بـاتـا يفهم الأحذية

في عصر ما قبل الفضائيات والسياسات الإقصائية
قبل معرفتنا بالأديداس و البوما و النايكي كانت بـــاتــا تقف وحدها كاطود الأشم تعطر اراضينا و تسقيها فرحا بأشكال ودوائر كالبصمات تنبئ عن اصحابها اينما حلوا
كان حذاء الباتا الأبيض جزء اساسيا يملأ فراغات حب التملك وشرف الإقتناء بدواخلنا
يومها كان بـاتـا يفهم الأحذية
انتج لنا الباتا و القمربوبا والشده
وهذه الأخيرة تصنع من الجزء الأعلي للقدم لوحة تشكيلية تفوق التاتو جمالا
واهدت للموسرين من الاصحاب الكبك و الصندل
تذكرت باتا في أوج مطالبة ابني بمبلغ تستحي منه الجيوب لشراء حذاء النايكي الجديد
تذكرت ع البياتي و رائعته
السوق
والحمر الهزيلة
والجياع
وحذاء جندي قديم تتداوله الأيدي
في مطلع العام الجديد
يداي تمتلأن حتما بالنقود
وسوف اشتري ذاك الحذاء
ـــــــ
تذكرت بعض المسلمات المقدسة الغير قابلة للنقاش التي حكمت حركة الحياة اليومية في تعاملنا مع الأشياء فالببسي احسن المشروبات وزيت الفهد اجود من البذرة و الدبلان ارقي من الدمورية وفرير دمور مسخ الأرياح و اجود الساعات الجوفيال و التترون لباس الملوك و المرسيدس العربة التي تعلو ولا يعلي عليها

سألني ابني ساعة صفاء ذهني عن امنية اتمني تحقيقها
فاجبته
ان افطر في مطعم ملاحاتو علب صلصة