حوار فى سرداق العزاء

خنساء لن اجاريك فى بكائياتك
قررت ان اوظف و احيل حزنى الى مصلحة الوطن
الخبر الفاجع.. عطل كثيرا مقدرة التعامل ، وقبول النبأ الامر الواقع الجاسم على صدر مثقل بالحزن.. احساس طبيعى.. ان تهزمك عواطفك.. وان تكون اسيرا ومستسلما لحالة .. تبعثرخواطر الكتابة لشظايا وارب.. تظن انها لا تجتمع مرة اخرى..
فى ركن ما تحت هذا السرداق الذى اخذ كل مساحاتى.. لقبول العزاء..والذى سوف يأخذ زمنا بقدر ان ارى تحقق طموحات هذا الرجل الحالم بوطن اسمه السودان الجديد. احاول ان التقط بعض من انفاسى المثقلة بالحزن... كان سؤال يغازل حزنى وصمتى.. كيف لنا ان نهزم الفجيعة..
مدخل اولى للموضوع
محاولة فطيرة لرسم حدود للحوار..
ومن عمق الممارسة اليومية المستمرة للحزن من رحيل الدكتور جون قرن اعترانى هاجس لف حول خاطرى يطيبه قليلا .. وكانه يشحذه ويحرضه ضد الاستسلام للهزيمة. قررت ان افتح حوار صادق.. عن هذه المرحلة.. ما الذى يمكن ان نقوم به كشعب سودانى وافراد منتظمة فى احزاب ومجموعات...
المقصودون فى هذا الحوار
قاطبة الشعب السودانى الذى حل السلام ضيفا على دياره
القوى والمنظمات التى سعت بصدق للنضال من اجل وطن خير ديموقراطى
المعنيون بدرجة اكثر تحديدا
الحركة الشعبية
التجمع الوطنى الديموقراطى
كل الاحزاب والتجمعات القومية والاقليمة التى تحلم بوطن اسمه السودان وطن المؤسسات . والمواطنة
تجريد
رحيل القائد المعلم .. د. جون قرن يمكن ان يخلق فراغ على مستوى القيادة او الزعامة. ولكن الاطروحات النظرية والتجربة التطبيقة فى ممارسة هذا القائد.. تركت تجربة ثرة كانموزج فريد يمكن تجليته بالحوار وتطويره لمصلحة هذا الشعب والوطن الذى ناضلنا من اجله. السلام الذى حل بالبلاد ايا كان اسبابه ودوافعه فرصة سانحة للجلوس على موائد الحوار الفكرى الايجابى لطرح مسألة الوطن.
حدود النقاش
مواثيق التجمع الوطنى الديموقراطى ، دراسة نقدية ايجابية للتجربة
مواثيق نيفاشا ...
الدستور الانتقالى امكانية تطويره او تطويعه لقضايا الجماهير
امكانية تدعيم الحركة الشعبية للتحول الى حركة جماهرية ساسية على زخم الاحتفاء الجماهيرى
ما هية مسئولية الشماليين فى عضوية الحركة فى تفعيل الحركة وتمديدها فى الجسم السودانى
حقائق
ثلاث اسابيع العمر الفعلى للقائد قرنق فى ساحة الوطن فعليا
نتائج عامة
تحول سريع فى الذهن السودانى من صورة المحارب الى رجل السلام.. والقائد المفكر... قبول سريع لاطروحة السودان الجديد..
هذه مرتكزات الحوار الذى يساور قلقى
تعاريف مساعدة
الزعيم هو رجل فيه صفات خاصة وقدرات كبيرة، لتحمل قيادة شعب فى مرحلة تكوين جنينى .. وفى مرحلة المقترحات الكثيرة.. فى مرحلة بداية التكوين وعندما تكون هنالك افكار فطيرة ومقترحات كثيرة... وحينما يتشرزم القوم الى جماعات وافراد.. كل يدعى الخلاص ، فيأتى فينا من يدعى بانه مرسل باسم السماء ، وآخر يحلم بوطن خيالى ... وتتشعب الاحلام.. وتتكاثر الخطب...فى مثل هذه اللحظات الحاسمة من عمر الشعوب يتجلى دور الزعيم... الزعيم ليس بالرجل.. انها زعامة الرؤيا الاكثر واقعية التى تقود الشعوب عبر المسارات الحرجة لتدعم الثوابت التى تقوم عليها ملامح الامة. وتصبح السلطة اداة قهر او وسيلة تحقيق.
السودان وطن متعدد متشعب، العوامل التى تجمع بين افراده اقل من العوامل التى تفرق بينهم. الحلم صعب ابتلينا بمتغيرات كثيرة تعقد حل المعادلة المعضلة..لم يصبح الدين او اللغة او العرق هو العامل الحاسم فى تحديد معالم الامة.. لاحد يدعى مهما تضخمت حباله الصوتية بانه يمتلك كل خيوط المشكلة .
منذ بدايات مقترح تكوين الدولة السودانية على يد المستعمر، كانت خريطة السودان جزء من تطلعات المستعمر الاقتصادية، ورسمت الحدود السياسة على موائد قسمة الغنائم بين الجيوش المتحاربة للتحكم على مصادر الموارد الرخيصة التى قامت عليها امجاد الدولة المستعمرة. القبول بهذه المقولة ليست بحالة استسلام لاصل مشكلة السودان، ولا قميص عثمان ولا بشماعة الخطايا والذنوب. بل انها محاولة لتحديد جذور الازمة للالتفاف حولها والتعايش قهرا بما لا يمكن اقتلاعه من الجذور وتشذيب ما طل متعديا حدود الاخر. انها محاولة للتألقم مع المرض الصديق الذى لا يمكن بتره او كيه او علاجه بالشهد. انها محاولة لمزج مكونات متعددة لصنع سبيكة سودانية اكثر تماسكا.
شروط تكوين السبيكة السودانية القبول بكل العناصر والعمل وفق معادلة دقيقة بمزج النسب بمعاير عادلة لتكون هذه السبيكة سودانية المنبت .
محاولات تاريخية:
يمكن ترسيم اولى بمراحل تكوين الدولة السودانية الحديثة وتقسيمها الى ثلاث مراحل
المرحلة الاولى محاولةالتكوين على المزيات الاقتصادية التى هدفت لخدمة مصالح المستعمر
المرحلة الثانية محاولة اعادة صياغة التكوين على اسس وطنية وجهوية
المرحلة الثالثة محاولة التكوين على اسس ثقافية احادية بطرح المشروع الاسلاموعروبى.
وعبر قرن من الزمان ما زلنا فى تيه المحاولات لوضع الصياغ البنيوى لتكوين قوام الامة السودانية.
نواصل.

محاولة لرفع الموضوع

اواصل
واتوقع مشاركة جادة