الخاتم عدلان يتوقع ان (يتوالي)التجمع سياسيا..(قديم جديد)

الخاتم عدلان يتوقع ان (يتوالي)التجمع سياسيا..(قديم جديد)


06-17-2005, 05:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1118983203&rn=0


Post: #1
Title: الخاتم عدلان يتوقع ان (يتوالي)التجمع سياسيا..(قديم جديد)
Author: صباح احمد
Date: 06-17-2005, 05:40 AM

*بمناسبة احتمال توقيع اتفاق المصالحة بين الحكومة والتجمع المعارض فكرت ان اهديكم هذة الافادة التي شارك بها الراحل العزيز الخاتم عدلان في تقرير صحفي قمت باعداده من قبل عن جولة المفاوضات بين الحكومة والتجمع بالقاهرة نشرته بصحيفة الصحافة قبل فترة ____________


*الموقع الذي تعقد فيه المفاوضات ينطوي على أهمية كبيرة. فمصر
معروفة بفرض أجندتها الخاصة أكثر من اهتمامها بحل مشاكل السودان. وهي لا تنظر إلى السودان إلإ "كعمق استراتيجي" لها، أي أنها لا ترى السودان ككينونة لها مشاكل، بل تنظر إليه من زاوية حلها هي لمشاكلها الحاضرة والآتية.
الطوق الذي فرضته مصر على المفاوضات، يشير إلى هذه الحقيقة، من منع أي تصريح حولها، بما يعطيها نكهة الصفقة، وليس القضية الشعبية التي يتابعها كل العالم. وكذلك وضع المفاوضين في كماشة تمنعهم حتى من التشاور فيما بينهم بعيدا عن الطرف الآخر، ويبعد أية إمكانية للإنسحاب، يحول المفاوضين إلى ما يشبه الرهائن، ويجعل الأرادة المصرية هي العليا.
المبادرة المصرية السابقة، كانت تتبع نفس المنهج، أي استبعاد ما اتفق عليه السودانيون جميعا، وتقديم أجندة أخرى تعكس المصلحة المصرية في بقاء نظام أقل ديمقراطية، أو أكثر دكتاتورية من النظام المصري، وضمان حقوق مصر في المياه، والتي تمثل خوفا رهابيا من تقرير المصير في السودان.
الحكومة تطوقها المشاكل من كل اقطارها، ولذلك يمكن أن تقدم بعض التنازلات للتجمع، مما لا يغير من طبيعتها وبرنامجها في الشمال. ولكن حجم التنازلات التي ستقدمها الحكومة ضئيل، لأنها تعتقد ان الحركة الشعبية أخذت منها أكثر مما يجب، وما سيأخذه التجمع سيكون على حساب حصتها هي في الأساس. وإذا كان هناك داخل الصف الحكومي من يحتج على التنازلات التي قدمتها الحكومة للحركة الشعبية، فإن التنازلات للتجمع ستكون مستهجنة كليا من قبل هذا الجهات الحكومية.
وإذا كانت الحركة الشعبية قد انتزعت الجنوب والمناطق المهمشة من السلطة، فإن التجمع الوطني سيشارك في الحكم وفق برنامج الحكومة السياسي ويقبل منطلقاتها النظرية. وليس صدفة أن الشريعة ليست من القضايا التي أثارها التجمع في نقاطه الخمس عشرة التي قدمها للتفاوض. تستطيع الحركة الشعبية ان تقول أنها لم تخضع مطلقا لأيديولوجية الإنقاذ ولكن التجمع لا يستطيع أن يقول ذلك. كما أن الحركة الشعبية تشارك السلطة في الحكم وتنتقدها لأنها تملك القوة للدفاع عن نفسها، ولكن التجمع لا يمكنه ذلك.
أية تنازلات تقدمها السلطة للتجمع، قابلة للسحب، لأن التجمع ليس لديه الهراوة التي يمكن أن يدافع بها عن مكتسباته، كما أن غياب هذه الهراوة، والتي يصعب على السلطة أن تفهم لغة غيرها، سيكون مسئولا مباشرة عن ضآلة هذه التنازلات منذ البداية.
بمجرد مشاركة التجمع في الحكم، من موقع الشريك الثانوي، فإنه سيفقد الحق الأخلاقي في محاسبة الإنقاذ على ما ألحقته بالبلاد، بل سيكون شريكا لها في كل ذلك، وستعمل الإنقاذ من خلال ماكينتها الإعلامية من ترسيخ هذه الحقيقة. ويمكنك أن تتصور الشريف زين العابدين الهندي، وهو يتحدث في برنامجه الإنتخابي عن "محاسبة الإنقاذ" او تصور أن يفعل ذلك مبارك المهدي! إنه سيكون كلاما فاقدا للمصداقية كلية.
ولذلك فإن أفضل منهج يتبعه التجمع الوطني الديمقراطي، إذا كان يكن أية درجة من الإحترام للأهداف التي رفعها خمس عشرة سنة، هو ان يركز الحوار حول الإنتقال الديمقراطي، وحق العمل الشعبي السلمي، الطليق والحر، وحق النقد والفضح والكشف للنظام، وحرية إنشاء الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية غير الحكومية، مع الإعراض عن المشاركة في السلطة في هذه الفترة الإنتقالية، حتى يفضح النظام دون كوابح أخلاقية وأن يكون هدفه واضحا كليا: وهو هزيمة الإنقاذ هزيمة كاملة وكاسحة في صناديق الإقتراع في منتصف الفترة الإنتقالية. والإستفادة من هذه الفترة في إصلاح أوضاعها الداخلية وإقامة الجسور بجماهيرها من جديد. ولكن التجمع لا يمكن ان يفكر بهذه الطريقة، لأنه لا يمكن أن يرتقي لمثل هذه الرؤية الإستراتيجية. ولن نتوقع بالتالي سوى مزيد من " التوالي" من قبل بقايا أحزاب، ليست أفضل كثيرا ممن توالى من زعمائها السابقين. وطابع الصفقة الشخصية في هذه المحادثات واضح وجلي، سواء أكانت هذه الجولة تمهيدية أو أخيرة