حقوق الجالسين على الرصيف من السلام..

الحمد لله .. لقد توقفت حرب الجنوب بعد أن خلخلت قناعات الكثيرين بأن القسر لا يولد إلا محناً .. وإلغاء الآخر يورد المهالك.

توقفت الحرب .. ولم يأتي الفرح .. فما زالت الرماح مشرعة غرباً وشرقاً .. وقد رأى الناس بأم أعينهم .. أن القسمة بنيت على طول المعارك وشراستها .. وليس على تواضع الناس على أن يحيوا جميعاً (مواطنين لا رعايا) .. لقد صاغ الثقل العسكري المواثيق .. وشكل الإستقبال للقادمين الجدد من (المعارضين) .. فكل يقابل ويعطى بحسب عطاء ميدان القتال.

وقادة أمريكا يأتون للسودان في زيارات قصيرة حاسمة يصدرون تعليماتهم ويبصمون قادتنا على ضمان مصالحهم .. وربما يهمسون في آذانهم أن لا تسألوا من يقولون كلاماً في الصحف أو الإنترنت لأن العالم الجديد هو عالم التعبير عن النفس طالما مصالح الكبار لم تُمس .. وأن أمريكا لم يدنو عذابها .. ولم يعد(علي إن لاقيتها ضرابها) .. بل إستقبالها كراع للسودان الجديد الذي بدأ يتخلق من رحم سودان الإنقاذ (ويحمل بعض عاهاته).

وخلينا نقعد ونشوف .

محمد عبدالجليل