كل واحد خاتّي إيدو فوق قلبو

الذين استمتعوا بامتيازات ستة عشر عاما من الصعب عليهم التخلي عنها هكذا فجأة ،،، ظل بعضهم وزراء ، وقيادات سياسية تنتمي للحزب الحاكم ، وولاة ، ومدراء ، وكبار موظفين منذ الإنقلاب البائس ، وظلوا يحتكرون المنازل الحكومية المشجّرة والمكيفة ، والسيارات الفور ويل درايف ، والسائقين ، والرواتب العالية ، والبدلات ، والأسفار وغيرها من الامتيازات ... ظلّ بعض هؤلاء متسيدين الساحة العامة ، متحدثين في وسائل الإعلام ، وكتّابا للرأي ، ومالكين للمعلومات ، وحاضرين في المقاعد الأمامية في كل المناسبات الحكومية .. كثير منهم لا ينزل إلى الأسواق وزنك الخضار أو اللحمة أو سوق السمك ، أو السوق المركزي ، ولا يعرفون زحمة المواصلات ، ولا يعلمون سعر البنزين إلا من التقارير الرسمية . هؤلاء لن يستطيعوا العودة إلى حدود ما قبل الإنقلاب ، فهم قد شبّوا على الرضاعة ، ومن الصعب عليهم التخلي عنها فجأة ، فمن شبّ على شئ شاب عليه ..
هناك إعادة توزيع ، وهي ليست أمرا اختياريا ، ولا مكان فيها للمجاملات أو التسميات الترضوية ، وسيعترض الناس علنا على كل ما يرونه باطلا ... ولن يقبل الشركاء إلا بما يقتنعون بصحته ... إذن من المؤكد أن كثيرين سيسقطون من القائمة ، وسيتركون مضطرين المنازل الحكومية والسيارات الحكومية وستجفوهم الرواتب والبدلات والأسفار ... سيكون هناك متحدثين جدد في التلفزيون من الشركاء ، ومالكين جدد للمعلومات ، وستكون هناك أحزاب متعددة يتم تمويلها على أسس علنية وواضحة ، ولن تتحمل خزينة الشعب أي تمويل لحزب مهما كان ... وإن حدث ذلك فسينكشف وسيعلن الشعب رفضه ، وربما يعلن الشركاء انفضاض الشراكة ...
وإذا تساءلنا ، كم عدد وزراء الإنقاذ ، كم عدد قيادات المؤتمر الوطني ، كم عدد الولاة والمحافظين ، كم عدد المدراء وكبار قيادات الخدمة المدنية من الذين أتت بهم الإنقاذ ليحلوا محل آخرين لم تكن الإنقاذ راضية عنهم ؟؟؟ وكم من هؤلاء يسقط من القائمة الجديدة ؟ وكيف سينظرون للأمر ؟
أنا متأكد تماما أن كل واحد من هؤلاء ( خاتي إيدو فوق قلبو ) ... وربنا يستر ...

عزيزي الرفيع ودقاســم

Quote: أنا متأكد تماما أن كل واحد من هؤلاء ( خاتي إيدو فوق قلبو ) ... وربنا يستر ...

قد أوافق في الدعاء بالستر والله يستر على الوطن اولا وأخيرا ولكني واثق تمام الثقة أن الذين يضعون ايديهم في (قلوبهم) هم الجماعة الذين توالوا وانهكوا رصيدهم الأخلاقي وتباوؤا المناصب بذلة لا يحسدون عليها فهم وزراء وليس وزراء وقد كانوا بحق (تمومة جرتق) بشهادة بعض المنصفين منهم , مع أني ألا أحبذ أن اضع امثال مبارك الفاضل في قائمة المنصفين.

هـؤلاء , وبعضهم أخوة نحفظ لهم عهدا, كانوا وزراء لا يستطيعون تحريك حجر في الوزارات الأنيقة (الخالية من الحجارة) وكانوا يخشون التصنت على مكالماتهم الخاصة ولو استطاع أحدهم أن يعين سكرتيرة أو مدير مكتب فسيكون منتصرا بجدارة على التسلط الكيزاني.


أما منسوبي المؤتمر الوطني, فهم الذين لا خوف عليهم أبدا, فالحزب الحاكم (يحتكم) على امبراطورية اقتصادية لا مثيل لها في العالم الثالث وهو حزب (متمـكــن) لدرجة لا تخطــر على بال الاقتصاديين الأفذاذ أمثالكم وهـو يحمي امواله واستثماراته من جائحات كبيرة بحجـم الهجمات الأمريكية الشرسة باجراءات الملاحقة الدولية وتجميد الأرصدة ووقف التعاملات.

ولقد سمعت بإذن الراس تصريحات مفادها أن أغلب الوزراء من المؤتمر الوطني تنازلوا عن رواتب أكبر في مؤسسات اقتصادية عملوا بها مدراء ومستشارين ليعملوا وزراء برواتب أقـل.

بالتأكيد هؤلاء لن يحتاجوا لمعرفة سعر البنزين ولن يكونوا مضطرين لزيارة زنك الخضار , وفي الحقيقة لا نتمنى لهم ذلاً طالما أن جهدهم وكسبهم حلال وليس على حساب السوية في القسمة أو على حساب جماهير الشعب.


لك خالص التحيــة.

الأستاذ أحمد الشايقي
أحييك ،،، وشكرا للمداخلة القيمة ..
نعم ربنا يستر على الوطن ،،، وربنا يستر على هؤلاء من السكتة القلبية ،،،
والميزانية كانت من قبل مفتوحة ، والصلاحيات مطلقة ، والتوزيع محتكر على فئة معينة ،،، الآن تضيق الميزانية وتتراجع الصلاحيات ، وتتسع دائرة التوزيع ،،،
لا يغرنك حديثهم عن تنازلهم عن الرواتب الكبيرة وعودتهم للعمل داخل السودان،،، هم يعلمون أن العمل مع الحكومة وفي السودان يمنحهم ما لم يكونوا يحصلون عليه في الخارج ،،، مهما كان مرتبك بالخارج فأنت تظل شخصا عاديا ليست لك امتيازات ،، ولو راجعت أي مغترب وعرضت عليه العودة للوطن بنصف راتبه الذي يستلمه في الخارج لوافق ،،،

الخال ودقاسم
كيفك
قلت :
أنا متأكد تماما أن كل واحد من هؤلاء ( خاتي إيدو فوق قلبو )
نعم فعلا ايد واحدة فوق قلبو والتانية فوق لسان واقلام الاخرين ، لان هؤلاء القوم كانوا يسمعون انفسهم فقط ، كان لهم الجمل بما حمل ولنا الكذب وكلام مغلوط حتى اصبح الكذب لديهم فضيلة .
هل لديهم الاستعداد لسماع ما كان يحدث في الـ 16 سنة الماضية
ولكن سيسمعون ان شاءوا ام ابوا

Quote: ولكن سيسمعون ان شاءوا ام ابوا

حمزاوي
صدقت يا شقيق ...

الاخ ود فاسم.
سلام.
حقيقة كل واحد بيكون خاتى يديه فى قلبو.
لكن نحن حتنا لازم نخت يدنا فى قلبنا لانه الجايين حتما ما كلهم ملايكة وفيهم من يفكر فى ان ياخد حقو وحق غيرو وفيهم من يعمل لتعويض ما فاته جاه وعز طوال الثلاث والعشرين عام بتاعة التمرد.
حكي لى احد الاصدقاء فى بنك السودان بانهم فى مفاوضاتهم عن قيام فرع لبنك السودان فى الجنوب وله الحق فى وضع سياسته النقدية فى اطار الاقتصاد الوضعى وسعر الفائدة دار الحديث حول مرتبات مدراء الادارات فى الجنوب فطلب الجنوبيون مرتبات مرتفعة وبالدولار وعندما قلنا لهم نحن ايضا سنطالب بنفس المرتبات قال احدهم انتم استمتعتم طوال هذه السنوات باهلكم وامتلكم عقارات فى الخرطوم ونحن نحب ان نعوض ما فاتنا من ذلك.
وربنا يستر علينا ويكضب الشينة.
ولك الود
والف باقة ورد

معتمد
لك التحية
نعم القادمين الجدد ليسوا ملائكة ، ولا الذاهبين كلهم أبالسة ،،، لكن ألذاهبين كانوا يتحكمون في أمورنا دون رقيب عليهم ، ومن يقول ( البغلة في الإبريق ) يقطع لسانه ،،، لكنّا مبشرون بالديمقراطية وبالشفافية وبالعدالة ،،، وهذا يقتضي أن تكون المور أفضل بكثير مما كانت عليه مهما كانت أحلام وأوهام القادمين الجدد ...

الأخ ود قاسم
لك التحية

Quote: وإذا تساءلنا ، كم عدد وزراء الإنقاذ ، كم عدد قيادات المؤتمر الوطني ، كم عدد الولاة والمحافظين ، كم عدد المدراء وكبار قيادات الخدمة المدنية من الذين أتت بهم الإنقاذ ليحلوا محل آخرين لم تكن الإنقاذ راضية عنهم ؟؟؟ وكم من هؤلاء يسقط من القائمة الجديدة ؟ وكيف سينظرون للأمر ؟ أنا متأكد تماما أن كل واحد من هؤلاء ( خاتي إيدو فوق قلبو ) ... وربنا يستر ...

لا .... ليس من هؤلاء من يضع يده في قلبه ... فقد وضعوا أيديهم من قبل علي أموال الشعب .
أنت تتحدث عن محترفين ... فقد أعلنوها صراحة منذ مجيئهم ... جاءوا للتمكين .
أنت تتحدث عن الطمع اللامتناهي ... مقرونا بمكر خبر كل أساليب التدليس .
بعد ستة عشر عاما ستتعامل مع الجيل الثاني من ورثة الأنقاذ ... أبناء أركان الأنقاذ ..
هؤلاء هم من يسيطرون علي العصب المالي لكل البلاد ... متمكنون من الأتصالات و البترول و البنوك و التمويل و المواد التموينية و مواد البناء و الشركات الهندسية و الماء و الكهرباء . هذا هو الأخطبوط الذي سيواجهه السودان . أنتم تتعاملون مع محترفين . حسبوا لهذا اليوم حسابه .. لا تضيعوا وقتكم في ( من أين لك هذا ؟) و ( الثراء الحرام ).
أنهم بارعون في المشي علي الرمل دون ترك أي أثر .
أنهم تلاميذ روكفلر ( هل هي مصادفة أن معظمهم تلقوا تعليمهم في أمريكا؟) .
قال روكفلر الأكبر ناصحا لأبنائه الذين تحلقوا حوله و هو علي فراش الموت:
أن تكون غنيا هو أن لا تمتلك شئ و لكنك تتحكم في كل شئ .
Being rich is to own nothing and control everything
فالحياة في السودان سيتحكم فيها أبناء الأنقاذيين و مرافيد ضباط أمن الأنقاذ ..

الأستاذ محمد سليمان
لك التحية
طبعا المسألأة كانت كناية عن حرصهم الشديد على استمراريتهم في نهبهم ، وخوفهم من أيتبدل الحال ويفقدوا كراسيهم ضمن من يفقدون ،،، ولكن أخي محمد الأمور في الوطن لن تسير كما تتمناها الإنقاذ ، لا بجيلها الأول ولا بجيلها الثاني ،، هذا الوطن الذي قرر شعبه أنه لابد أن يصبح وطنا ديمقراطيا حرا يتسع للجميع ، سيذير في هذا الاتجاه ، ولن يتراجع في إيجاد الأرضية الصلبة للتطبيق الديمقراطي ، لأن من يريد التراجع فإن الشعب له بالمرصاد ، والمجتمع الدولي له أيضا بالمرصاد ،، إذن لابد أن تتجه الإنقاذ ليس إلى تبديل جلدها فقط إنما إلى تبديل دواخل قياداتها وتبديل قناعاتها المبنية على إقصاء الآخر وتمكين عضوية الحزب الواحد ،،، و علينا نحن أن نواصل سعينا لتمكين الديمقراطية والعدالة والمساواة .. وأن لا نسمح لأجيال الإنقاذ أن تتعاقب على الحكم فوق ظهورنا ...