجسدا هذا الأمر للواقع وأن ينزلا اتفاقية السلام منذ بداية تطبيقها سلاماً حقيقاً على شعبنا؟!
الإجابة ببساطة ... لا!
لم يكن مستغرباً موت قرنق أو البشير أو على عثمان، لهذا كانت الاتفاقية واضحة وتعاملت مع مؤسسات ولم تتعامل مع أفراد، بقدر ما لهؤلاء الأفراد من مكانة تؤمن للاتفاقية السير قدما للأمام، ولكن رحيل أحدهما أو جميعهما لا يعني توقفها أو إلغائها، لان هؤلاء الشخوص يمثلون مؤسسات لا أنفسهم.
إذا لماذا هذه الفوضى والفتنة التي أطلت على البلاد عقب موت دكتور قرنق؟!

قبل أن يرفع السودان علم استقلاله، أنطلق التمرد في الجنوب، أنطلق لأن مطلب الفدرالية التي طالب بها الجنوبيون قد أهمل، وأنطلق لأن المستعمر كان قد بناء سدا من الفرقة بين الشمال والجنوب وزرع أول بوادر عدم الثقة عبر سياسة المناطق المقفولة.
ثم اتسعت الهوة في العهود الوطنية المتلاحقة ديمقراطية أو عسكرية، وكان التعامل مع قضية السودان الكبرى في جنوبه سطحياً، بل بلغ بعض الدلال أحياناً، واتسعت الهواة أكثر عندما أطلقت القوى المعارضة في مختلف مراحل الحكم المختلفة الشائعات عن الرق، والتمييز العنصري والاضطهاد الديني، وظهر الكتاب الأسود والأخرق وغيرهم من أدبيات كانت تجافي الحقيقة في معظم سردها، بل بلغ الأمر خطورته عندما حول النظام الحالي الصراع في الجنوب إلى حرب دينية زج فيها مئات الشباب وفتح الباب على مصراعيه للصراع الديني والاستقطاب الدولي.

كانت هذه هي الصورة بين الشمال والجنوب قبل موت قرنق، كانت حقاً قاتمة ولم تختبر لتظهر جلية، حاول القادة السياسيون بابتساماتهم على أجهزة التلفاز والصحف أن يصوروا لنا غير هذه الحقيقية، ولكن ما حدث بعد موت قرنق أخرج ما كان يختبي في القلوب، واخرج ما لم يضع له الساسة الشماليون والجنوبيون حسبان.

اهتمت الحركة الشعبية والحكومة بالقضايا المادية للسلام وتجاهلت الإرث القاسي الذي تراكم في نفوس الموطنين في الشمال والجنوب طيلة سنوات الحرب وعبر خمسين عاماً من عمر العهد الوطني كانت جلها صراع دامي بين أبناء الوطن.
ويظهر هذا التجاهل والإغفال للجانب النفسي لأثار الحرب حتى على طرفي الاتفاقية فلم يشعر الشعب بأن الذي رحل هو النائب الأول لرئيس الجمهورية، لأن الحكومة عكفت على نفسها تدارس كيف تخبر الناس بموت الرجل. وانزوت الحركة الشعبية بقادتها في نيروبي ثم نيو سابت منشغلة عن الشارع السوداني الذي تفاجأ بموت الزعيم.

الناس كانت تأمل في قرنق الكثير، وعندما يرحل هكذا فجأة، وخلفية العامة ممتلئة بذكريات الحرب والتحريض ومحاولات زرع الفتنة العرقية عبر العهود الماضية ... ترى ماذا كانت تظن الحكومة والحركة الشعبية في ردة فعل الشارع ؟ وفي أنصار قرنق على وجه الخصوص؟
هل كانت الحكومة تظن بأن رد فعل الشارع على موت النائب الأول لرئيس الجمهورية، سوف يكون مشابها لرد فعل الشارع على موت النائب الأول الأسبق الزبير محمد صالح ورفقاءه من قادة اتفاقية سلام الخرطوم؟
وهل كانت تظن الحركة الشعبية بأن مكاتبها في معظم مدن السودان وقد قادها شماليون كفيلة بأن تطفي نار الفتنة العرقية التي اندلعت بموت قرنق؟

السلام ما زال طرياً على الأوراق، وأرواح المواطنين شماليون وجنوبيون تتأثر بكل ما يحدث في مسيرة هذا السلام الطري حتى يقوى عوده، لهذا معالجة وإدارة مثل هذه الأزمات تتطلب حكمة ومسئولية ولا تخضع للتجريب، لأن نتائج هذا التجريب يتأثر به الوطن كله، ويروح ضحيتها عشرات المواطنين وأملاكهم.

والقوى السياسية الوطنية بمختلف توجهاتها كانت سلبية أيضاً في التعامل مع الوضع، ومع بوادر فتنة لا تعصف فقط بالحكومة أو الحركة الشعبية، بل بكل الوطن .. والقادة السياسيون منهم من لزم الصمت ومنهم من لزم اللمز والغمز ... هل الوضع كان يحتمل أن نتاجر بأرواح المواطنين من أجل مكاسب حزبية؟

تداعيات رحيل القائد جون قرنق أظهرت جلياً بُعد القيادات السياسية لكل القوى المتواجدة بالساحة عن القواعد الشعبية وعن الجماهير... تداعيات ما بعد رحيل قرنق أظهرت غياب القائد الوطني الذي يحرك الجماهير .. وأظهرت أن مؤسساتنا الحزبية هي مؤسسات صفوة لا ترتبط بالجماهير ارتباط قيادة وأنصار.
إن تجميع الناس في احتفال استقبال مسئول، أو افتتاح منشأة .. والرقص والهتاف، لا يعني أبداً بأن هذا الحزب أو الزعيم قد أمتلك قيادة الجماهير.. ولكن الحزب الحقيقي والزعيم الحقيقي هو الذي يكون متواجدا ساعة المحن.. وهو الذي يظهر للناس عند الشدة وتُسمع كلمته ... فهل كان من بين قادتنا السياسيون من تمثل هذا الدور إبان أحداث الخرطوم ومدن السودان الأخرى مؤخراَ؟
للأسف لم يوجد !!

Post: #2
Title: Re: هل سقط شريكا السلام والقوى السياسية في أول اختبار؟
Author: رشيق اباظة
Date: 08-08-2005, 07:08 AM
Parent: #1

Quote: إن تجميع الناس في احتفال استقبال مسئول، أو افتتاح منشأة .. والرقص والهتاف، لا يعني أبداً بأن هذا الحزب أو الزعيم قد أمتلك قيادة الجماهير.. ولكن الحزب الحقيقي والزعيم الحقيقي هو الذي يكون متواجدا ساعة المحن.. وهو الذي يظهر للناس عند الشدة وتُسمع كلمته ... فهل كان من بين قادتنا السياسيون من تمثل هذا الدور إبان أحداث الخرطوم ومدن السودان الأخرى مؤخراَ؟
للأسف لم يوجد !!


Quote: تداعيات ما بعد رحيل قرنق أظهرت غياب القائد الوطني الذي يحرك الجماهير .. وأظهرت أن مؤسساتنا الحزبية هي مؤسسات صفوة لا ترتبط بالجماهير ارتباط قيادة وأنصار.

Post: #3
Title: Re: هل سقط شريكا السلام والقوى السياسية في أول اختبار؟
Author: Hamid Ali
Date: 08-08-2005, 02:32 PM

الف مرحب الأخ العزيز رشيق أباظة .. وأهلاً بك إضافة جديدة للبورد...
شكرا على المرور .. والتركيز
الوطن بحاجة حقاً للذين يضعونه في حدقات عيونهم فعلا وليس قولاً ...
التعازي لكل الصابرين على المر ... لكل من كان يحدوهم الأمل في سودان جديد ديمقراطي ... بقدر ما كان المصاب عظيم ... ولكن (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) ... نسأل الله ان تكون الأحداث الأخيرة درسا لنا لنعيش في سلام ... سلام حقيقي كما يتمناه الجميع ... سلام يشعرنا بأننا سواسية .. سودانيون نفتخر بها ... فمن لون جلدتنا جاءت هويتنا وجاء أسمنا .. فأي عز هذا.

شكرا رشيق ...
والحب للوطن