ونـاداني إشتياقي

ونـاداني إشتياقي


07-06-2005, 01:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1120654343&rn=0


Post: #1
Title: ونـاداني إشتياقي
Author: Abulbasha
Date: 07-06-2005, 01:52 PM

كان هادئاً في كل شيء .. حين يغني لاتسمع له ضجيجاً .. بل كثافة تطريب عالية .. حين يتحدث فهو كهمس المهذبين ..وهو كموسيقار فإن قاعات الطلاب بكلية الموسيقي تشهد له بالتمكن الموسيقي ممزوجاً بالثقافة الفنية العالية .
إذن هوالراحل المقيم الفنان العاقب محمد حسن .. ذلك المطرب العجيب ذو الإحساس الفني العالي .. تمر الآن ونحن في بداية يوليو ذكري رحيله السابعة ) أول يوليو 1998م) فتظل هذه الذكري تعيد لنا حلو المفردة الشعرية والغناء الجاد المسؤول، سواءً كتبه له ذلك الشاعر المتعدد الآفاق السر أحمد قدور المقيم بالمعادي ضاحية قاهرة المعز منذ بداية سبعين القرن الماضي وحتي اللحظة ، أم التي صاغها صديقهما الراحل الأكثر ألقاً إسماعيل خورشيد .. نوارة ام درمان .. وريحانة أهل الدراما الضاحكة دوماً .. أم كتبها الأمير عبدالله الفيصل الذي تغني له العاقب بقصيدة ( نجوي ).
فزمان العاقب هو زمان الجدية في الفن .. وهو زمان العذوبة في موسيقي الألحان التي تتسلل إلي داخل الوجدان وتسكن فيه سكوناً مستداماً ، فيحدث التشكيل الرقيق الرهيف الذي يصنع لنا عظمة هذا الشعب الأسمر وحبه للحياة بطريقة مفرطة ، وهي سمة تظل راسخة في مفاصل الحياة الاجتماعية لشعبنا ، ومهما حاول البعض إلغاء تراث وأدبيات حب هذا الشعب لفن الغناء وإنجذابه نحو الفرحة المتجددة في مناسباته العديدة .. صغيرة كانت أم كبيرة ، وذلك عن طريق تحديد كيفية إقامة مناسبات الفرح ، أو كيفية تفاعله مع ألوان الطرب السوداني الراسخ ، بمحاولات تغيير المسار إلي كبت روح الإبتهاج الساكنة في وجدانه ، فإن حب أهل السودان للطرب الأصيل لايمكن محاصرته أو تبديله ، مما يؤكد علي حب إنسان السودان للحياة بإنضباط عالي المقام وواعي الخطي .
ولنا أن نعيش مع تلك الخالدة التي سكب فيها العاقب كامل إحساسه حين إنتقل بنا إلي الكلمة الراقية التي تبتسم لنا ونبتسم لها ونطرب لها بمثل طربنا للحنها ولهدوء موسيقاها ياحبيبي ..
ظمأت روحي وحنـّت للتلاقي
وهفا قلبي .. إلي الماضي
وناداني إشتياقي
أنا ظمآنُ ُ أُلاقي
من حنيني .. ما أُلاقي
نعم .. أتي بها العاقب من قاهرة المعز حين كان يتعلم الموسيقي هناك بالمعهد العالي للموسيقي العربية - الكونسيرت فتوار - حيث إمتدت علاقاته إلي أهل الشعر والأدب .. فكتبها الشاعر المصري القدير جداً) مصطفي عبدالرحمن ( والذي تغني له فيما بعد الثنائي الوطني ( أحمد حميدة ويوسف السماني) بتلك الأنشودة الخالدة أيضا والتي لازال شعب السودان يرددها مع هذا الثنائي حين تذاع أو تبث عبر الأجهزة ( أمتي ياأمة الأمجاد والماضي والعريق .. يانشيداً في دمي يحيا ويجري في عروقي ) .
فقد حكي لنا ذات مرة صديقنا الشاعر السر قدور بأنه وفي نهاية خمسينيات القرن الماضي حين كان شاعرنا يسكن في حي البوستة بأم درمان ويسكن العاقب ايضا في ذات الحي ، أن كتب شاعرنا أغنية ذات جرس غريب ومفردة كانت جديدة وقتذاك ، فعرضها للفنانة عائشة الفلاتية للتغني بها ، فرفضتها وسخرت من مفرداتها ، ثم عرضها علي غير فنان وملحن .. فلم يستطعوا فهم معانيها، بمافي ذلك صديقه الملحن الراحل عوض جبريل ، ثم أتي بها للعاقب وهو في حالة يأس من زوغان الفنانين منها ، فكان العاقب لها .. بل اعجب بها أيما إعجاب وكان يحس بجمال مضامين مفرداتها الجديدة وقتذاك ، فأنجز لها لحناً أعجب كل الوسط الفني .. بل أعجب كل محبي الفن الهاديء ، مما أثار حنق وندم الفلاتية وغيرتها الفنية حين سمعتها من العاقب عبر المذياع وقد أصبحت الأغنية حديث المجتمع الفني ، وحين قابلت الفلاتية شاعرنا السر قدور بردهات الإذاعة بأم درمان قالت له بكل غضب : داهية تخمك وتخم عوض جبريل معاك .... :
ياحبيبي ...
نحن إتلاقينا مرة
في خيالي وفي شعوري ألف مرة
فمن منا لم يردد مع العاقب تلك الأغنية التي لازالت تحافظ علي ذات ألقها ، ومن منا لا يحس بمدي كمية التطريب العالية القادمة من خيال العاقب الخصيب والذ كان يمثل قمة من قمم الفن السوداني الجميل علي إمتداد مسيرة الأغنية السودانية الحديثة ، ونحن إذ نتحدث اليوم في ذكري رحيله السابعة فإننا نظل نطرب ونعجب بروائعه الخالدات : غني ياقمري .. إتدللي .. هذه الصخرة ..نجوي ، ونزداد طربا حين يترنم العاقب كثيرا برائعة أحمد المصطفي عميد الفن السوداني : وين ياناس .. حبيب الروح .. وين ياناس أنا قلبي مجروح .
كما نظل نذكر كيف كانت الراحلة المقيمة المبدعة الأديبة ( ليلي المغربي ) لا تمل الحديث عن روائع العاقب محمد حسن ، للدرجة التي طلبت منه أن تقدم كلمة جميلة جدا في بداية ألبومه الغنائي الخالد والذي كان يحمل عنوان ( هذه الصخرة)) تلك الأغنية المشهورة بياحبيبي ظمأت روحي وحنت للتلاقي .
رحم الله الفنان الإنسان العاقب محمد حسن .. ورحم الله ليلي ،،،،،،

**** نقلاً عن صحيفة الخرطوم

Post: #2
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: garjah
Date: 07-07-2005, 00:32 AM
Parent: #1



وهكذا يمطر ابو الباشا حتى من بين الاسمنت والحديد يمطرنا طربا وحسنا

فمرحبا بعودتك ...ولا تحرمنا من جمال جياتك

Post: #3
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: nashaat elemam
Date: 07-07-2005, 01:49 AM
Parent: #1

شكرا ابو الباشا على هذا الدفق الابداعي الجميل.. والأستاذ العاقب محمد الحسن رحمه الله
كان احساساً متقداً رقيق الحواشي يسعى بيننا بالحب والجمال

Post: #4
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: tmbis
Date: 07-07-2005, 04:48 AM
Parent: #3

شكرا استاذنا ابو الباشا..
وسيظل صوت الراحل العاقب محمد الحسن فينا..


Post: #5
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: نادر
Date: 07-07-2005, 06:15 AM
Parent: #1

شكراً مبدعنا أبو الباشا ونرجو مواصلة هذه الحلقات التوثيقية الهامة متعك الله بالصحة والعافية











تمبس
اللينك وحيات الحبايب

Post: #6
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: Abulbasha
Date: 07-08-2005, 10:34 AM
Parent: #5

شكرا ليك صديقي قرجه ولك المودة حبيبنا نشأت الإمام برسم كلماتك النديات .. ويا لورعة إختيارك علي الويب يا تمبس يارائع .. فقد عشت أعظم اللحظات مع الهديفون وأنت تختار لنا تلك الرائعة من إرشيفك الضخم : ياحبيبي ظمأت روحي وحنت للتلاقي .. وهفا قلبي إلي الماضي وناداني إشتياقي
وسلام كتير لك يانادر
وبهذه المناسبة وصل قبل يومين فقط إلي الخرطوم شاعرنا وصديقنا السر قدور قادما من القاهرة تصحبة إثنتين من كريماته الثلاثه .. وهما لأول مرة يزرن السودان لحضور زواج إبن عهما ( وائل عمر قدور ) .. والسر متزوج من أرض الكنانة منذ سبعينات القرن الماضي .. له الصحة والعافية
وهنا أذكر تماماً أن أول حضور للسر قدور للخرطوم بعد غياب طال 21 عاماً كان عام 2001م مرافقا لعودة السيد الصادق المهدي بطائرته ، فقام السر قدور بزيارة أسر أصدقائه الراحلين : إسماعيل خورشيد - العاقب محمد حسن .. عثمان حميدة تور الجر..حسن عطية .. أبوداؤد .. عائشة الفلاتية .. عبدالوهاب الجعفري .. لهم الرحمة جميعا

Post: #7
Title: Re: ونـاداني إشتياقي
Author: Elnasri Amin
Date: 07-08-2005, 12:51 PM
Parent: #1

استاذى الجليل صلاح الباشا

شكرا ليك...

الراحل العاقب محمدحسن علامه مضيئه فى عالم
الموسيقى السودانيه....