قرنق في الخرطوم! الآن.. إلى المرحلة الأصعب؟؟؟

قرنق في الخرطوم! الآن.. إلى المرحلة الأصعب؟؟؟


07-09-2005, 12:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1120909134&rn=1


Post: #1
Title: قرنق في الخرطوم! الآن.. إلى المرحلة الأصعب؟؟؟
Author: عارف الصاوي
Date: 07-09-2005, 12:38 PM
Parent: #0

تقدم بضع تجار شماليين في مدينة الرنك نحو بوابة بنك ايفوري،، ووضعوا ودائع مالية بمبالغ زهيدة، في اتجاه لفتح معاملات مالية مع البنك، وذلك ظنا منهم ان الحركة الشعبية ستجعل من البنك واجهة مصرفية ضخمة لتمويل الاستثمار من الجنوب، ولا شك انه في ذلك تقدير استثماري ذكي، لكن في ذات الوقت يتوقعون ان يبسط الدكتور قرنق لهم كثيراًمن التسهيلات التجارية، وعلى هذا النحو تمتد مسيرة التطلع الى وصول قرنق اليوم الجمعة على متن طائرة خاصة من رومبيك الى الخرطوم بعد غياب دام 22 عاما.
وكانت حواء عيسى 51 عاما التي تبيع الشاي والقهوة تجلس امام طاولة وضعت عليها بعض الاكواب الفارغة من الحجم الصغير، وبضع اواني صغيره قد اشتكت امام زبائنها من مطاردة الشرطة لها، واستمرت لدقائق عن مأساة التنقل المستمر من شارع المهداوي بامدرمان الحارات لتكسب دخلا يوفر لها الاحتياجات الاساسية لكنها فجأة تتوقف وتقول الله يجيب قرنق بالسلامة، وتنوي حواء ان تذهب اليوم الى مطار الخرطوم لاستقبال قرنق وشاركها في هذه الآمال الزبائن بالطبع، كل يتصور ان يفعل قرنق أى شئ.
وعلى كل حال سيصل اليوم قرنق الى الخرطوم واصلا اليها من مدينة رومبيك وسيكون ا لملايين الذين علموا بوصوله على امتداد شارع المطار وسينتظر الناس ساعات، ريثما يفرغ من محادثاته مع الرئيس وامين عام المؤتمر الوطني، ومن ثم سيتدافعون ليسمعوا قرنق وجها لوجه، ربما لاول مرة وعلى قرنق ان يقول شيئا يشعرهم بأن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق تطلعاتهم ببساطة هناك سؤال مهم، كيف سيفعل قرنق ذلك.
الاجابة تقتضي صبراو وتقتضي ايضا وضوحاً..لذلك لنقل ان زعيم الحركة الشعبية الذي كان يعرف (بالغوريلا) كزعيم حرب عصابات قد نجح في التحول الى زعيم تاريخي ليس في الامر شك، لكن لا تتفاجأوا ان يكون الزعيم لم يضع خطه ليعالج كل شئ وكنت قد لمست رهبه لديه عندما تحدث مرة بتركيز انه لن يفعل اكثر من رمي حجر في بركة ساكنة.
وحتى لو كان قرنق يعني ابعاد الناس من الاحلام الرومانسية فان الحاجات العاجلة لاتتحمل الفلسفه والمنطق، انها موجه فوق العقل وكفى وتلك هي اولى اشكاليات قرنق مع الناس.
ولكونه قادماً من الغابه بجيش مرهق من الحرب، ومرهق من كونها حرب طوعيه، ومقبل على تحديات ترتيب الصف الجنوبي، الذي ينذر باجواء ربما تكون عاصفه، قد لا يقدر الثواني العاجلة لتلبية الحاجات والنظر فيها في خطة عاجلة. ولنضع في الاعتبار ان قرنق قادم الى القصر، كجزء من مؤسسة الرئاسة. وفي اطار جدول اعمال يمتد الى ست سنوات وبصراحة اكثر قد لا تكون فيه الحاجات العاجلة مطلقا.
وببساطة اكثر اقرأوا النص الدستوري في الفصل الثاني المادة 51 التي تتحدث عن مؤسسة الرئاسة تتكون مؤسسة الرئاسة من رئيس الجمهورية ونائبه وتتخذ القرارات داخل مؤسسة الرئاسة بروح الشراكة والزمالة بهدف الحفاظ على استقرار البلاد وتنفيذ اتفاقية السلام. وذلك كما جاء في اتفاقية تقاسم السلطة 2 - 3 - 2 و2 - 3 -4.
وعلى ضوء هذا الاعتبار الدستوري يعتقد الدكتور الترابي، ان الدستور راعي للمصالح الحاكمة للاتفاقية نفسها، وهي التي ستحكم مسألة روح الزمالة والشراكة والحفاظ على اتفاقية السلام. قد تكون وجهة النظر هذه منطقية، وهي قد تكون صعبة الاستيعاب لدى البسطاء الذين يتدافعون نحو الساحة الخضراء اليوم لاستقبال قرنق بصفاته الكثيرة المجتمعه ومنها ماهو مرتبط بطريقة التفكير الشعبية لدى معظم ثقافات السودان والمنتظر اوالغائب.
وعندما كان قرنق يحدث الصحافيين في رومبيك فبراير الماضي. كان يبدو مهتما بنزوع المجتمع نحو التغيير القادم. وقد وصف ذلك بما تنامى الى سمعه من تغيرات في المجتمع بزهو، وعندما جاء الى التحدث بجدية عن نظرة الناس اليه كمنقذ انتبه وقال لن نفعل اكثر من قذف حجر في بركه ساكنه وعلينا ان نتعاون جميعا في بلوغ ذلك.
الآن فعليا سيصل قرنق برفقة نائبيه الى مطار الخرطوم تصحبه زوجته الصارمه والقائدة ربيكا دي مابيور، وسيرى الصوره من قرب وحتما ستسعده الحشود. لكن في المقام الاول لن يكون امامه خيار للنظر في وجههم لبعض الوقت قبل ان يتوجه الى مسكنه وتحيطه الحراسة المشددة.
لأن بعد امسية واحدة يقضيها في الخرطوم سيؤدى اليمين الدستوري بالصيغة المتفق عليها بولائه لجمهورية السودان وان يؤدى واجباته بجد وامانه وبطريقة شوريه تقتضيها الاتفاقية، وان يلتزم بالدستور، وتوطيد دعائم النظام الديمقراطي اللا مركزي وان يحافظ على كرامة الشعب وعزته.
وقبل ان تسري الحكومة الجديدة التي ستأتي بعد شهر ستعمل مؤسسة الرئاسة لمدة شهر مع (الحكومة بالوكالة) ثم بعد شهرين على الاقل ستوضع القوانين المنظمة للحياة والدستور، وممارسة كل شئ،
عليه فان التطلعات المتوجهة، عليها ان تنتظر لبعض الوقت، ذلك لانكم تتذكرون اللقاء المباشر الذي نقله التلفزيون مع قرنق وطه في اعقاب ايداع الدستور لبرلماني الحركة والحكومة فعندما سئل قرنق عن التحول الديمقراطي قال سيأتي تدريجيا، وضرب مثلا بانه كان في الغابه (غوريلا) والآن هو في رومبيك يتحدث عبر الفضائيه وغدا اليوم سيأتي الى الخرطوم ويخرج من المطارمتجها الى الرئيس البشير في دار المؤتمر الوطني ثم الى الساحة الخضراء ليخاطب المتدافعين اليه كل يغني على ليلاه.
وقبل ان يصعد قرنق الى المنصه للتحدث امام الآلاف ربما يتذكر سرا مقولة المفكر العسكري الروسي كارل فون كلاوس - الحرب عنف له هدف، وهي مقولة قيلت قبل اكثر من 170 عاما يسترجعها قرنق في شريط ذكريات يمتد الى 22 عام.
ولكن عندما سيتحدث قرنق بصوت عالي يتخوف البعض من استخدام لغة لايفهمونها مزيج عربي جوبا واللغة الانجليزية ولكن الدكتور مرتضى الغالي الكاتب الصحفي يقول ان مزيج قرنق اصبح محبباً لدى الناس، انه اسلوب الاجتهاد فيه واضح للتقرب من الناس، ويفسر عثمان ميرغني نجاح خطاب قرنق بهذا المزيج لتدربه عليه طوال الوقت الماضي.
واتوقع بدوري ان يتحدث قرنق لوقت طويل فقدرة جاذبية الخطاب وملامسته لمايريد الناس ان يستمعوا اليه ستجعل الساحة الخضراء ممتلئة الى نهاية الخطاب.
ويبقى السؤال قائما، ما مقدار الوقت الذي سينتظره الناس حتى تفرغ مؤسسة الرئاسة ومن بعد الحكومة الجديدة في وضع برامج النهضة التي يتوقعها الناس. الاجابات عن هذا السؤال متعددة. لكن الصحيح ان هناك من سينتظر حتى النهاية خذوا في اعتباركم قدرا من المثقفين الذين يسميهم الدكتور عبدالله علي ابراهيم لا يثنون علي احد يقولون ان قرنق لم يقدم لهم مشروعا يقنعهم بشئ وهؤلاء المهووسون بالمشروعات لايتفاءلون مطلقا بشئ.
وعموما سيسأل الناس ولو بنظراتهم قرنق، عن مشروعات تحسين الدخول، ووقف جبايات الضرائب والرسوم. وسيسأل المنتجون الى متى ينتجون بهامش ارباح تذهب الى اصحاب التجارة الذين يملكون المال وادوات التسويق. وقطعا سيسألون عن حرياتهم دون قيد صارخ من القانون..
يقول ناشر صحفي، يكافح في قيد اصدار صحيفه هل سيؤثر وصول قرنق على انفراج في صناعة الصحافة الحرة مثلا، وبذات القدر يتوقع الصحفي النور احمد النور سكرتيراتحاد الصحفيين السابق قدرا ضئيلا من الانفراج في حرية الصحافة مثلا رفع الرقابة. وتتجمع الآن مجموعة من مزارعي مشروع الجزيرة في الخرطوم ربما للظهور في الصفوف الامامية للافتة تنادي بحقوق المزارعين وانصافهم في الحقوق، وقد تحدثت مع احدهم راعي عدم ذكر اسمه عما يريدونه من قرنق فقال انه سمع انهم مع ايلولة المشروع الى المزارعين، عفوا هو قال ان قرنق سيعيد اليهم حقوقهم.
وقد عبّر الفنان القلع عبدالحفيظ عن سر مكتوم عندما قال لي نريد حريتنا، ورفع الحظر للغناء حتى قبل منتصف الليل.
نعم هذا كثير للغاية، لكن على قرنق ان يتفحص اللافتات المرفوعة بعناية، وان يقدر صعوبة ا لمرحلة القادمة.

Post: #2
Title: Re: قرنق في الخرطوم! الآن.. إلى المرحلة الأصعب؟؟؟
Author: د. بشار صقر
Date: 07-09-2005, 03:07 PM



العزيز
الصاوي
سلامات

ده تحليل عميق جداً
المرحلة المقبلة مرحلة معقدة فعلا
بلامس حينما توشحت جيد الساحة الخضراء بملايين الاحزمة السوداء وغير السوداء
كانوا يصرخون
نحن مع السودان الجديد
نحن هاربون من جحيم السودان القديم
ولكن حقا المرحلة المقبلة معقدة
فقط انظر الي الغرب
ثم تلفت شرقا
ستعرف ان الوضع معقد
ولكن ما يعجبني في د. قرنق خطابه العقلاني
الرجل يمتلك خطاب يختلف تماما عن خطابات القوي السودانية الاخري
خطاب واعي وحذر ومستوعب لتعقيدات المسالة السودانية علي ما يبدو لي

امس كانت لحظة تاريخية فعلا ومنعطفا جديدا تماما في
مسيرة السودان ومن اكبر دلالات ذلك حشد رؤساء الافارقة الذين حضروا
التنصيب والذين كانوا في الماضي شبه مقاطعون وهذا يعني
ان السودان مقبل ايضا علي مرحلة انفتاح جديد افريقيا



علي عموم شكرا لك علي هذه القراءة العميقة