خافوا الله في وطنكم ، اغلقوا نوافذ الخلاف

خافوا الله في وطنكم ، اغلقوا نوافذ الخلاف


07-05-2005, 02:21 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1120526517&rn=0


Post: #1
Title: خافوا الله في وطنكم ، اغلقوا نوافذ الخلاف
Author: ودقاسم
Date: 07-05-2005, 02:21 AM

إذا اتفقنا أن قضيتي دارفور والشرق معترف بخصوصيتهما ، وأنهما في طريقهما للحل لا محالة ، فإن الخلافات الجنوبية الجنوبية ، والخلافات الشمالية الشمالية ، هي المهدد الحالي لسلام السودان ... ويمكن للمتابعين أن يقيسوا مدى تهديد الخلافات الجنوبية الجنوبية لسلام الجنوب ، ومدى إمكانية إندلاع تمرد جديد أساسه فكرة تهميش الجنوبي للجنوبي . فاجتماعات نيروبي لمعالجة الشأن الجنوبي لم تخرج بنتائج مهمة حتى الآن ، وقرنق يستعد للرحيل إلى الخرطوم لينشغل بمهام نائب الرئيس ، ورئيس حكومة الجنوب ، وقيادة جيش الحركة . كما أن اجتماعات التجمع بأسمرا لم تخرج بأي شئ مقنع لأي من الأطراف الأعضاء بالتجمع ، ناهيك عن أولئك الذين يعملون خارج مظلة التجمع والذين كونوا جسما آخر موزايا أو غير مواز للتجمع ... وكل الأمور على الجانبين ، الجنوب والشمال ، تنتظر ، دون أن يعلم أحد ما هو الشئ المنتظر ...
ما أقوله هنا ليس أمرا عصيا على المحللين السياسيين ، بل العكس تماما ، فهو أمر يعيه أبسط مواطني السودان ، والحكومة والحركة والتجمع والكيانات الآخرى كلها تعي تماما أنها تضع مستقبل السودان فوق برميل بارود ... فليس من السهل إبدال ضيم بضيم من نوع جديد ، وليس من السهل إبدال تهميش بتهميش من نوع جديد ، وليس من السهل استمرار التحدث بإسم الكل من جانب من لا يمثل إلا نفسه ...
وليس من الصعب أن يفهم الناس – كل الناس – أن الحركة لا تمثل الجنوب ، وأن الحكومة لا تمثل الشمال . وليس من الصعب أن يفهم الناس – كل الناس – أنه من المستحيل أن تسير الأمور هكذا بهذه العقلية الراغبة في استمرار اعوجاج موازين العدالة ... نعم هناك اتفاقية سلام ، وهناك وضع مؤقت ، لكن لابد من حصر الضرر الواقع على الآخرين في حده الأدنى ، إن أردنا للسودان أن يتقدم بخطى ثابتة نحو السلام ... فالسلام لا يعني الاكتفاء بتوقيع الاتفاقية ، والسلام لا يعني فقط الالتزام بتنفيذ الاتفاقية ، لأن هناك الكثير من الأمور ، والكثير من المواطنين ، تجاوزتهم الاتفاقية ،،، وكثير من هؤلاء لا يستطيعون تجميد مطالبهم وحقوقهم إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية ...
أمامنا أمر واحد ، هام للغاية ، وهو أن نتجه بتفكيرنا إلى أن السودان بلد واحد ومن الأفضل لنا جميعا أن يظل وطنا واحدا ، وكون السودان وطنا فهذا يفترض حقوقا متساوية لكل مواطنيه ، وأبسط هذه الحقوق أن يختار المواطن من يمثله لا أن يفرض عليه باتفاقية أو خلافه . وكون الوطن موحدا ، فهذا يعني أننا لابد أن نراعي التوازن بين مطالبنا وضرورة وحدة الوطن ، وأن نكون مستعدين لتقديم التضحيات والتنازلات ، لكن ليس معنى هذا أن يظل البعض محتفظا بامتيازات منحتها له سلطة ، أو اتفاقية ، على حساب الآخرين .... فالسلطة أتت بتغييب الآخرين ، والاتفاقية أتت ثنائية بين هذه السلطة والحركة بتركيز كبير على المطالب الجنوبية ... فقسمة السلطة التي حددتها اتفاقيات السلام 52 ، 28 ، 14 ، 6 ، لا يمكن أن تكون قسمة عادلة ، لكن الجميع يعلمون أنها مؤقتة ، لكنهم أيضا يعرفون أنها ينبني عليها الكثير من النتائج المستقبلية ، وعلى أصحاب النصيب الأكبر أن يتنازلوا ( طوعا ) عن بعض نصيبهم على الأقل للأطراف الموالية لهم وتلك التي يمكن أن تكون حليفة لهم ... وإذا تمسكنا بحرفية هذه القسمة فإننا لن نتمكن من إرضاء حاملي السلاح ، ولن نتمكن من إرضاء الصامتين ، والمنتظرين ... والوطن أكبر من الأحزاب ، وأكبر من المجموعات وأكبر من الأفراد ... ولو ألغينا الوطن فلن تجد الأحزاب ولا المجموعات ولا الأفراد وطنا يختصمون عليه ...