رسالة إلى قيادتنا الجديدة الموقرة

سيادة الرئيس
سيدة النائب الأول
سيادة النائب

تحية طيبة و بعد

في البدء نهنئكم و أنفسنا و كافة أفراد الشعب السوداني على هذا السلام الذي تحقق.
نسأل الله أن يوفقكم جميعاً لتصلوا بهذا الشعب العملاق إلى بر الأمان و كلنا ثقة في أن القسم الذي أقسمتموه هو نابع من منطلق صادق و مخلص و حادب على مصلحة البلاد و شعوبه.


لقد خاضت الحركة مع الحكومة حرباً ضروساً رافعة مباديء تؤمن بها إيماناً صادقاً ..
و بادلتها الحكومة الحرب إنطلاقاً من ثوابت تراها تصب في قناعاتها المطلقة ..
و هو ما يحدث في دارفور ..
و ما يحدث في الشرق ..

و بين إيمان حاملي السلاح و بين قناعات الحكومة سقط الآلاف من أبناء هذا الوطن هنا و هناك في ساحات الحرب من أجل أهداف يؤمنون بها ..
آلاف الشباب أروتْ دماءهم الطاهرة تربة هذا البلد ..
ماتوا شهداء و بكرامة و بشجاعة الفرسان ..
كانوا يتمنون أن يروا السودان شامخا ترفرف أعلام الحرية و المساواة و العدل على كل شبر من هذه الأرض الطيبة.

أقل ما يمكن عمله لهؤلاء الشهداء وفاءاً لهم و عرفاناً لمهر الدم الذي بذلوه بسخاء هو :

1. إقامة نُصُب تذكارية في كل مدن السودان تمثل هؤلاء الشهداء.
2. إقامة وزارة كاملة متكاملة تُعْنَى بشئون أسر الشهداء من تعليم و صحة و سكن.
3. كتابة تاريخ الحرب بكل أمانة و تجرد .. كل ما جاء فيها من بطولات و من تجاوزات .. تماما كما فعل جنرالات الحرب الأهلية الأمريكية عندما تناولوا الحرب الأهلية الأمريكية و حروبهم مع الهنود الحمر .. و هذا من شأنه أن يُحْدِث تنفيساً كبيراً عن المترسب في النفوس و ينقيها من شوائب المرارات.
4. تدريس هذه الحقبة و تضمينها مناهج التعليم كأسوأ حقبة مر عليها السودان و إبراز مسالبها و سلبياتها و آثارها حتى تكون عظة و عبرة.
5. إدراج مفاهيم السلام و ثقافة السلام في كل مناهج التعليم و في كل مناحي الحياة.
6. عمل جائزة كبرى في مجال ثقافة السلام و العمل الطوعي في التخفيف عن آثار الحرب و الإعتناء بأسر الشهداء .

وفقكم الله و سدد خطاكم
عاش السودان حراً أبياً.
اللهم أجعل هذا البد آمنا .. رخاءاً .. مطمئناً

مع تقديرنا

شكرا يا عزيزي جلال على هذه الرسالة الصادقة..


ولو كان لي أن أقول شيئا أرجوه هو أن تكون هناك إعادة اعتبار للاستاذ محمود محمد طه الذي أخرج منشورا طالب فيه السلطة الحاكمة يومئذ وحاملي السلاح باللجوء للحل السلمي في نفس الوقت الذي طالب فيه بإلغاء قوانين سبتمبر..

إعادة الاعتبار نفسها فيها اعتراف بفشل المشروع الذي سارت فيه الإنقاذ، ولكنهم يخجلون من قول هذا، مع أنه يجيء هناك وهناك بين الكلمات والسطور في تصريحاتهم.. الشاهد أن الدستور الانتقالي هو عبارة عن رجوع إلى العقل بعد الجنون.. فالجنون كان هو الإصرار على "المشروع الحضاري" المزعوم..

ولك التحايا

ياسر

نضمك ما بيتزاد يا ابو جهينة

نعل الله الحرب

وثقافة الموت