رساله من جرامشي الي الحزب الشيوعي السوداني

رساله من جرامشي الي الحزب الشيوعي السوداني


07-31-2005, 10:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1122802031&rn=1


Post: #1
Title: رساله من جرامشي الي الحزب الشيوعي السوداني
Author: شقرور
Date: 07-31-2005, 10:27 AM
Parent: #0

وددت لو يستقل الحزب ـ حالة شبه العلنيه ـ ويشرك مختلف قطاعات الشعب السوداني في تبادل الافكار ووجهات النظر حول مستقبل الحزب بكل شفافيه وصراحه،وبذلك نشرك اكبر قطاع من جماهير الشعب في الحضير وانجاح مؤتمر الحزب ،حيث ان المؤتمر من وجهة نظري يضعنا امام مهمة فكرية مركزية هى:"تجديد الثقافة السياسية للحركة التقدمية " و يخطئ من يعتقد منا أن هذا الكلام العام يتهرب من تقديم إجابات عن الأسئلة المطروحة . فالإجابة ليست "جاهزة" إلا لكل ذى عقل مستقبل . إن المطلوب الآن ليس البحث عن هذه الإجابات ، ولا حتى لإنشاء أسئلة جديدة ، وإنما "إعادة بنا" الأسئلة فى الوعى بطريقة تستوعب معطيات الواقع المستجدة. و"إعادة البناء والتجديد" هذه ليست أقل من ثورة فى الفكر و الممارسة ، إذا أننا نفهم من مقولة "إعادة البناء" ما يفيد معنى تجديد الثقافة السياسية و بناء خيارات و استراتيجيات العمل السياسى وأرادته ، بشكل يتيح الخروج من حالة الشلل المزمن التى نعيشها منذ فترة ليست بالقليلة. ونكتفى هنا بسوق بعض من عناوين هذه الثورة التى نحتاج إليها لأنجاز عملية "إعادة البناء والتجديد" تلك فى المستقبل ..أو حسب ما يمكن أن نطلق عليها اصطلاحا عملية "إعادة بناء المستقبل" . تتطلب "إعادة بناء المستقبل" مراجعة البديهات ... والتركيز ضمن عملية المراجعةعلى تجاوز الاعتقاد التقليدى ، بأن البرامج السياسية و الفكرية الجاهزة التى عشنا عليها في العقود السابقه لم تعد تناسب الأشكال و الحاجيات الجديدة التى يطرحها الوضع فى لحظته الراهنة . إن هذه البرامج لم تثبت فشلها فقط، وإنما أثبتت عقمها أيضاً . إذ يكفى أن نشهد الانفراط أو التقلص أو التأكل التنظيمى للحزب و المنظمات الجماهيرية حتى نعترف بهذا العقم و ذلك الفشل و نقطة هامة اخري أن نقلع عن عادة امتلاك الحقيقة العادة التى تغذى باستمرار نزعة مصادرة العمل الوطنى ،أى التجاوز عن إدعاء "البديل الجاهز" وهو الادعاء المتكرر لدى كل تيار من التيارات السياسية الفاعلة بامتلاك مشروع شامل و متكامل للمجتمع . تتطلب "إعادة بناء المستقبل، أيضاًالكشف عن الطريق و الإطار و منظومة القيم التى تساعدنا على الاحنفاظ بتلك الموارد و الطاقات، المادية و المعنوية ، أيضاً السياسية و الثقافية و العقيدية التى تحرك البشر و تدفعهم إلى العمل و المبادرة الجماعية ، بذلك يكون النجاح فى بلورة إطار التعايش بين القوى الموجودة ، واستبعاد خيار التصفية المتبادلة و الحرب .
وهذا الإطار ليس شيئاً آخر سوى نظام "الديمقراطية " ولا تكتمل هذه الوصفة المبدئية إلا يمزيد من "التقدم" فى الوعى بأهمية فتح الحوار بين مكونات العمل الوطنى ، ليس فقط للاقلاع نفسياً عن عادة "النفى المتبادل"، و إنما من أجل التوصيل إلى صوغ مشروع مستقبلى مشترك يملك كل تيار من تيارات العمل السياسى حيزاً و مساهمة فيه. إننا نستطيع أن نسجل بموضوعية و فى إطار ما هو قائم أنه إذا كان أى تيار يعجز وحده عن أن يقترح بعيداً عن "البديل الجاهز" فى الخيال مشروعاً متكاملاً يستوعب الإشكاليات السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية القائمة : فإنه يملك النجاح أكثر من غيره . تتطلب "إعادة بناء المستقبل" كذلك ، قلب الاتجاهات الراهنة التى تدفع إلى التمزق و التفكك الوطنى . وهو ما لا يمكن أن ينفصل عن نشوء (تحالف) اجتماعى سياسى يعبر بصورة أفضل عن مصالح الأغلبية ، وبالتالى عن تبدل قواعد اللعبة السياسية . ولا يمكن بناء هذا التحالف بتوجيه اليسار ضد اليمين والإسلامية ضد العلمانية و تعميق النزاعات العقائدية ، ولكن بالعكس ، من خلال اكتشاف نموذج جديد لتوزيع و ممارسة العملية السياسية و الاجتماعية ، وتشجيع التحالف و تجاوز الخلافات الفكرية من أجل خلق التكتلات الاجتماعية المصلحية القوية أى بخلق تيار جماعى شعبى قادر على إحباط استراتيجية التفكيك و التمزيق و الهيمنة و بالتالى فالمصالحة أوجب الفرائض و الواجبات إعادة تكوين حركة تقدمية جديدة، تكون بمثابة "كتلة تاريخية" فى مستوى "مشروع التقدم" الواجب إنجازه . بعبارة أخرى
تتطلب إعادة "بناء المستقبل" تحقيق الهيمنة الفكرية (بالمعنى الإيجابى على نحو ما صاغه جرامشى )، وذلك بتعميم فكرتى : "التغيير و "التقدم" فى مجموع النسيج الاجتماعى ، وبناء مؤسسات مجتمع "مدنى" جديد قبل التفكير فى الثورة السياسية بمعناها الضيق . أى تسلم سلطة المجتمع قبل تسلم سلطة الدولة . هذا هو موضوع المناظرة الاستراتيجية الأساسى فى الوقت الحاضر وهو موضوع مفتوح و سيظل لفترات طويلة مفتوحاً .للمناقشة ايضاً و على نتائج هذه المناظرة تتوقف الإجابة على التساؤلات المطروحه...................

شقرور