ِ(space toon) الي الجحيم

ِشريان رياضي
space toonإلي الجحيم

الرشيد علي عمر بريد إلكتروني: [email protected]



* كانت الاسر قديماً لا تزعجها الاجازات المدرسية الطويلة والتي يجد الاطفال فيها فراغاً واسعاً ينهالون في جوفه لعباً ولهواً ومشاغبة لا حدود لها.. فهي فرصة حقيقية للإبتعاد عن أجواء المدرسة والواجبات المرهقة وعصا المعلمين الغليظة وكثرة الاوامر.. يا ولد ما تتكلم، يا ولد انزل من الشباك، الليلة التسميع، بكره يوم النظافة ، وبعده يوم الفلاحة.. مشقات والتزامات وواجبات لا نهاية لها .. لذا عندما ينيخ الموسم الدراسي ركابه ينطلق الطلبة نحو بحر الهمجية اللهوية منذ ان يتجرعون كباية شاي الصباح ودافوري العصر وتجمعات السمر الليلي وحتى الهجوع الى المخادع.. فتجد الاسر يزدادون ارهاقاً في متابعتهم والاشراف على حركتهم.. فكانت (الخلوة) حينذاك هي الحل الناجع لربط الطالب بما يفيد وتقيد الى حد ما شغبه الممتد وتحصره في ساعات قلائل.. والاسر يسارعون الى ارسال اولادهم إليها ليضربوا اكثر من عصفور بحجر واحد، منها الاطمئنان على وجودهم في مكان لا يصيبهم بضرر ومنها انها تمنحهم دروساً دينية تعينهم في حياتهم وتنشئهم بالفطرة على الدروب السوية ..!
وتبدل الزمن وتغيرت العادات وفقاً للمتغير الكوني.. فالغزو الفضائي الخارجي استطاع أن يفرض نفسه ويحشرها في أدق تفاصيل التنشئة والتربية ، والعبث المادي الماجن الذي يسيطر على عقول البشرية اصبح غولاً يلتهم حتى عقول فلذات أكبادنا البريئة.. فما يعرف بقناة (space toon) الموجهة للأطفال عبارة عن إعلانات خبيثة مدسوسة لترويج سلع بعينها تجني من و رائها الشركات الأجنبية فوائد تتحدى حتى سقف الارقام الفلكية.. ولأستعرض معكم بعض الأمثلة، فقبل سنة اواثنتين كان هنالك مسلسل يسمى (سابق ولاحق) .. يحكي عن تنافس حاد في عالم سباق السيارات، والأبطال هم المسمى بهم المسلسل ... سيناريو مثير وقصص شيقة في كيفية تفوق السيارة (أكس) على السيارة (آر) ، ومضخة التسريع التي حققت للسيارة الفلانية التفوق. في السباق العلاني... وبالطبع يتابع اطفالنا بإنبهار وتشوق ما يجري أمامهم وكل منهم يحلم بإقتناء السيارة السوبر ذات الخصائص المتفردة... ولأن الغرض من البث هو الترويج للسلع تكون الإعلانات في شكل صالة عرض بأن السيارة كذا وكذا نزلت الأسواق بالأسعار الفلانية... وهنا في السودان اجبرني الاولاد فارس واخته شيراز وابن خالتهما يوسف على الذهاب الى معرض الخرطوم الدولي لشراء هذا النوع من سيارات السباق.. ولم أكن المغفل الوحيد بل وجدت غيري كثر ممن سبقوني ورفعوا الطلب على السلعة مما ارتفع بأثرها السعر...!
وكنا من المحظوظين بإقتناء السيارة التي تضاعف سعرها عما كانت عليه وتركنا غيرنا ينتظر البضاعة الجديدة التي لم تخلص من الجمارك بعد وطبعاً بالسعر الأضخم !!
انتهينا من ضجة (سابق ولاحق) اذا بمسلسل جديد وسلعة جديدة يطلقون عليها اسم (بي بليت) وهو عبارة عن لعبة (القرقور) التي لعبناها صغاراً مع تحسين يواكب التحديث..
والبطل يتفنن في جعل (القرقور) الأكثر ميقاتاً في الدوران وضرب الخصوم في معارك اشبه بمعارك الديوك.. وبالطبع نزلت الاسواق ايضاً وهجم عليها الاطفال ولم يتركوا لها اثراً .. ولا تنسوا التصنيف فالماركة ذات اللون الأبيض هي ا%

صدقت يا صباح فقد أدخلنى الأولاد مسلسل سابق ولاحق ومسلسل القراقير ومسلسلات أخرى هى من انتاج سبيس تون

جلست معهم مرات عديدة الى هذه القناة ، والحق يقال (وجدتها مش بطالة) فيهاحاجات كويسة ، نعمل شنوياصباح ، ياها دى العولمة

المشكلة يازول انو سابق ولاحق دي لو قريتها مقرونة بالواقع الساسي الراهن تلقي انها بتشبهو بصورة كبيرة

الاستاذة / صباح

SPACE
محجوز لوضع مصلقات اعلانية
هل من مانع

,,
,وليد
دة كلامك؟
مانع شنوالعندي
انت
تأمر

الأخت الفاضلة / صباح ..
ذات يوم قالت لي مروة ـ زوجتي ـ ( عارف أنا ما بقيت أكره حاجة في الدنيا دي غير { سنعود } و{ عدنا } .. و علمت أن هاتين المفردتين لازمتين من إختراع ( سبيس توون ) تلك القناة التي أخذت منا أطفالنا إلى عوالم غريبة جداً ..
حينما دخل التلفزيون في مدينتنا الأبيض كنا و معظم الأطفال في حلتنا نتجمع في منزل أسرة الأخ / د. ياسر الشريف لمشاهدة برنامج الأطفال نتعلم من ( عزوز ) الصاح و نتجنب الغلط و ننصت بإهتمام للمربي الفاضل / عوض حاج حامد .. و نضحك مع المرحوم ( جحا ) و ( بريقع ) و السنينة .. و نتعلم بعض الشيطنة من تعلوب المكار يحفنا في ذلك إهتمام أبوي من ماما آمال و من ثم أمينة و الجد شعبان .. كانت برامج الأطفال تقويمية و تربوية و لعل أن كثير من القيم الفاضلة تعلمناها عبر هذا البرنامج الذي كان مداه الزمني ساعة واحدة أو أقل كل أسبوع لكن فائدتها تظل لأسابيع..
مع إصرار يارا إبنتنا على أن تكون ( سبيس توون ) هي برنامج ترفيهنا اليومي أصبحت خبيراً في التمييز بين ( تنكي ونكي ) و ( لالا ) و ( بو ) و ( ديبسي ) و ( كونان ) و ( فلة ) و أبطال الديجتال و مش عارف أيه كما أكتسبت مهارة كبيرة في إصلاح البي بليت إلى جانب كوني مطرباً ( يا طيبة يا دوا العيانا ) و قد تمكنت أخيراً من الإنعتاق من سبيس توون و أخواتها و ذلك بعد أن أضحى ليارا تلفزيون و ريسيفر خاص تشاهد فيه ما يحلو لها من برامج غير أن المشكلة لم تحل مع هذه القناة التي تبث أكثر من أربعة و عشرين ساعة في اليوم ..
يبدو أننا لم نستعد جيداً لهذا الغزو الفضائي الجامح فمع إستمرار حدة المنافسة بين القنوات الفضائية المخصصة للأطفال فإن قناتينا السودانية و النيل الأزرق لا تخصصان للأطفال في برامجهما غير دقائق معدودة و هي في معظمها مواد إعلامية أما قديمة مستوردة أو محلية غارقة في السذاجة التي و إن علمتنا يوماً ما إلا أنها لا تتناسب مع عقلية أطفال عصر الديجيتال .. فهل من حلول ؟؟

Quote: ,وليد دة كلامك؟ مانع شنوالعندي انت تأمر

الاستاذة / صباح احمد

اخجلتم تواضعنا

Quote: الذهاب الى معرض الخرطوم الدولي لشراء هذا النوع من سيارات السباق..

وانا يا صباح بفتش لي ( لبسة ) بتاعت (النمر المقنع ) من الاجازة الفاتت لحدي الآن ما لقيته
وإذا ما لقيته يبقي لازم اقضي اجازتي في جزر هاواي

الاخـت العزيزة / صـباح أحمـد

قــناة شـــبـاب المســتقـبل