كديســـــة

ذات كديسة من احدا كدايسي المحترمة قررت الغياب عن المعهد ليس لسبب سوى القرف الكدايسي .
وظللت في اجازةٍ تقارب الشهرين مابين شاطئ البلدية ( وفي مقولة اخرى " بيتش البلدية " ) اجارنا الله واياكم من عوجة اللسان وبين سينما حلفايا والوطنية لحضور الافلام الهندية التي تعج بالورود مما انتج عنه نقص حاد في الكمية الموردة لمصانع باريس ادى لغلاء اسعار العطور فإنكب الشباب على محلات قدر ظروفك هربا من نار الاسعار الباريسية والتي اصلاً لم يتجهوا لها في يوم من الايام.

وبذكر الايام ماذالت صورة ذلك الصبي الكفيف الذي مثل دور طه حسين في مسلسل الايام الرائع حتى كبر هذا الفتى وفارق مرحلة الطفولة وسلم الدور لاحمد زكي فهجرت المسلسل وايامه ولم اعد لتلك الايام الا مع مسلسل بنت الايام وشدتني اليه البنت الكبرى ولا اذكر اسمها الآن الا انها مثلت الاخت الكبرى لشيرين ومما اعجبني فيها عيونها الخضر اخضرار الزرع في الربيع .

وللربيع هذا قصة عجيبة لدينا في السودان فمعرفتنا به تقف عند حد الجغرافيا التي لم احبها يوماً ما وذلك بسبب مديرنا شرف الدين الذي درسنا لها في الصف الثالث المتوسط اذ كان لايدخل الى الفصل الا ومعه صوت العنج الذي اهداه له والد احد الطلاب وكان يعمل شرطياً في السواري ، واذكر فيما اذكر ان هؤلاء السواري والذين كان لديهم اسطبل بجوار منزلنا يحرسون المباريات في ميدان عقرب وبعد انتهاء المباراة يتسابقون فيما بينهم ولو قدر لهم الاشتراك في سباق خيل لاتوا جميعاً في المركز الآخير وخاصةً آدم وحصانه الابيض الذي كان لا يجري الا على صفحته مذكرني بذلك ببص الكندا الذي شاهدته في طفولتي يسير وهو يئن من وطأة الزمان في رحلةٍ رتيبة بين سوق الخضار وبين حي المزاد بشارع الظبطية .

وللظبطية هذه عداوة معي او مع السودانيون بشكل عام فاذا ذكرت ذكرنا نحن كسودانيين
كند لها وعدو لدود فاذكر يوماً تواعدت انا والفتاة التي احببت لنلتقي وقت المسلسل وذلك لضمان ان جميع اهل السودان يعشعشون داخل منازلهم متحلقون حول جهاز التلفاز ( وعلى فكرة هذا اسوأ وقت للزيارة ) وعند خروجي لهذا الموعد المرتقب التقيت بفتاة كنت اتحين الفرص لانفرد بها واسمعها من موشحات الغزل مايعجز فكرها عن فهمه فتبادلني كلمات الهيام ليس اقتناعاً بكلماتي التي لم تفهمها هي ولا انا ايضاً بل حباً في المخارجة من كمية الجعجعة التي انطلقت مني ولا استطيع ان اصف لكم تلك السعادة التي غمرتني ونحن نشق ميدان المولد الذي شهد طفولتي .
وقدكنا في السابق نسكن حي كرش الفيل ونقيم في ايام الاجازة مباريات صباحية مع اولاد الإشلاق وفي احدا المباريات حسب الحكم ضربة جزاء لصالحنا فاختلف عبد الناصر وعبدالنبي في من سينفذ هذه الضربة وعندما لم يتفقا وجداني بالقرب منهما ولأني كنت اصغر واقصر لاعب في الميدان طلبا مني التنفيذ وهالني الأمر ورجعت الى منتصف الميدان وتقدمت الى الكرة مسرعاً لاادري بسرعة كم حصان ولكن الاكيد بانني ضربت الكرة بكلتا رجلاي وكانت هذه اول ضربة جزاء انفذها والأخيرة كذلك وختمنا هذه المباراة بقذف حجارة بيننا وبين اولاد القشلاق وذلك لثأر قديم بيننا فقد كنا نضايق بعضنا البعض في سرقة حلاوة المولد وكذلك البلح حين تأتي اللواري محملة به من دنقلا وكانت تطربنا اصوات نفيرها بمعزوفة انتي كلك زينة وعايمة كالوزينة وما ان نسمعها حتى ننطلق نستقبلها خير استقبال

علي عثمان ..
كديستك دي كاروهات ولا شنو