مفاهيم ...... لتكوين الاسرة ( سارة غريبة / الرياض )

نقلا عن موقع المجلة السودانية
مفاهيم لتكوين الاسرة

مفاهيم .. لتكوين الاسرة
سارة غريبة – الرياض



الزواج سنة الحياة وهو أساس تعمير الأرض وحلم كل فتى وفتاة أن يجد شريك العمر الذي ظل يحلم به منذ فترة المراهقة إلى مرحلة الشباب وما أن يوفق كل شخص في اختيار شريك حياته حتى يبذل قصارى جهده وتفكيره في الاستعداد والتجهيز لذلك اليوم الذي يجمعهما معاً
وتبدأ تجهيزات العرس ويتنافس المتنافسون وتنهال الطلبات والمشتريات وتبذل الفتاة الغالي والنفيس لتخرج ليلتها هذه في أجمل وأروع صورة حلمت بها وتخيلتها ولكن وسط هذا الانشغال هل وجدنا مساحة للتفكير في كيفية تكوين أسرة متفاهمة تواجه شتى أنواع الصعاب التي يمرون بها في ظل ظروف الحياة المضطربة التي نعيشها والمتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا والتحولات الكثيرة والكبيرة في كل شئ
هل فكرنا في الإعداد لاستقبال فلذات الأكباد الذين سيأتون ثمرة هذا الزواج ؟ هل أعددنا أبنائنا لهذه المسؤولية وأهلناهم لتحمل تربية مخلوق ضعيف لا يملك من قراره شيئاً وهم سيكونون مسؤولين عنه مسؤولية كاملة.
إن تربية وتنشئة الأطفال تحتاج إلى الإعداد والتحضير وأهم بكثير من تجهيزات وتحضيرات العرس فالطفل هذا المخلوق الضعيف الذي سيولد سيكون تأثيره في المستقبل ليس فقط على نفسه بل على من حوله ، وسيندمج في مجتمع واسع ومتنوع ، ويرجى منه أن يفيد ويقدم الكثير وتكون له بصمته في الحياة وللأبوين الدور الرئيس في هذه الأمر فيجب عليهم توفير الأمن النفسي ومتطلبات الحياة والتصرفات الإيجابية مع
أبنائهم لزرع الثقة في نفوسهم والبعد عن سبهم بألفاظ جارحة تزعزع الثقة فيهم وأن يدعموهم بالأفكار الإيجابية ويشجعونهم ويحفزونهم ليقوموا بأعمال جيدة ترضي الوالدين، وأن يقوموا بغرس القيم الدينية والأخلاق الحميدة لأن لها الدور الكبير في تنشئة الأطفال ليتربوا على أسس سليمة
يقول علماء النفس " أن أهم سنوات في عمر الإنسان هي السنوات الخمس الأولى وأن هناك أوقات دون غيرها يزداد فيها استعداد الرضيع للتعلم وإلا تعثرت عملية تعلمه ويطلقون على هذه الأوقات ( الفترات الحاسمة) "وأن على الأم أن تحسن اختيارها ومعرفتها لهذه الأوقات كالتحدث إلى الطفل وإثارة ضحكه واللعب معه وتعليمه كيف يلتقط ألعابه وتمييزها عن بعضها البعض وأشياء أخرى
إن كل ما يقوم به الوالدين خبره يكتسبها الطفل في أشهره الأولى ويستمر الوالدين في تعليمه الكثير وتدريبه على كثير من الأشياء حتى سن الخامسة فيلتحق بالمدرسة وقد تلقى الكثير من المعرفة وأعد الإعداد الجيد فيندمج مع بقية الأطفال دون مشاكل ، فهناك أطفال يرفضون الالتحاق بالمدرسة ويتهيبون بمن حولهم من الغرباء لأنهم تربوا تربية منعزلة منغلقة عن العالم حولهم وخصوصاً في دول الاغتراب يظل الطفل حبيس شقته فترات طويلة.
أتت إحدى السيدات إلى عالم متخصص في مجال تدريب وتهيئة الأطفال وتعليمهم ، تسأله عن السن المناسبة لكي تبدأ في تعليم طفلها فسألها كم عمر طفلك فقالت له خمس سنوات فرد عليها قائلا : لقد أضعت أهم خمس سنوات في حياة طفلك
وأخيرا لماذا لا ندخل في مناهجنا الدراسية بعض الفقرات التي توجه الأبناء في كيفية إنشاء أسرة متفهمة واعية تدرك تحمل المسؤولية في جميع مجالات الحياة خصوصا في مجال تربية الأطفال نفتقد في عالمنا العربي إلى وجود مراكز متخصصة تقدم المساعدة والمشورة للمقدمين على الزواج وتدريبهم وتوجيههم إلى أفضل الوسائل التي تمكنهم من تكوين أسرة سعيدة قادرة على تحمل مسؤولياتها وتستطيع تخريج جيل واعي في المستقبل لديه القدرة على خدمة أمته.

كما نرجو أيضا إقامة مراكز متخصصة للعلاج النفسى لنساء دارفور

اللاتى تعرضن للإغتصاب و مراكز أخرى للأطفال الأيتام الذين شاهدوا

مناظر القتل و السحل لذويهم .