استقـــالة وراق وقصـــة شيــــوخ الرزيقــــات

استقـــالة وراق وقصـــة شيــــوخ الرزيقــــات
المكرم الأخ/ الحاج وراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد فوجئت باستقالتكم من حركة حق، ولكن المفاجأة الكبرى هي اسباب الاستقالة ولقد قلتم منها انكم طرف في صراع، وقد غيب الموت الطرف الاخر في الصراع واننا لاسباب انسانية واخلاقية لا يمكن ان نكسب ميزة بالموت.
عندما قرأت هذا الكلام يا اخي وراق لم اتذكر الا قصة اثنين من شيوخ قبيلتي حدثت في زمن الاستعمار الانجليزي، عندما اختلفا في منصب شيخ لبطن من بطون القبيلة وتطور الخلاف الى صراع، حشد كل من الطرفين كل قواه لدحر الاخر والفوز بالمنصب لهذا تتبع كل منهما الاخر في زلاته وسقطاته ومن ثم الشكاوي من دار الرزيقات الى مدير المديرية بالفاشر مرورا بناظر القبيلة والمأمور والمفتش كل عام والاثنان يسوقان ثيرانهما الى الاسواق زادا للسفر من اجل الشكوي وتسهيلات للحكام لكسب القضية وفي يوم من الايام احتفل احد الخصمين بختان ابنائه، واقام لذلك حفلا كبيرا تخلله ضرب الطبول وسباق الخيول وزغاريد الحكامات والناس على هذا المنوال حتى اتي الناعي فجأة بخبر وفاة خصمه اللدود ظن البعض انه سيجعل من الحفل حفلين والفرح فرحين ولكنه عندما سمع هذا الخبر اطرق وجهه الى الارض برهة ثم جلس على الارض وحوله رجاله ثم رفع الفاتحة على روحه ثلاث مرات وردد في كل واحدة وهبناها له، ثم امر فوراً برمي الطبول جانبا وايقاف كل مظاهر الاحتفال وقلب المناسبة الى مأتم يتقبل فيها التعازي، ثم قال لاهله كنتم تتوقعون مني ان افرح ان فلان هذا هو الذي كان يرجلني «جعلني رجلاً معروفاً» وجعل مني شخصا يقابل الحكام حتى عرفني مدير المديرية من فيكم يقوم مقامه اعلن لكم استقالتي عن المشيخة واتفقوا على شخص اخر غيري، هذه قصة حقيقية دون ادني زيادة او نقصان، حصلت في القرن الماضي من شخص امي من اقاصي الغرب السوداني وحصلت اليوم من الحاج وراق من اقاصي الشمال السوداني متعلم يعيش في القرن الواحد والعشرين ماهي اوجه الشبه بين هذا الرزيقي والحاج وراق.
أهي السودنة أهي الافرقة ام هي العروبة ام هو التدين؟ على العموم ان كانت هذه او تلك الا انه لا يختلف اثنان في انها فضيلة من الفضائل وخلق من الاخلاق الرفيعة وبهذا السلوك المميز فانك اعطيت درسا لرؤساء الاحزاب الذين يكنكشون فيها منذ يوم القدر الذي اتى بهم الي القبر، ولهذا السلوك اعطيت فرصة لشباب حزبكم ليتقدموا الصفوف ولا شك انهم سيهتدون بهذه السنة كما ان المرحوم الخاتم عدلان كما انه قدم حزبه في حياته فهو وجد النقيضين بعد مماته هذه الايام الابطال اصبحوا يخدمون اوطانهم في حياتهم وفي مماتهم كما فعل رفيق الحريري.
ونحن ننطلق من هذا التشجيع لكم يا اخ وراق نريد ان تصحو الحركة السياسية السودانية من الغفوة والبيات الشتوي بقرارات من هذا السبيل لا لتستغل الموت لتحقيق مكاسب مؤقتة مصيرها الموت او صاحبها او الاثنان معاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ــــــــــــــــ
اخوكم/محمد عيسى عليو
From Alsahafa.info
03.06.2005