سلة غذاء العالم ... فأين المفر ... ( منقول )

سلة غذاء العالم ... فأين المفر
سارة غريبة ... الرياض

نقلا عن موقع المجلة السودانية
نص المقال


قال تعالى" وجعلنّا من الماءِ كل شئٍ حي " الماء نعمة الحياة فهو النعمة التي سخرها الله لنا والماء يدخل في كل شئ فهو أساس خلق الإنسان الذي خلق من ماء مهين ويشكو العالم الآن ويعاني من قلة وشح المياه فهناك دول تصرف الملايين لتحليه المياه ودول تصرف الأموال الطائلة لتوفر مياه نظيفة صالحة للشرب .
أما نحن أهل السودان فقد حبانا الله وخصنا بمياه وليس ماء ووهبنا الأرض الخصبة التي إذا رميت فيها حبة اهتزت وربت وأنبتت فأطلق علينا تلك المقولة الشهيرة " السودان سلة غذاء العالم " المقولة العظيمة في معناها والأليمة والمريرة في واقعنا فهل أصبحنا فعلاً سلة غذاء العالم أم العالم هو الذي أصبح سلة غذاءنا فقد هجرنا الزراعة وهُجرت البقع الزراعية وتضاءل مساحة المزروع وتناقص وتراجع الاهتمام بالزراعة ولم تصبح من أولوياتنا وصرنا نبحث عن استثمارات سهلة وفي مجالات أخرى وأصبح إعلامنا لا يولي للزراعة ولا المزارعين الأهمية المطلوبة حتى أننا لا نسمع عن وزير الزراعة ولا عن مشاريعه المستقبلية ،

وعام بعد عام تناقصت المحاصيل المنتجة – باستثناء القمح - ، بالله عليكم هل يعقل أن يأكل بعض أهل الشمال على ما تنتجه منطقة امدرمان من خضروات ، فتذهب إليهم العربات محملة بالخضار .
ما هي أسباب هجر أهلنا للزراعة ، فأين الدراسات وأين الخبراء والمختصين في هذا المجال والآن وقد حبانا الله بثروة نفطية لماذا لا نسخرها لخدمة الزراعة ومتطلباتها والتوسع فيها وان نفتح المجال للاستثمار وجلب الطاقات البشرية لتعمر الأرض فهذه الأرض وهذه المياه سنسال عنها يوم القيامة ماذا فعلنا بها وكيف عمرناها وهل استفاد منها عالمنا الإسلامي أم لا ، ان الذي لا يملك قوته لا يملك قراره هل تعلمون أخوتي انه في استقصاء قام به الأستاذ عمرو خالد صاحب برنامج " صناع الحياة " عن أهم الأحلام التي تهم الشباب ويتمنون تحقيقها كان الحلم الأول الذي أجمع عليه الشباب المسلم في جميع أنحاء العالم هو أن تزرع أرض السودان فهل من يحقق لهم هذا الحلم ، 18 % فقط من المساحة الكلية الصالحة للزراعة مزروع فأين الباقي ؟ .

كأن الله عز وجل أراد أن يرسل لنا رسالة عندما بدأت ظاهرة الهدام في المناطق الشمالية وبدأت على تزحف على الأراضي الزراعية فتغطيها وتزحف على مجرى النيل لأننا لم نعمر الأرض التي وهبها لنا والنعيم الذي جعله في بلادنا ليستفيد منه منه الناس .
وأننا نشعر بالحرج عندما نقرأ في الصحف العربية بأن هناك مجاعة في أجزاء من السودان وأطفال تلك المناطق يقتاتون مما تسقطه الأشجار من أوراق يابسة " ثم لتسئلنّ يومئذٍ عن النّعيم"

وفق الله الجميع لخير البلاد