بيان من مولانا محمد عثمان الميرغني حول الأحداث الأخيرة

بيان من مولانا محمد عثمان الميرغني حول الأحداث الأخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم

مكتب السيد الميرغني

الخميس 4/8/2005م

بيان إلى جماهير الشعب السوداني

إننا نستشعر عظم الفاجعة التي حلّت بالشعب السوداني على أثر الفقد المفاجئ للدكتور جون قرنق، بما خلفته الصدمة في نفوس البعض شعوراً بفقدان الأمل في اكتمال خطى المسيرة السلمية التي كرس لها الفقيد كل حياته. ولكن الواجب الوطنيّ في هذا الظرف الحرج يملي على جميع أبناء الوطن التريث في اتخاذ الأحكام، حيث قامت العملية السلمية في السودان على اتفاقات واضحة المعالم لا تؤثر فيها الأوضاع الطارئة على القادة والزعماء. فلئن فقد الشعب السوداني الدكتور جون قرنق في بعده الشخصي وحكمته في التعاطي مع الشأن السوداني فإنّ مبادئه التي أمن بها قد رسخت لدى رفاقه في الحركة الشعبية، والذين نثمن تأكيدهم المستمر على السير قدماً في عملية السلام التي أسهم الدكتور جون قرنق في إرساء دعائمها بصورة فاعلة، وبدأناها سويا في عام 1988م (اتفاقية الميرغني- قرنق).

لقد أخذنا نراقب الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة القومية وعدد من مدن السودان الأخرى، وما أفرزته من ردود أفعال سالبة تستدعي الشجب والإدانة من كل حادب على وحدة واستقرار السودان، وإننا نعرب عن أسفنا على الأرواح التي أزهقت والدماء التي أريقت. سائلين الله الرحمة للأموات والشفاء العاجل للجرحى والخلف للمتضررين. وندعو الشعب السوداني بكافة توجهاته إلى ضبط النفس ونبذ العنف والشغب والتمسك بالوحدة والتضامن من أجل أن تبلغ اتفاقات السلام غاياتها، ولتفويت الفرصة على أعداء السلام ودعاة الفتنة والتخريب.

إننا ندعو قيادات الشعب السوداني السياسية والدينية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني في كل أرجاء الوطن للاضطلاع بمسئولياتها في تهدئة الأوضاع والمحافظة على السلام بمباشرة القواعد الشعبية والعمل المكثف بين الجماهير خصوصاً في مواضع الاحتكاك بما يضبط الانفعالات الثائرة وردود الأفعال الغاضبة. ونناشد المجتمع الدولي العمل على دعم العملية السلمية في السودان، والجهود المبذولة من كل الحادبين على مصلحة الوطن للحيلولة دون انهيارها. وذلك بتوسيع المشاركة وصولا للإجماع الوطني للتتوحد المسيرة والتوجه.

إننا نعلن ترحيبنا بالخطوات التي اتخذتها الحركة الشعبية لتحرير السودان بتعيين القائد سيلفا كير ميارديت رئيساً للحركة، كما نرحب بتأكيده المعلن على المضيّ قدماً في تطبيق اتفاق السلام والتزامه بمواصلة المسيرة التي قادها سلفه الدكتور جون قرنق دي مبيور، وما أبداه لنا في هذا الخصوص في الاتصال الهاتفي، مؤكدين التزامنا بمواصلة التعاون مع الحركة الشعبية تحت قيادته تعزيزاً لوحدة السودان وأمنه واستقراره، وتضامننا مع القوى السياسية الخيرة في تحقيق الإجماع الوطني.

والله الموفق ،،،

فوووووووووووق..