حبيب شامي : عاش حبيبا ومات حبيبا

شامي : عاش حبيبا ومات حبيبا


نقلا عن صحيفة الراي العام :


القى السفير احمد التجاني، القنصل العام في جدة كلمة في تأبين المرحوم الصحافي حبيب شامي، الذي اقيم بجدة مؤخرا عدد فيها مآثر الفقيد ونبله الذي جعله ملاذا للناس فيما يلي نص الكلمة:

الحمد لله القائل في محكم تنزيله « تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور».

اللهم يا عزيز يا غفور يا من بيده الملك، نقر لك سبحانك ونؤمن يقينا باننا لا نملك لانفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.. لا نملك الا نوايانا وتوكلنا عليك، ومن نوايانا اننا نجتمع في هذه الليلة المباركة لنذكرك يارب العزة ونسألك الرحمة والمغفرة لحبيبنا عبدك الصالح « حبيب شامي» الذي امرت بانتقاله من هذه الدنيا الي النور ومن جور الدنيا وضيقها الى النعم الربانية التي لا تحدها الحدود.

انتقل حبيب الى الدار الحق حيث لا ينفعنا الا عفوك ورضاك وجودك وكرمك وتقبلك يارب العالمين لاعمالنا ونوايانا.

الحبيب حبيب شامي عاش حياته كأوفى ما يكون المخلوق لخالقه.. كانت حياته حركة دائبة وتنقل في ملكوت الله وعطاء ما بعده عطاء ونجاحات باهرة حققها عندما كان في بلاد الشام ومصر... كانت حياته اقرب للشخصيات السودانية الاسطورية التي سحرت كاتبنا الطيب صالح مثل بندر شاه وضو البيت الغريب الذي حل وسط السودانيين وصار منهم بين عشية وضحاها يأخذ ويعطي ويبادر ويؤثر او لنقل مثل مصطفى سعيد الذي هاجر من السودان واستقر في اوربا استقرار الغازي المطمئن الى قواه المادية وملكاته الانسانية وقدراته المتميزة عليهم... حبيب شامي كذلك هاجر من السودان ملكا وسلطانا كالملوك الذين هاجروا وانشأوا ممالك وحكومات في المهجر مثل المك نمر في الحبشة ومثل رابح فضل الله في تشاد.

ملك حبيب شامي قوته في المهجر وكانت هي القيم السودانية التي يعيش عليها ويثق فيها ويحافظ عليها... هذا بجانب المال الوفير والثروات الطائلة التي جمعها ثمرة لجهوده الصادقة وقدراته ونجاحاته بحول الله وقوته ولكن المال الذي جمعه انما كان مالا لغيره انفقه على الولد والاهل والاصدقاء والمحتاجين.. فقد كان يعتمد الشهامة والمروءة والصدق ومساعدة الغير ولا يبالي .. واذكر هنا عندما اشتعلت الفتنة الاهلية في تشاد وهرب الناس من انجمينا الى مايدوقري في نيجريا كان فقيدنا هو الملجأ والملاذ الذي لاذ به كل الاجانب والدبلوماسيين سودانيين ومصريين وعربا وافارقة، كان هو الجوار الآمن الذي لا يمكن الاعتداء عليه او انتهاك حرمته وذلك بفضل علاقات حبيب الشامي القوية مع مضيفيه اهل تلك البلاد، تلك كانت حياته في غرب افريقيا وفي بلاد العروبة وفي اوربا وهنا في جدة آخر المحطات.. فاثبت انه من اهل الوفاء والشهامة والصدق.

حبيب شامي شرب وارتوى من نبع المحبة والمراحمة النقي من الدلنج الساحرة الوادعة درة جبال النوبة وانضر مغاني كردفان واغناها دعاشا... جآء اليها مع اهله غريبا وافدا وعاداتنا هنالك في غرب كردفان اكرام الغريب وحمايته وان اثبت الغريب انه اهل لذلك بالغنا واسرفنا في تكريمه والاحتفاء به.. الدلنج مثلها مثل المجلد وامدرمان وراجا ونيالا وحلفا وكسلا ورمبيك ومدني وعطبرة والكرمك وملكال وام كدادة ومحمد قول يعيش الناس حياتهم كأصفى ما يكون الصفاء والتعافي والاطمئنان الى بعضهم البعض عربا ودينكا واقباط وفلاتة وشوام ودناقلة وفرتيت وهدندوة وزغاوة وجلابة وبرتي وجعليين وخواجات واغاريق.. فالشيئ الذي يربطنا في مدننا وقرانا هو الاقبال على الآخر بالمحبة وشعارنا « ان الغريب حبيب وان البعيد قريب» حبيب شامي جآء حبيبا وعاش حبيبا ومات حبيبا تماما كأسمه ونحسب انه كذلك عند المولى الكريم نسألك اللهم له الرحمة ومنزلة الاخيار الابرار.

وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اهله وصحبه اجمعين

رحمه الله رحمة واسعة

وجعل مثواه الجنة

رحم الله الحبيب حبيب شامي الذي عاش حبيبا ومات حبيبا وكان بحق ( ريحانة المجالس ) ، الشكر موصول يا أخ غريبة وسأوافيك ببعض ما قاله زملاء وأصدقاء الفقيد في ذلك اليوم وبعض ما نشر عنه في كتيب وزع في يوم التأبين . عليه رحمة الله .