Post: #1
Title: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: خضر عطا المنان
Date: 07-22-2005, 00:29 AM
Parent: #0
أحبتي الأفاضل أجمعين :
قليلون .. قليلون حقا هم من يحفظون لك وفاءك وأنت عن قيد الحياة ناهيك أن تكون في رحاب
المولى ..
لن أزيد هنا حتى لا أفسد روعة هذا الوفاء مجسدا في نص الرسالة التالية والتي بعثت
بهاالي الأستاذة الفاضلة( نائلة حسن فزع ) التي تعيش وتعمل معلمة بدولة الامارات العربية
المتحدة .. وواحدة من زملاء وزميلات صديقي الرحل/المقيم( مصطفى سيدأحمد)بمعهد الموسيقى
والمسرح .. وهي الكلمة التي شاركت بها في آخر حفل أقيم تأبينا للفنان الخالد ( مصطفى
سيدأحمد) :
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم أيها الحفل الكريم اسمحوا لي بأن أرتقي بهذه المناسبة من وجع الحروف، وأنات الصدور ، وتضميد الجراح إلى قبل أن يسكت الصوت المغني الحزينً ....هذه البسط الممتدة على شواطئ ذكراه ...تمتلئ عاطفة يؤججها الحب والوفاء متجاوزة ضجة الإحساس بفقده وذلك لأنه خلد نفسه بالفكرة الوضيئة ....وبالوتر الظميء الممتلئ عشقاً وتفرداً .
أحس بأن قلمي ينزف وأوراقي تتضرج بالدم و كأني استجير من رمضاء حزني عليه بنيران عبوره مساحات الوطن حافياً فوق شوك أدمى قدماه ....فكلت قواه ....وفشلت كُلاه ...ولكنه ظلَّ ماضياً يدندن بتلقائيته التي كونت ( مؤسسة مصطفى سيد أحمد ).
مؤسسة أحزان فرد تسامى عنها لتضاهي الفرح في عرس الوطن.... كان يمارس حزناً عبقرياً ، نابعاً من الطواري المجدوعة ومن الحريات المنزوعة متسرباً إلى مسامات الحيارى والغلابة .. مختلطاً بدمائهم متغلغلاً في وجدان جيل يعايش ألحان مدرسته المتفردة .
كنا نحسب حتى وقت قريب ... أن نهر النيل يتكون من النيلين الأبيض والأزرق !!!!!! حتى أفقنا على أن مصطفى هو رافد النيل الثالث ... الأشد قوة والأكثر اندفاعاً ...لأنه غذى شريان الروح ... و هذب السمع .. وارتقى بذوقنا إلى ما وراء المألوف وجرى غناؤه مرادفاً لذاك النهر ....دخل كل المزارع ... وتابع نماء الزرع حتى الحصاد.... صعدت أغنياته تبخراً وتكثفاً وحاكت المطر في الهطول لكي تروي النفوس الظمئة .
كلما حاولت أن اتحدث عنه أُصاب برعشة وارتباك ......أحس برهبة وجلال للخوض في سيرة من زخرف بريشته حدود الوطن ...و استصرخ الإنسانية في دواخلنا ....أحدث تزاوجاً بين الفكرة والمبدأ ... بين اللحن والوتر فألف قلوبنا حوله .....استثار العزم وألهب الحماس ....
ما زلت دِهشة في تكوين ذلك المصطفى الذي عرفته في بواكير الشباب وقد حوى بين جنباته عطاء النيل ...سمرة الأرض ....بريق الأمل .....عبوس الغبش ...معاناة الفقر والجهل والمرض .....تفاؤل الصبايا ...إزميل نحت ...رقة ألحان.... إكليل ورد ...قذائف كلمات.
منذ بداياته كان متميزاً في كل مجالاته ... إننا شهدنا ذلك ونشهد أمامكم به. لأن هذا المصطفى الذي اصطفيناه ، عرفته في زمن الصفاء والتجليات ..عرفته قبل أن يدخل كل البيوتات الحزينة معلماً .. مغنياً حلو النغمات..عرفته في زمن ما كان للخفوت والهمس فيه مكان ولا للتنازلات .
كنا على ما يربو على الثلاثمائة من الدارسين والدارسات ...وحده الذي اشتهر وتميز من بيننا ...كنا ندور حول فنونه كالكويكبات .....نستمد منه لحناً وتشكيلاً وفنوناً أخريات ....كان وضئ الوجه عميق النظرات ...ودود ..عشور..صدوق....متجرد عن الذات .. أخو أخوان ..عشا البايتات ...صارم لا يجامل على حساب مبدأ .. حازم القسمات ....كان هذا هو مصطفى الذي عرفتموه لاحقاً وكفى . عند التحاقنا بالمعهد 1977 ، اختار مادتي العلوم والرياضيات ومادة الفنون كمواد تخصص لكي يقوم بتدريسها بعد تخرجنا للطلاب .. أوتدرون ماذا اختار من مواد النشاط ! ! لم يقع اختياره على الموسيقى كما قد يتوارد إلى الذهن ... اختار شعبة الدراما وذلك لعشقه اللامحدود للتمثيل ...وبعد أخذ ورد أقنعه الأستاذ محمد سراج الدين بأن يلتحق بشعبة الموسيقى لأنه متميز في عزف العود بجانب إجادته للغناء . كان لديه حينها رصيد من أغنياته الخاصة مثل (غدار دموعك والسمحة قالوا مرحلة ) وهما من كلمات شقيقه المرحوم المقبول سيد أحمد المقبول .
كان العود لا يفارقه وكم شنف آذاننا بأغنيات خالدات لكبار الفنانين وأبرز لنا بأدائه المتفرد الجمايات التي كانت في تلك الخوالد ولولا أداء مصطفى لها لما عاشت في وجداننا .
لقد بدأ منذ 1978الغناء لجلسات الإستماع ولنا الفخر بأننا الرعيل الأول الذي مارس مصطفى معه هذا التوجه .
كان فنانه المفضل الذي يسمعه بكل حواسه الموسيقار محمد الأمين كما كان يعشق أغاني شرحبيل أحمد ولكنه لم يغن لواحد منهما.
كان أهم ما يلفت النظر في تعامل مصطفى أنه كان يحترم في المرأة عقلها وفنها ولذا كانت علاقته مع أولئك المميزات في شعبتي الموسيقى والمسرح .
بدأ أستاذ سراج الرائعة المشتركة بينهما ( الشجن الأليم ) تلحيناً ونحن على مشارف التخرج وحضرنا بعضاً من بروفاتها .
هنالك تداعيات كثيرة وذكريات لا يسمح المجال لذكرها وسيظل الوفاء لذكراه ديدن كل من زامله وكل من يعرفه .
دعوني أن اعتذر حيث يتوجب الاعتذار لروحه الطاهرة مرتين : ـ 1 ـالإعتذار الأول عندما جعلناه لوحده يتوسد أحلام وطن باحثاً عن حقائق تجلب التمازج بين ما هو كائن وما يجب أن يكون . 2ـالإعتذار الثاني لقد فهمنا ما كان يرمي إليه بعد أن غادرنا مبكراً ...محسوراً علينا بكل آلامه التي أوهت جسده الهزيل ...لم نخفف عنه عبء الحلم وأنات المرض الذي احتمله بشجاعة وبسالة .
مات بطلاً وشهيداً ونحن الذين قتلناه بحبنا و أنانيتنا لأننا كنا نطالبه بالمزيد ولم نعرف ماذا ينقصه لم نسأل عن حاجته للدواء والإستشفاء .
منه العطاء ومنا الجحود ...منه التواصل ومنا الصدود ..لقد قتلنا مصطفى مرات ومرات .
فمنه السلام وحلو الكلام وإليه السلام وعلو المقام .
|
|
Post: #2
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: mahdy alamin
Date: 07-22-2005, 04:12 AM
Parent: #1
استاذنا
خضر تحياتي لك
كان من حسن حظي وبعد مشوار طويل من العمل ان التقيت بالأستاذه الشاعره والروائيه نائله
ونزيد على ذلك علاقتها بمصطفى سيد أحمد كانت معنا قلبآ وقالبآ ومتابعآ عن قرب تحركاتنا وأعدادتنا للذكرى التاسعه للراحل المقيم مصطفى سيد أحمد وقدمت انا الكثير النصائح التى ساعدت كثيرآ في اجتياز المحن والخباثات التى صاحبت الذكرى التاسعه ومازالت الى الآن تحاول النيل من هذا الصرح العظيم
تحياتي لها ولك وبالتوفيق يا مبدعي السودان
مع محبتي
مهدي الأمين
|
Post: #3
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: خضر عطا المنان
Date: 07-22-2005, 02:00 PM
Parent: #2
عزيزي : مهدي
بعد التحية :
الحقيقة أني قصدت أن أفرد بوستا خاصا بهذه الرسالة لأنها بالفعل ـ فضلا عن كونها صيغت
باسلوب رصين ـ فانها تضج بالوفاء لهذا الفنان الفلتة .. كما أن بها اضافات حقيقية عن
شخصتيه ربما ماكان يتسنى لأحد آخر أن يعرفها الا ممن زاملوه طالبا أو عايشوه معلما أو
عاصروه فنانا..
لذا أكرر لها شكري وأحيي فيها هذه الروح الوفية السمحة لمبدع طالما عاش وهو يسابق
الزمن في مضمار العطاء حتى لكأني به أنه كان يدري أن يدالقدر كانت له بالمرصاد في أية
لحظةوفي غفلة من الجميع ..
رحمه الله كثيرا ..وبارك له في ذريته ..وبارك في كل من يحافظ على ود أو جميل له حتى بعد
رحيله.
خضرعطاالمنان
|
Post: #4
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: بهاء الدين سليمان
Date: 07-26-2005, 06:12 AM
Parent: #3
أستاذى خضر عطا المنان ... تحياتى انها أم الطبيبان الأستاذة نائلة فزع المعلمة والمربية عندما تزورها بمنزلها فى دبى تحس التواضع والبساطة ولا أنسى ابتسامتها المعهودة عند كل استقبال وعند كل وداع .... انها أيضا تقاوم الآلام بالكتابة... انها تكتب وفى كتاباتهاترسم اللوحات الحزينة وكأنها تستمده من حزن الشفق.. أعتقد أن فى دواخلها الكثير والكثير ولكننى أجزم أنها لم تخرج منه الا القليل.. وأنا والله لوكنت أعلم السبب لقلته ولكننى لا أعلم؟؟ هى الآن ربما تشهد استجماما يعلن عن مرحلة جديدة قادمة باذن الله... أتمنى لهادوام الصحة والعافية ومزيد من العطاء والوفاء
|
Post: #5
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: بهاء الدين سليمان
Date: 07-30-2005, 04:18 AM
Parent: #4
up
|
Post: #7
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: بهاء الدين سليمان
Date: 07-31-2005, 03:05 PM
Parent: #3
بسم الله الرحمن الرحيم نائلة فزع بواسطة بهاء الدين سليمان
الأستاذ خضر عطا المنان ...الوفاء في زمن الجفاء : لك الود أجزله إذ أفردت لي هذه المساحة التي طالما وددت أن أسطر فيها بعض مما يخطه اليراع لكي يتم التداول والتفاكر في بعض الأمور التي تتزاحم وتتشابك رؤاها، علني أحقق بعضاً من حلم قديم كم راودني في أن أقرأ لكل مبدع من مبدعي سوداني الحبيب ويُقرأ لي ... أقرأ بنهم كل ما يُكتب ... تجدني متابعة جيدة وكم سهرت لساعات أحلل وأستزيد معلومة أضحك علي مناوشات بريئة خفيفة الظل ... أحزن إذا تجاوز أحدهم ما تقتضيه مراعاة فهم كل كلمة والغوص في جوف الجمل ... التعمق فيما بين السطور بروية حتى لا نسئ فهم المضمون الذي يرمي إليه صاحب المقال. إذن علاقتي وطيدة بكم من خلال (Sudanese on line ).كم تجدني عاجزة عن الشكر في أن تكون إطلالتي الأولى لكم من خلالك أستاذ خضر فهذه لمسة وفاء منك لصديق الجميع مصطفى. هذا المبدع الذي جاء في زمن بخل عليه بأبسط حقوقه ألا وهو الإستقرارفي كنف وطن كم أحبه ... في حضن أم حنون كم كانت تشتاق لرؤيته قبل أن يفارق... وزوجة كم أحبها وكم حلما باحتضان سامر وسيد أحمد حتى يترعرعا في دفء الأسرة وينهلا من فنه وشاعريته.عزاؤنا في أنه خلد نفسه وقاوم المرض بشجاعة. عزاؤنا أيضاً بأن رفيقة دربه تعي تماماً رسالته وبلا شك قد أرضعتهم من ثدي طيبته وغزير فنه الذي امتزج بطيب أصلها وفهمها لدورها كزوجة مبدع رحل وكان يريد أن يقول لناالكثير.علينا أن نسمعه بكل الحواس وعندها سوف نبلغ رسالته لكل الأجيال ...علينا أن نترحم على مصطفى كثيراً (رحمة الله عليه). وأعتذرعن التأخير في الرد. لقد زاملت الأستاذ / مصطفى سيد أحمد في معهد تدريب معلمي ومعلمات الثانوي العام بأمدرمان 1978 وليس معهد الموسيقى والمسرح لذا وجب التنويه.
الوفاء في زمن الجفاء : الدكتور مهدي الأمين ...أنت مشبع بحب الفن وحب كل مبدع أحب تراب الوطن ..كم ساهمت مع أعضاء نادوس في ليالِ شعرية ..موسيقية ..تشكيلية تعتبر إضافات ثرة للمكتبة السودانية ولا أنسى ما بذلته من مجهود في تحديث ما أملكه من أشرطة قديمة تحتوي علي روائع نادرة تغنى بها مصطفى سيد أحمد ونقلتها في CD مما جعلها سهلة في تداولها والإستماع إليها .لم تبخل على محبي مصطفى بامتلاكهم هذه الكنوز.لك الشكر أجزله في كل ما بذلته وسوف تبذله من انشطة. أشكرك على مرورك وأعتذر عن التأخير في الرد.
|
Post: #6
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: ALGARADABI
Date: 07-30-2005, 10:58 AM
Parent: #1
لا نملك غير أن نقول ياااااحليل خضر
|
Post: #8
Title: Re: رسالة وفاء .. في زمن الجفاء !!
Author: بهاء الدين سليمان
Date: 07-31-2005, 03:11 PM
Parent: #6
الوفاء في زمن الجفاء:
نائلة فزع- بواسطة بهاءالدين سليمان
الأستاذ خضر عطا المنان لقد منحتني فرصة أن أطل على هذه النافذة من خلالك ....وكم تجدني في حالة تساؤل هل يجوز أن يتم تغييب هذا الحرف الوضئ الذي كان يطرز مساحات هذا المنبر بخيوط من جمال ؟ هل يجوز أن نغتال بأيدينا من يمشي بيننا باحثاً عن مخارج ومداخل للتواصل والعطاء ؟ يا من سمعت صرخات (سامي محي الدين ) المرتجعة ورفعت عقيرتك منادياً باسمه في كل المنتديات .... لا أظن بأن صاحب هذا المنبر المعروف عنه تجرده سوف يجعل غيابك يطول عن محبي حروفك سواء كانت شعراً أم نثراً . مع اعزازي وتقديري ....وفي انتظار بوارق من أمل لعودتك لتصول وتجول مع مرتادي هذا المنبر الفسيح .
الأستاذ بهاء الدين سليمان : لقد أبهجتني حروفك الندية ....وجدت فيها نقاء السريرة الذي يحس به كل من التقاك . لا أنسى أول مرة سمعتك فيها تغني رائعة أستاذنا مصطفى (غدار دموعك ) عندها لم اتمالك نفسي وانفجرت باكية ...ربما تساءلت عن عدم نشري لما أكتب وهو كما تعلم قد تجاوز حد أن تسعه مكتبتي المتواضعة ، وابشرك بأنني على وشك إصدار رواية طويلة تحت اسم ( الموت في زاوية العشق. ) أرجو أن تداوم والشباب العازفين على البروفات حتى يكون كل ما تقدمونه من أعمال مصطفى سيد أحمد في ثوب زاهٍ بهيج . ودي واعزازي لشخصك الكريم .
الأستاذ ALGARADABI شكراً لمرورك الكريم ...ولا محالة من رجوع أستاذنا خضر عطا المنان لهذا المنبر طالما أن هنالك من يتوق لعودته من أمثالك الكرام
|
|