ظاهرة الترابي.. مجدداً...د. حيدر ابراهيم

ظاهرة الترابي.. مجدداً...د. حيدر ابراهيم


07-13-2005, 10:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1121248371&rn=0


Post: #1
Title: ظاهرة الترابي.. مجدداً...د. حيدر ابراهيم
Author: Amjad ibrahim
Date: 07-13-2005, 10:52 AM


ظاهرة الترابي.. مجدداً
:د. حيدر ابراهيم
عاد الشيخ حسن الترابي إلى المسرح السياسي بقوة، وكانت بداية العودة مفاجأة للجميع بسبب النبرة الهجومية والعدائية التي استهل بها ظهوره. وانطلق في نشاط وتنظيم في مقابلة الإعلاميين وعقد المؤتمرات الصحافية والبحث عن التحالفات.
وبالتأكيد، قد كان قرار إطلاق الشيخ اختياراً صعباً للسلطة التي تعرف شيخها جيداً ويعرفها هو أيضاً. ولكن الظروف الموضوعية المتسارعة نحو السلام والتحول الديمقراطي، لم تكن تسمح باستمراره معتقلاً. وحاول النظام أن يستبق شريكه ـ الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ والذي كان يمكن أن يكون له الفضل لو جاء القرار بعد 9 يوليو.
ورغم ذلك، أعطى الترابي فضل إطلاق سراحه للضغط الجنوبي. ولحظة خروجه من المعتقل لم يشكر أحداً من النظام، كما لم يرجع الخطوة إلى انفتاح سياسي قادم. وهكذا عاد الترابي وكأنه لم يغب طوال خمسة عشر شهراً ولم يضع أي وقت للتأمل والتفكر والتشاور، بل بدأ معركته بكل الحماس الممكن لأن الوقت يمضي سريعاً نحو تنفيذ بنود اتفاقية السلام.
يمكن اعتبار الترابي ـ بغض النظر عن الخلاف والتقييم ـ من أقدر السياسيين السودانيين على تحقيق أهدافه بسبب استخدامه لكل الوسائل التي يمكن أن يستخدمها السياسي الحديث والعلماني! وقد أشرت في كتابي: مواقف فكرية، في مقال بعنوان: الحداثة المعكوسة في الفكر الإسلامي، إلى أن الإسلاميين الجدد أمثال الترابي والغنوشي وعبد السلام يس الجزائري يستفيدون من وسائل وأدوات حديثة لتحقيق غايات وأهداف محافظة وتقليدية ورجعية. يضاف إلى ذلك أن الترابي يفهم واقع ومستوى السياسة السودانية أي كيف تعمل سياسة في قطر مثل السودان؟
لذلك أعتقد أن السياسة السودانية أنجبت ثلاثة أشخاص متفردين ـ كل بطريقته ـ ولكنهم نجحوا في كسب التأييد وتحقيق أهدافهم مهما كانت التحفظات على وسائلهم. وأقصد: يحيى الفضلي وحسين الهندي وأخيراً حسن الترابي. وتميزوا جميعاً بالخطابية وتهييج الجماهير وتحديد القضايا الأكثر إثارة، بالإضافة إلى استفزاز الخصم وكشف عيوبه وتفعيل قدرته على الرد والمبادرة في الهجوم.
يحتاج السياسي البراغماتي الحديث مثل الترابي إلى قدر كبير من الجرأة وعدم التردد وألا يقف مدافعاً أبداً مهما كان ضعف موقفه، وهذا وضع أقرب إلى رياضة كرة القدم أو الملاكمة. فقد كان الترابي جريئاً حين قدم نفسه مدافعاً عن الحريات والديمقراطية قافزاً على حقيقة أنه صانع الأزمة الحالية التي يعاني ونعاني منها.
فهذا الواقع هو نتاج طبيعي لانقلاب عسكري أيديولوجي يقوم به حزب أقلية لا يستطيع تثبيت ومواصلة السلطة إلا بالعنف والقمع والإذلال. وهذا ما فعله النظام بحرفية ودم بارد منذ اليوم الأول للانقلاب وكان الترابي عّراب النظام وعلى علم بكل صغيرة وكبيرة، إن لم يكن الآمر بالتنفيذ. واستمر هذا الوضع عشر سنوات حتى الانقسام عام 1999 .
وبعد ذلك ـ وحتى الآن ـ تجنب الترابي والمؤتمر الشعبي فتح ملف التعذيب والفساد: أهم خطايا النظام. والآن مطلوب من الترابي حين ينصب نفسه زعيماً لمعارضة تطالب بالحريات والديمقراطية أن يفتح هذا الملف بعيداً عن شعار عفا الله عما سلف أو عدم نبش الماضي. فهذا تاريخ شعب وليس مجرد ماض. ولكن يقال إن الترابي يصف الشعب السوداني بأنه سريع النسيان، ومن الواضح أنه يؤمن بهذا الرأي ويعمل به.
من المتوقع أن يُمثل الترابي معارضة حقيقية لنظام ما بعد 9 يوليو. سوف يستغل جانباً شكلياً ولكنه قوي التأثير. فالنظام والحركة الشعبية يعولان كثيراً على الإعلام وعلى حسن صورتهم لدى الآخر، فهما كيانان إعلاميان يهمهما ماذا يقول الإعلام عنهما، ويمكن ملاحظة ذلك ببساطة من خلال كثرة «الطلة» الإعلامية ـ كما نقول بالسوداني.
وفي هذه الناحية، سيكون الترابي أكثر قدرة وإزعاجاً، وعليهما اللحاق به باستمرار. ولكنه يتفوق برغبة أجهزة الإعلام في لقائه كما أن لديه ما يقول من المثير والاستفزازي. وبالتأكيد سوف يدير المعركة جيداً وسوف يربك خصومه.
طرح الترابي قضيتين يمكن أن تجذبا قطاعات كبيرة. فقد نبه إلى عدم ديمقراطية الدستور، بالإضافة إلى لا إسلاميته فهو يخلو من التركيز والتأكيد على عناصر إسلامية واضحة. فالسودانيون مهتمون بقضية التحول الديمقراطي عموماً، كما يوجد من يهتم بتطبيق الشريعة الإسلامية كأولوية. وهنا سوف يخاطب أي جمهور حسب حاجته ولديه قدرة فائقة في توقع ما يريده المستمعون.
وهذا اختيار جيد وذكي لعيوب الدستور وبالتالي سيواجه نظام ما بعد 9 يوليو الهجوم باستخدام واستغلال هاتين القضيتين. فعلى الحركة الشعبية أن تدافع مستقبلاً عن ديمقراطية الدستور والحكم، وعلى شريكها المؤتمر الوطني الدفاع عن إسلامية الدستور وأنه لم يقايض بالشريعة.
ستكون هناك جبهة معارضة مؤثرة، فالترابي سيكون مكملاً للسيد الصادق المهدي بمعنى أن الأخير متردد وغير صدامي، ويمكن أن يقدم تحليلات صائبة وعميقة، ولكن لا يستطيع أن يحولها إلى فعل وحركة. ويتميز الترابي بالحركية والتنظيم والهجومية رغم أنه في الأصل أكاديمي، ولكنه أدرك مبكراً كيف يلعب سياسة في السودان؟
لذلك الفترة المقبلة لن تكون فترة وفاق وطني ولكن الصراع سيستمر بأشكال أخرى. بالإضافة إلى فشل الحوار الجنوبي ـ الجنوبي، وهذا مصدر قلق للشريك قرنق والذي هاجم الحكومة واستخباراتها بإفشال اجتماعه مع الفصائل الجنوبية المسلحة.
والأهم من ذلك أن اتفاق القاهرة جاء ناقصاً وغالباً ما يختار التجمع موقف المعارضة. وأخشى أن تخدم الظروف الترابي وتجعل منه المعارض الأنشط في الفترة المقبلة لأنه يعرف ما يريد رغم الوسائل المستخدمة.


source
http://alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147498054&bk=1

Post: #2
Title: Re: ظاهرة الترابي.. مجدداً...د. حيدر ابراهيم
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-13-2005, 10:59 AM
Parent: #1

شكرا يا دكتور أمجد

لقد أرسلت لك قبل قليل رسالة في البريد الإلكتروني ومرفق معها فايل صوتي بصوت الشاعر لقصيدة الأخ العوض مصطفى في رثاء الفقيد الأستاذ الخاتم عدلان.. والقصيدة مكتوبة أيضا..

ياسر

Post: #3
Title: Re: ظاهرة الترابي.. مجدداً...د. حيدر ابراهيم
Author: Amjad ibrahim
Date: 07-13-2005, 02:18 PM
Parent: #1

العزيز ياسر
كل الشكر وصلتني الرسالة و سمعت القصيدة
امجد