قاتلناك بشرف ...واليوم ..محزونون لفراقك ..

ان كنا قد قاتلناك سابقا بشرف ..
وحملنا السلاح ضدك ..بشرف ..
فاننا محزونون محزونون محزونون اليوم لرحيلك ..لاننا نحبك الان بذات الشرف ..
وان فقدك اليوم خسارة لا تدانيها اي خسارة ..

ان الحزن الذي يعتصرني ..لا استطيع التعبير عنه ..وهو حزن لم اعرفه الا عند رحيل والدي ..كنت ارى املا جديدا في السودان في كلامك ..واملا كبيرا في السودان في ابتسامتك
واملا كبيرا ..في مشيتك وضحكتك ..وعرضتك ذاك اليوم في القصر الجمهوري ..
كنت موقنا انك صمام امان المرحلة ...

وأنك صمام امان الاتفاقية ووجودك مع الاستاذ علي عثمان في مكان واحد صمام امان السودان القادم ..

لم اكن اتوقع هذا الرحيل المفجع ..ولم اكن اتوقع هذا الرحيل المفزع
ولم اكن اتوقع هذا الرحيل السريع ..والسريع جدا..

ان رحيلك المفاجيء خسارة كبيرة للشعب السوداني ..وخسارة كبيرة لاطفال السودان وخسارة كبيرة لمشروع السودان النهضوي التنموي الجديد ..الذي محكه العلاقة الجسورة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ..

تعازي اولا ..للشعب السوداني قاطبة بهذا الفقد الكبير
وتعازي للسيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير- في نائبه الاول- وللحكومة السودانية
وتعازي ايضا لاسرة الدكتور جون قرنق الصغيرة ولزوجته ربيكا ولاسرته الكبيرة
تعازي الخالصة لقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ولجماهير الحركة الشعبية لهذا الفقد الكبير .

ان الحركة الشعبية قادرة بالتاكيد على ايجاد الرجل المناسب الذي يسد الفراغ الهائل الذي تركه رحيل هذا الرجل الكبير - الرجل الذي تكون لديه ذات المقدرة وذات العزيمة وذات الشجاعة بالمضي بالسودان نحو الآفاق الرحبة ..

وحار دعواتي للراحل بالمغفرة والسكينة والطمأنينة والرحمة ...

اتصلت على اخي بعد صلاة المغرب وهو يعمل بالخرطوم بحري للاطمئنان عليه ..
اكد لي انه وهو وزملاؤه الان في داخل عماره ..سيقضوا بها ليلتهم بعد حظر التجول ..
وان الاوضاع هادئة الان ..

حسنا جاء حديث نيال دينق في جلسة مجلس الوزراء حيث اكد ان الحادث طبيعي وان الاتفاقية ستمضي قدما.
ايضا تحدث مولانا ابيل الير حديثا طيبا وشرح الملابسات وناشد بالهدوء
ايضا تحدث الاستاذ علي عثمان قبل ساعة عن مزايا الراحل وانه فقد كبير للسودان وللسلام

التخريب الذي شاهدنا على الفضائيات ..وماحدث من قتل ونهب وتجاوزات احداث مؤسفة..نأمل ان يتم تجاوز هذه الاحداث بالحكمة والحنكة اللازمة ..وذلك بتدخل قيادة الحركة ومناشدة المواطنين بالهدوء وهذا ما فعلته الحركة ..وهو امر جيد ..

ولن تتوقف القاطرة باذن الله ..رغم ترجل قامة كبيرة منها ..

قلت في بوست سابق لي واتهمت حينها اتهامات غريبة ..بانني عنصري
ان هناك مظاهر تفلت امني في الخرطوم ..وهذه كانت رؤية بالعين المجردة ..بعد توقيع الاتفاقية وان بعض الاخوة الجنوبيين يعتقدون ان الحرب قد انتهت بانتصارهم ..
وهو ما يبيح لهم التعدي على الاخرين ..وقلت بالحرف تحس بنزق البعض في المواصلات ..في الاماكن العامة ..

الان حصل ما هو اكبر من ذلك ..وهي احداث مؤسفة جدا وصعبة جدا خصوصا ان ضحاياها عدد كبير من الابرياء ..لكن ذلك لا يجب ان يجعلنا ننساق خلف احداث شرخ اجتماعي كبير في مجتمعنا
ما حدث مدان ..وللمتوفيين جميعا الرحمة ..لكن ..

السلام والوئام بحاجة دائمة الى قرابين ...والضريبة ثقيلة وباهظة اذ انها من الدم ..
يجب تجاوز كل ذلك بالحكمة ..من اجل مستقبل افضل لكل اهل السودان ....