كتابات محسن خالد وإعادة إنتاج سيناريو البحث عن (( وليمة لأعشاب البحر ))

ربما تكون المحاولة الاخيرة لتكميم الافواه الابداعية قد خمدت داخل المنبر الحر بالحاق هزيمة ساحقة لتيار اليمين المنادى بحذف رواية الكاتب محسن خالد من صفحات البورد اكتمالاً لمشروع الانقاذ الذى يقف على واجهته الطيب مصطفى خارجياً, رغماً عن عدم التنسيق بين المكانين و اختلافهما. ولكن تظل المعركة الاساسية حول ديمقراطية و حرية العمل الابداعى ونشره لا تزال مستمرة, وتاسيساً على مشوار هذا الصراع الطويل مع سلطة القمع و الحذف , طرأت على ذهنى مسألة التشابه فى سيناريو الحملة التى قادها الاسلام السياسى فى مصر اواخر عام 1999 ضد رواية الكاتب السورى حيدر حيدر ( وليمة لأعشاب البحر) والحملة التى قادها نفس التيار داخل سودانيزاون لاين وخارجه ضد روايات محسن خالد. ويكمن وجه الشبه الذى قد يصل للتماثل فى الحالتين ان الحملتان عمدتا الى تأجيج الصراع ضد الروايتين فى توقيتٍ لاحق لأوان صدورهما . ( وليمة لأعشاب البحر) كانت قد صدرت فى نسختها الاولى عام 1983 وفى نسختها المصرية عام 1999. ولكن اراد منفذو الحملة ان تكون الرواية أداة لحربهم ضد حرية الابداع و النشر فى مصر فى وقت لاحق . رواية الكاتب محسن خالد كانت قد نشرت فى هذا المنتدى قبل عدة شهور و لكن المعركة لم تنشب الا بعد صحوٍ من سبات عميق .

السناريو الثانى هو ان الحملة ضد محسن بدأت بايعاز من صحفى معروف أراد ان يؤجج نيران الصراع تزامناً وتنسيقاً مع حملة الطيب مصطفى المنطلقة من الخارج بعدم السماح للرواية بالنشر و التداول. حملة رواية حيدر حيدر انطلقت ايضاً بايعاز تحريضى من صحفى بجريدة الشعب المصرية الناطقة باسم حزب العمل الاسلامى و التى تمثل صوت اليمين المصرى مدعوماً بالأزهر. دعى الصحفى فى مقاله الى اهدار دم الكاتب و حرق الرواية دفاعاً عن العقيدة و صوناً للفضيلة و الاخلاق التى مست .

بالنظر الى كلتا الحالتين يتضح ان اسلوب التعامل مع الواقعتين من قبل منفذى تلك الحملات و حملات اخرى مشابهة هو نفس الاسلوب بدرجة من التماثل. مما يعنى ان اليمين فى صراعاته ينطلق من ذهنية مستنسخة. و منظوره للادب ينطلق من منبع قاصر واحد. فهذه الذهنية تقرأ الشعر او القصة و كأنما تقرأ النص الدينى المباشر برؤية لا تحتمل التأويل او النظر الى دلالات اللغة و قدرتها على التجاوز الابداعى. و المسالة ايضاً يلعب فيها المنحى السياسى دوره . فالمعركة ليست بريئة و تكتيكاتها لم تكن بيضاء . كون المعركة هى فى ذاتها محاولة لالحاق الهزيمة الفكرية و النفسية بتيار الاستنارة ومن خلفه المنظمات السياسية و الثقافية التى ترفده.
استناداً على ذلك تأتى تكتيكات اليمين فى إثارة زوبعة الخروج عن المحرمات العقائدية و الاخلاقية متشابهة من حيث التوقيت, طريقة الحشد و دغدغة العواطف الدينية و الاخلاقية بما يخدم الهدف السياسى فى نهاية الامر. ويمكن قياس هذا الامر على عدة كتابات و اعمال ادبية حظرت من النشر و التداول فى مجتمعنا السودانى او فى المجتمع الشرق اوسطى عموماً.

ولا يزال السيناريو يعيد انتاج نفسه وادواته فى عرض درامى ممل

up

ما يغبننا هو ان يُُفترض فينا الغباء وقُصر النظر والاستجابة للترهيب المادي والمعنوي..

Up

Quote: ما يغبننا هو ان يُُفترض فينا الغباء وقُصر النظر والاستجابة للترهيب المادي والمعنوي..

الاعزاء
عاصم كته
اشرف السر
محمد السر
نادوس

شكرا على رفع البوست

Quote: ما يغبننا هو ان يُُفترض فينا الغباء وقُصر النظر والاستجابة للترهيب المادي والمعنوي..

اليمين مدمن على تكرار ادوات صراعه مع اليسار خاصة اذا كان هذا السلاح قد اثبت فعالية فى تحقيق مكاسب سياسية جزئية او كلية. العنف عنده يكون مسبوقا بالحشد العاطفى و الدينى حتى يؤسس مشروعية جماهيرية لممارسة العنف و البطش و الارهاب الفكرى.
لكى نكون فاعلين فى خوضنا لمثل هذه الصراعات يجب تجريد اليمين من ادوات صراعه وتعريتها وهذا بالضبط ما حدث فى تجربة الروائى محسن خالد