ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة

ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة


06-08-2005, 01:39 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1118191188&rn=3


Post: #1
Title: ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة
Author: newbie
Date: 06-08-2005, 01:39 AM
Parent: #0


تجاوزتُ المنازل حديثة البناء المشيدة بمواد غريبة عن طبيعة المكان,, الارض مفروشة ببساط اخضر فسيح رسم فيه ضوء الشمس المنفلت من بين الغيوم مساقط عمودية لأغصان الاشجار التي خرجت من الأرض في زمان مضى وتابعت رحلتها عاما بعد عام كأنّها على موعدٍ مع السماء ,
تحت الأعشاب الطرية بقايا مطرٍ مبكرٍ حديث الهطول ,, ادرت مجال رؤيتي حاذفاً آخر منزل من تلك المنازل والذي يبدو من حديث صاحبته ان عمره لم يتجاوز اربعة من السنوات هي عمر زواجها ,,,لم اكن وحدي حين ركزت بصري على تلك الشجرة المصفرة , كانت هناك بعض العيون التي لا معرفة لى بأصحابها ,, في الواقع لا أعرف غير صاحبة المنزل التي تقف بجانبي ,
كانت شجرة شامخة مديدة القامة أثارني اصفرارها من بعد خضرة,, تحتها مباشرة حفرة مربعة الشكل لم اتبين عمقها من مكاني ,,قد تكون من فعل أصحاب آخر منزل من المنازل التي نبتت في غير اماكنها ,, تخيلتها مملوءة بماء المطر حديث الهطول الى عمق ما لم اتبينه من مكاني , جمعت قوة بصري ومكابرتي التي جعلتني لا اسمع كلام طبيب العيون في نصف درجة وصفها لي, فاستفحلت وأصبحت اكثر من درجة لا ينفع معها ما درجت عليه من صرِّ عيني على طريقتي في إكمال ما نقص من المشهد ,, وجهت نظرى كما فعل أصحاب الأعين التي لا أعرف اصحابها ,

يصوبون أعينهم على بقعة من ساق تلك الشجرة,, يفعلون ذلك بإحساس جماعي كأنهم مسيرون بعقل واحد يعطي أوامره لكل تلك الأعين في لحظة واحدة ,,, غريب ذلك الذي يحدث في تلك البقعة من ساق الشجرة ,,,
ثقب او شق بحجم قبضة اليد تخرج منه مادة صمغية اللون والقوام,, اخذت في الازدياد شيئاً فشيئاً ,, ثم اخذت في الانتفاخ بفعل غاز يخرج من ذات الثقب ,,, يخرج من الشجرة وينفث في هذه الكتلة الصمغية الشفافة ,,,,, ينفذ كدخان عشب اخصر مما يجعلك تميز حركته ثم يصير عديم اللون بعد نفاذه الى الكتلة الصمغية التي اصبحت كالبالون ولكنها أثخن قواما , غير ان الكتلة البالونية لا تلبث ان تضمحل بسبب تسرب الغاز من الجهة التي تقابلنا محدثاً فقاعة كالتي تحدثها عصيدة الذرة ,, تمتلئ الكتلة وتنتفخ مرة أخرى و تنبجس منها فقاعة اخرى فتخرج كمية من الغاز ويتراجع حجم الكتلة الصمغية .
حككت عيني بشدة وضغطها في محاولة لحذف الزيادات التي أدخلتها على المشهد بهدف إعادة انتاج الصور الصحيحة ,, ازداد حجم الكتلة البالونية الصمغية وفي لحظة شعرت وتلك الأعين التي لا أعرف اصحابها , اننا نتلقى إيحاءاً قويا كأننا في حضرة ساحر يملي علينا شعورنا وإحساسنا بالأشياء , نتلقى هذا الإيحاء كأننا مسيرون بدماغ مركزي واحد ولدينا انطباع تام بهذا التوحد , لا حاجة للتواصل باللغة او الإشارة ,
في غمرة توحدنا هذا تملكنا إحساس جماعي بأن الشجرة باكتسائها بهذا اللون الغريب يعتمل في نفسها حقد عميق على كل من حولها,,
الغاز المنفوخ داخل البالون سيزداد حجمه بشكل عنيف ثم ينفجر البالون نافثا هذا الغاز على كل شيء حول الشجرة,, سينفث سمه القاتل على كل شيء ,, لحظات وتنفث هذه الشجرة الحقودة سمها بواسطة هذه الكتلة البالونية الصمغية التي ما هي إلا خدعة عظيمة من هذه الشجرة .
بعد ان تلقينا هذا الإيحاء الجماعي, اختفت كل الاعين التي لا اعرف اصحابها والمرأة التي أعرفها مخلية المنطقة المهددة بجحيم هذا الحقد.
لم يعد هناك من أثر لأي حي غيرى, ربما لأنني أكمل المشاهد متجاوزا نظارتي التي لم أركبها يوما,, وما حاجتى بها !! ,,, لدي عدسة داخلية كبيرة ارى وأكمل بها المشاهد على النحو الذي اريد ,, لم اكن في حياتي كلها اعتقد ان هناك مشاهد كاملة ,, التلفزيون وأشياء كثيرة لا اراها إلا نوعا من الخدع الكبيرة ,, من قال ان السراب وهم؟؟

لا بد ان في تركيبي الإدراكي ثغرات كبيرة في إكمال المشاهد والمناظر جعلتني في تلك اللحظة التي أتلقى فيها ذلك الإيحاء الجماعي,, أتلقى إحساسا خاصا بالشجرة عبر ثغرة من ثغراتي المفتوحة على مشهد الطبيعة ,,
احسستها مريضة تتألم وتجرب كل خبرتها المديدة وتحشد كل طاقاتها لمقاومة المرض والتشبث بالحياة.

وحيدين أنا والشجرة, أنا اتلقى إحساسها وهي تنفث غازها في الكتلة الصمغية البالونية فتنمو وتصبح بالونا ضخماً,, يتدلى البالون شيئاً فشيئاً كلما زاد انتفاخه الى اسفل حتى ينفصل جسمه عن الساق مرتبطاً به عن طريق حبل سري هو الآخر يزداد طولا فيتجاوب معه البالون هبوطا .
عند اقتراب البالون من الارض برزت منه خمس زوائد اخذت تتخذ شكلا حيوانيا بأربع قوائم ورأس يبتعد عن جسم الحيوان برقبة طويلة,,, بدأ الحيوان يغير لونه الى لون داكن ويكتسي وبراً ناعما وياخذ شكل جمل ,
اثناء هبوطه كان الجمل يبتعد عن الشجرة في مسيرة هبوطه بشكل مائل متجهًا نحو الحفرة المربعة المليئة بماء المطر حديث الهطول الى العمق الذي لم اتبينه من مكاني متحديا قوانين الجاذبية في مسيرة نزوله التي أخذت مسارا مائلا بمقدار عدة أمتار.
عند وصوله الى الى البركة المربعة انزل الجمل رقبته الطويلى الى الحفرة الى عمق لم اتبينه,, واخذ يشرب كأنه لم يشرب منذ عام , الماء يصعد الى الشجرة عن طريق الحبل السري الذي ما زال يربط الجمل بالشجرة الى ان اخذ الجمل كفايته من الماء ليبدأ مسيرة الصعود الى مكانه الذي خرج منه بعكس الخطوات التي نزل بها فحدثت نفس التحولات السابقة للجمل والكتلة الصمغية والغاز .
قبيل ان يختفي او يندمل الجرح في ساق تلك الشجرة حككت عيني بشدة وضغطتها في محاولة لحذف الزيادات التي أدخلتها على المشهد بهدف إعادة انتاج الصور الصحيحة,,
جرح الشجرة الذي خلته سيلتئم بدأ من جديد نفث غازه في الكتلة الصمغية وما لبثت تلك التحولات ان أسفرت عن فتاة فيها من الجمال والحسن ما لا استطيع تخيّله على طريقتى في إكمال المشاهد , مدت يدها من بعيد بابتسامة لا اعرف من أي ثغر تفتقت , اخذت تتجه نحوى بجاذبيتها التي تتحدى كل جاذبية عرفتها ... الحقيقة كلها كانت مبتسمة,,, تحركتُ نحوها مبادلها ابتساماً بابتسام ,, اخطو نحوها فتخطو خطوتين ,,
اعدت صياغة المشهد على طريقتي فإذا بصوت المرأة التي أعرفها يناديني نداءا حثيثا ,,,, اسمع نداءها خفيتاً متقطعاً كأنه يأتي من العمق الذي لم أتبينه ,,أو لعلى كنت في العمق الذي لم اتبينه وفي خاطرى لا في خاطرها أعدت تركيب المشهد من جديد , كشفت لى الطبيعة عن احد اسرارها, عن طريق ثغرة في طريقتي في تركيب وإكمال المشاهد ,, الأعين التي لا اعرف اصحابها والمرأة التي أعرفها فروا من المكان تحت تهديد غازات الكتلة البالونية من الشجرة التي حسبوها حقودة,, كيف لي ان أخبرهم بما رأيت من أسرار الطبيعة ؟ كيف لى أن أجد ثغراتهم.








Post: #2
Title: Re: ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 06-08-2005, 04:10 AM
Parent: #1

على سبيل التحية.

Post: #3
Title: Re: ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة
Author: newbie
Date: 06-08-2005, 09:23 AM
Parent: #2

لك التحية ,,, سعد المكان بمرورك

Post: #4
Title: Re: ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة
Author: newbie
Date: 06-09-2005, 08:06 AM

التحية للذين مروا من هنا ,,

Post: #5
Title: Re: ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة
Author: newbie
Date: 06-10-2005, 00:31 AM
Parent: #4

هكذا نمر من هنا ... حروفنا لا تضيء ... ولا تعكس الضوء ... لا تُرى لنفسها ,,, إن أضاء ما حولها ظهرت في فضاء هذا السديم كثقوب في ثوب مطرّز لحسناء أعياها ضوء الرتاين والفوانيس والكاميرات الديجيتال