قناة الجزيرة اللاتينية تزعج واشنطن وتهدد تواجدها في أمريكا اللاتينية

قناة الجزيرة اللاتينية تزعج واشنطن وتهدد تواجدها في أمريكا اللاتينية
2005/08/03

مدريد ـ القدس العربي من حسين مجدوبي:
(تيلي سور) تهدف أن يري سكان أمريكا اللاتينية أنفسهم بأعينهم وليس بعيون الآخرين ، هذه هي فلسفة القناة التلفزيونية (تيلي سور) التي تقف وراءها فنزويلا وعدد من دول المنطقة، ولكن الرئيس الفنزويلي هوغو تشابيس صاحب المشروع والفكرة أضاف كعادته جدلا علي هذه المبادرة الاعلامية عندما قال وهدفنا كذلك هو مواجهة سيطرة الاعلام الأمريكي .
هذه القناة التي تعني قناة الجنوب لم يمر علي إنشائها سوي أسبوع واحد ويسميها البعض بـ قناة الجزيرة اللاتينية تشترك في رأسمالها فنزويلا بـ 51 % والباقي تتقاسمه والأرجنتين والأورغواي وكوبا، وبرامجها موجهة الي منطقة القارة الأمريكية بشقيها الجنوبي والشمالي والدول الأوروبية وشمال افريقيا. تحاول أن تقدم أخبارا حول منطقة أمريكا اللاتينية والعالم مصاغة وفق فكر ونظرة محلية لاتينية بعيدة كل البعد عن أخبار قنوات التلفزيون الأمريكية ووكالات الأخبار الدولية.
ويقول الرئيس الشرفي للجنة حرية الصحافة والاعلام في الأمريكيتين دانيلو أربيا أن (تيلي سور) سجلت الهدف الأول، فقبل أن تشرع في بث برامجها ومعرفة مدي حجم تأثيرها، بادر الكونغرس الأمريكي بتقديم مشروع يهدف الي إنشاء قنوات ومحطات راديو للرد علي هذه القناة، وهذا يكشف مدي قلق البيت الأبيض من هذه المبادرة .
المراقبون يعتبرون أن الخطاب الاعلامي الأمريكي فاقد للمصداقية مسبقا، وواشـــــنطن تمول عددا من وســــائل الاعلام في أمريكا اللاتينية التي ليس لـــها أدني تأثير، وإذا أضافت شيئا جديدا فسيكون مــــــآله الفشل كما فشلت قناة الحرة الموجهة الي العالم العربي.
قلق واشنطن يتجلي في تخوفها من التحولات الجارية في أمريكا اللاتينية من خلال العودة القوية لليسار الذي حاربته في الستينات والسبعينات والي غاية منتصف الثمانينات، ولكن هذه المرة عاد اليسار في ثوب المطالب الاجتماعية والسكان الأصليين وعبر صناديق الاقتراع التي منحته وتمنحه شرعية لا يمكن للبيــــت الأبيض أن يشكك فيها. وها هو هذا اليسار يمتلك قناة قوية للتـــرويج لأطروحاته وخطابه السياسي الذي يعتمد أساسا الي مواجهة عودة الأمريكيين الي دول المنطقة.
منطقة أمريكا اللاتينية باستثناء دولة أو دولتين انفلتت نهائيا من سيطرة البيت الأبيض، ويعود تخوف واشنطن من القناة الي إمكانية مخاطبتها للمواطنين الأمريكيين من أصل لاتيني والذين يطلق عليهم اسم الهسبان وكذلك المهاجرين من جنوب القارة.
فالتقارير الأمريكية تؤكد أن الأمريكيين من أصل لاتيني أصبحوا يستقلون بأنفسهم كأقلية مؤثرة وسط المجتمع الأمريكي ووصفهم صاموئيل هانتنغتون في كتابه الأخير بالخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة الولايات المتحدة، وهاهم سيجدون في قناة (تيلي سور) متنفسا يعبر عن ثقافتهم وقد يحول دون انصهارهم في ثقافة الهمبورغر والروك.
الرئيس الفنزويلي تشابيس يعتبر من القلائل جدا في العالم الذي يقود علانية حملة ضد مصالح الولايات المتحدة في المنتديات الدولية، ولا يتردد في اتهام الرئيس الأمريكي جورج بوش بمحـــاولة اغتياله وإيواء الارهابيين في إشارة الي رفض واشنطن تسليم كوبي فجر طائرة كوبية في فنزويلا خلال السبعينات، ويؤكد أن قناة (تيلي سور) ستعمل علي بث مبادئ ثورة سيمون بوليفار (أحد محرري أمريكا اللاتينية في القرن 19) وستفضح سياسة واشنطن في المنطقة والعالم.
وبعد أيام فقط من بدء إرسالها (الأربعاء من الأسبوع الماضي)، يقوم الرجل الثالث في الخارجية الأمريكية بارنس بتوجيه النقد الشديد لفنزويلا لأنها عرضت صور القوات الثورية المسلحة الكولومبية التي يعتبرها حركة إرهابية، وبطبيعة الحال التزم هذا الدبلوماسي المخضرم الصمت عندما عرضت قناة التلفزيون الأمريكية إي بي سي حوارا مع شامل باساييف الذي تصنفه روسيا بالإرهابي.
قناة الجزيرة العربية أنهت السيطرة الاعلامية للأمريكيين في العالم العربي، وها هي قناة الجزيرة اللاتينية (تيلي سور) تقوم بالدور نفسه في أمريكا اللاتينية.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2005\08\08-03\g...مريكا%20اللاتينيةfff

فرانكلي

تقديم