الممكن والمستحل فى اطروحات ممثلى الشرق

السياسة يقولون عنها انها لعبة قذرة ومن يريد فهم هذه المقولة عليه
التمعن فى محترفى السياسة فى السودان تجدهم يجسدون القذارة بكل عفنها
وسؤء مظهرها للناظرين.
لم يرتكب الشرق خطيئة ليكون الحكم عليه بكل هذه القسوة ليعيش متخلفا
عاجزا عن القيام بدوره كجزء اصيل فى الوطن الام ولكن سوء النية والرغبة
فى جعل الشرق فى دائرة تحتة اقدام البعض دفعهم لخلق هذا الشرق كما يبدو
الان وعندما تصدى ابناء الشرق لتلك العقلية ورفضوا العيش فى الحفر راى
الطغاة الجبابر ذلك رجسا من عمل شيطان اولئك المتخلفين ولكنهم لم يملكوا
الكثير من الادوات لاسكات ثورة الجياع فكان التقتيل والتمثيل بانسان الشرق
ولان الشعوب لا تباد ولان النصر فى نهاية المطاف لها جاء النصر فكان رضوخ
حكومة السحل والقتل بالموافقة على الجلوس مع احفاد دقنة.
وبالفعل قدمت جبهة الشرق ورقة لتكون اساس للتلاقى والبحث ولكن تعالت
الاصوات بتقرير المصير وفى تقديرى هذا المطلب ليس من الاولويات التى يجب
ان يوليها الثوار اهتمامهم به لاننا ابناء البجا لم تكن لدينا نزعة
انفصالية ولاننا نرى ونؤمن بان السودان قوى بوحدته وعزيز بانسانة يجب
ان يولى اخواننا كل الوقت والعرق للنهضة بانسان هذا الاقليم فالتكن
الفدرالية الحقيقية هى التى تحفظ خصوصية انسان الشرق.
وطالما اقصى هذا الاقليم وانسانة من المشاركة فى كل الحكومات وذلك امعانا
فى تغييبه وفرض الوصاية عليه من قبل البعض على المفاوضين الاصرار على ان
تدفع الحكومة ثمن السلام وتعويض انسان هذا الاقليم باعطاءه فرصة لاستعادة
انفاسة واعادة بناء اقليمه تحت ادارة من ابناءه على ان يتم منح الاقليم
فترة اكثر من الثلاثة سنوات ليدخل فى العملية السياسية عبر الانتخابات
وتعد فترة الثلاثة سنوات قصيرة جدا لما لحق بالاقليم من دمار عبر حقب
الفترات التى تلت الاستقلال الاسمى للسودان.
وهنالك امر مهم جدا هو توضيح نسبة الاقليم بالمساعدات التى التزم بها
السودان لان الاقليم اكثر تضررا من غيره من الاقاليم ويحتاج الى عمليات
اسعافيه واخرى استراتيجية طويلة الامد وكما ينبغى لانفاذ وانجاح اى
اتفاق ان يطلب من الوسطاء والمجتمع الدولى عقد مؤتمر اخر لمانحين
محسنين لرفع الغبن والترى الذى لحق بالاقليم والا لن يكتب لا اتفاق
النجاح دون مال والاعتماد على وثائق ممهورة بتوقيعات الجبهة دون اضافة
تعهدات المجتمع الدولى لدعم الاقليم وذلك بافراد مؤتمر دولى له يكون
ذلك شراء وثيقة ملغومة لن تصمد طويلا.
والاقليم يحتاج الى دمج كل مكونات المجتمع تحت رايه سياسية واحده وهذا
يحتاج الى عمل متواصل وحنكة سياسية وبطبيعة الحال لن يكون ذلك سهلا
ولكنه ليس بمستحيل.
اتمنى كل النجاح والتوفيق لمفاوضينا رغم تربص اصحاب المطامع وفاقدى
المنافع بنهوض انسان الاقليم.