تهيـيـج الطـلاب وتخـويــف الأحـزاب

تهيـيـج الطـلاب وتخـويــف الأحـزاب


07-07-2005, 09:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1120726394&rn=0


Post: #1
Title: تهيـيـج الطـلاب وتخـويــف الأحـزاب
Author: أحمد الشايقي
Date: 07-07-2005, 09:53 AM

تشير عدة مؤشرات إلى أن النظام الحاكم في الخرطـوم لا ينحو نحو التغيير الديمقراطي الحقيقي ولا يسير في اتجاه الديمقراطية الا بافتراض التعامل مع الأمر الواقع الذي تفرضه التغييرات الدولية

ومن بين أهم المؤشرات على ذلك سلوك النظام الذي ظل يحتكر السلطة والفعل السياسي لعقد ونصف من الزمان بالسودان مع التحركات السياسية السلمية للقوى الأخرى المعارضة ولجماهير الشعب السوداني

فلقد ظل النظام بزعامة حسن الترابي وبعد المفاصلة معه وحبسه وابعاده, هـوالنظام بعقيدته المناوئة للحراك السياسي وظلت التهديدات الأولى التي اطلقها النظام في معادات الحركة السياسية وتحريم حقوقها في التظاهر والمسيرات السلمية.

وأرفق النظام القول بالعمل فبدأ من قمع مظاهرات جامعة الخرطوم بتنشين السلاح لصدور الطلاب داخل الحرم الجامعي حتى جلد مسيرة الناشطات النساء في شوارع الخرطوم وانتهاء بضرب مظاهرات أبناء بورتسودان بالسلاح الناري قبل اقل من شهرين مضين.

يتهدد النظام خوف دفين من استشراء الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني ويعلم النظام علم اليقين بأن الجماهير السودانية في مجموعها لا تؤيـده وهـذا هو سبب القسوة المتناهية والاستهداف لأروح المدنيين الذي لازمـه طوال تاريخـه.

أنتجت في المقابل هـذه السياسـة, مفاهيم الإنتفاضة المحمية بالسلاح يقينا من المعارضـة بأن النظام لا يتوانى في رمي المظاهرات السلمية بالرصاص الحي وتبلورت في أدبيات حزب الأمـة بمفاهيم الجهاد المدني

لكن أحداث بورتسودان الأخيرة والتي انتجها النظام بعد التوقيع على اتفاقية السلام وأحداث سوبا الأخيرة التي رافقت موعد قدوم وفد الحركة الشعبية للتفاوض على الدستور كلها مؤشرات على استمرار عقيدة العنف ولزوم السلطة جانب البندقية.

انتهت الفترة الديمقراطية الثالثة على زخـات من الرصـاص تصيب بيت زعيم التجمع الوطني الديمقراطي, محمد عثمان الميرغني , وكانت حادثة غريبة لم يتسنى البحث فيها لتتابع الأحداث وتسارعها من توقيع اتفاقية سلام الميرغني قرنق ومن ثم وقوع كارثة الانقلاب

لكن المراقب يدرك ببحث بسيط أن مراكز تفريخ الهوس المتمثل في طلاب الاتجاهات الترابية, أيا كانت مسمياتهـا لا تتوانى في إنزال آخر موديلات المهووسين إلى الشارع السياسي وتطلق أيديهم فيما تقوم السلطة بحمايتهم وتسهيل مهامهم بل ومكافأتهم عليها

والناظر لسلك حكومة الانقاذ يجد أعلى المناصب الدستورية تؤول على الدوام للكوادر المعروفة بابتدار العنف الطلابي أثناء الدراسة الجامعية ومنهم من ترتبط آلات العنف العنف الطلابي من أسياخ وهراوات باسمه الشخصي حتى بعد عضويته بمجلس الوزراء

يظل العنف سياسة دفينة ومقررة في أوساط التنظيمات الترابية إذ انه مفيد جدا في تربية الكوادر على الطاعة والنفخ في أذهان البسطاء بأجواء القرن الأول بأدبيات الجهاد ومفيد أيضا في تخويف تنظيمات الطلاب الأخرى وابتزاز أصوات الطلاب في الجامعات بترهيبهم من سطوة هذه التنظيمات وقدرتهاعلى تعطيل الدراسة وتأديب المخالفين فتقل القدرة على الإنتماء للتنظيمات الوطنية خوفا من الاستهداف الذي ظل هـذه التنظيمات تمارسـه ضد حرية التفكير والانتماء

لكن استمرار هـذا النهـج لا ينذر بالخير الكثير في معرض التحول الديمقراطي وينبغي ان يجري التذكير بضرورة مناقشة الأمر ومواجهتـه إن قدر للسودان أن يسلك طريق الديمقراطية واعتبار المواطنة أساس الحقوق والواجبات.

قام طلاب الانقاذ في يناير الماضي بتحطيم دار الحزب الاتحادي الديمقراطي في الخرطوم إثر خروجهم من جامعة السودان في إطار انتخابات اتحاد طلاب جامعة السودان وكان هجوما غير مبرر وتعرف السلطة وجهة الطلاب ولم يتدخل الأمن لحسم التخريب الفادح الذي ألحقوه بالدار ومقتنياتها , وظل البلاغ مفتوحا ضـد مجهول كالعادة.

وتنهـض حادثة تخريب وحريق الجامعة الأهلية دليلا أخـر على الفوضى والجرأة المتناهية التي تدل على رضــا السلطة عــن المخربين وعـدم رغبتها في حسمهم وهي السلطة التي تفلح في التعرف على أي تجمع في وقت قياسي ولا تتوانى في تفريقه بالحديد والنار

هــذه هي النــذر ولات ســاعــة منــدم