عثمان ميرغني للمغتربين لم أكن أدرى أنكم مظلومون لهذه الدرجة حلوا الجهاز واجعلوا المغترب مواطنا

عثمان ميرغني في عموده حديث المدينة في عدد الجمعة 29/7/2005م مخاطباً المغتربين (لم أكن أدرى أنكم مظلومون لهذه الدرجة) حلوا الجهاز لا تشردوا موظفيه واجعلوا المغترب مواطنا عاديا إذا عاد أو سافر أو دخل الجامعات!

الطرفة تقول أن شاكياً طلب من (عرضحالجي) أن يكتب له شكواه..و عندما كتبها وأجاد في تطعيم الشكوى بالمؤثرات العاطفية .. بكى صاحب الشكوى من التأثر وهو يقرأ شكواه وقال ( لم أكن أدرى أنني كنت مظلوما إلى هذه الدرجة..!!).
وبعد أن كتبت هنا عن حل جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج المعروف للعامة اختصاراً بجهاز شئون المغتربين.. وصلتني سيول من رسائل المغتربين مشبعة بالآهات من الظلم الطويل الذي كابدوه.. وكدت أبكي وأقول (لم أكن أدرى أنكم مظلومون لهذه الدرجة..)
رغم وجاهة قضايا المغتربين التي ظلوا يطرحونها على الحكومات المتعاقبة ورغم أن الحكومات.. كابرا عن كابر ظلت تمارس نحوهم سياسة واحدة لكن بألوان مختلفة.. إلا أن موسمية نواح المغتربين وأنينهم عندما يأتون في العطلات ثم ما يكادون يعودون إلى مهاجرهم حتى ترفع الألواح وتطوى الصحف لحين عطلة قادمة .. ساعد الحكومات في ممارسة الصمت الكبير تجاههم .. فالحكومات تعلم أنه نواح موسمي.. ينتهي أزيزه بنهاية العطلات ..
والواقع المرير أن المغترب يذبح مرتين.. مرة في اغترابه طوال سنوات مهجره عندما تعتصر مدخراته في بوابات الدخول والخروج وسفاراتنا بالخارج .. ومرة ثانية عندما يعود نهائيا إلى وطنه.. فيجد الأبواب موصدة فيظل عاطلا يبحث عن عمل فلا يجده رغم خبراته واحتكاكه الخارجي الذي يوفر له ميزة إضافية.. وكثيرون .. جيوش من المغتربين الذين عادوا نهائيا بخاطرهم أو بغيره.. تسكعوا في كل الإدارات الحكومية والقطاع الخاص وطرقوا الأبواب في وجع وكمد كبير بلا جدوى.. فأضيفوا إلى أرقام العطالة المكدسة في الوطن ..
ولأنهم - في أغلب الأحيان - جاءوا مثقلين بأحمال الأبناء الموزعين في مراحل التعليم المختلفة .. من الجامعة حتى الروضة .. والتي دخلوها عندما كانوا مغتربين..بكل الأوزار المالية التي تفرضها عليهم العلامة التجارية للمغترب.. فإنهم ينزفون دما وهو يرون أبناءهم فجأة مكبلين بقيود الموارد الناضبة وأفواه المصروفات المفتوحة على اتساعها.
علاوة على النزف المالي الذي يتعرض له المغترب برغم تبدل أحوال الاغتراب و تماحق الأجور في المهجر .. إلا أن العودة النهائية نفسها صارت غولا آخر يفترس المغترب وأسرته .. وطبيعي أن جهاز شئون المغتربين معني بالعاملين في الخارج لا (العاطلين) من العائدين من العاملين بالخارج.. ومن يهتم بقارورة مشروب شهي لكنها فارغة امتصته الأفواه حتى آخر قطرة..!!
المغتربون لأنهم بعيدون عن العين فهم أبعد عن القلب .. قلب الحكومة .. الحكومة (أم التيمان) التي ترضع من يبكي أكثر ...!! ولأنهم تفصلهم عن وطنهم بحار وحدود سياسية.. فهم لا بواكي لهم .. يضمدون جراحهم بقطرات دموعهم وحسرتهم على الأيام التي تمضي وتأكل الشباب والعمر الذي لا يرجع .. بعيدا عن حضن الوطن ودفء أمانه ..!!
بالله.. ماعاد في الاغتراب ثمر يرجى .. وما عادت في شرايين المغتربين دماء.. جفت المهاجر وقبلها العافية وسنوات العمر.. ألم يحن الوقت لتركهم يرتاحون بقية المباراة.. يرتاحون من وصمة الاغتراب التي تلاحقهم بكل ابتزازها ..
حلوا جهاز شئون المغتربين.. لا تشردوا موظفيه فقط حولوهم إلى عمل آخر مفيد .. واجعلوا المغترب مواطنا عاديا إذا عاد أو سافر أو دخل الجامعات ..!!

مره اخري لا فض الله فوك

up

عثمان ميرغني

أنا ذاااااتي ما كنت قايل اني مظلوم للدرجة دي .إهي إهي إهيييء إييي ييي يييييي .. استغفر الله العظيم

عثمان ميرغني -- يا نصير المستضعفين ويا لسان المغتربين المكلومين المهمشين قل لهم فإن قولك الحق وقلمك قوي أمين فقديماً قال الحطيئة لامير المؤمنين الفاروق العادل هذه الأبيات فبكى الفاروق وعفا وصفح فما بالنا نحن لم نعتدي ولم نجرم وكنا البقرة الحلوب التي أصابها الآن الهزال وجفت ضروعها حتى ما عادت ترضع أبنائها


ماذاأقول لأفراخ بذي مرخٍ زغب الحواصل لا ماء ولا شجُر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر

إمضي عزيزي عثمان في هذا الاتجاه وما عليك من مؤتمرات ومؤامرات ونحن من أعالي البحار سنساعدك بالدعوات وهي أضعف الايمان ،، وما تخاف على العمالة في جهاز المغتربين فمعظمهم إن لم يكونوا جميعاً من المنتدبين م، وزارات الدولة المختلفة .

رعاك الله ايها الصحافى الجليل وابقاك شعلة تنير دروب الحق لهذا الشعب المغلوب على امره