تواجد ...لابد منه

تواجدنا في بيت عزاء وكما هو التقليد السوداني الاصيل شلنا الفاتحة وشربنا الموية وبعدها
الشاي , دخولنا قطع حديث كان بين نفر من الحضور وطبعآ بكل تأكيد النقاش حول السودان والاوضاع هناك , والاستفسارات موجهة لأحد الحضور والذي هو بدوره ضيف في ذات البيت حضر من السودان لمهمة قد تكون حكومية اذ ان هذه الايام لم تفتح العمرة أبوابها بعد , وعليه اكتمل الحوار مع عماد وهو القادم من السودان ومحمد بخيت الراغب ومكدس بأماني العودة ومعه مشروع يقيه برد الحاجة الي الناس وشر شيلة الحس اذ مخاوفه تزداد في وتايرها بين الهبوط والصعود كأسواق الاسهم الموضة , محمد كان ممتلئ جدآ بما يسمع من الفتى الحكومي الطعم , ويورد السؤال في ظهر السؤال حتى أنني لاحظت في كثير من الاحيان غير مرتجي لإجابة هنا قفذ احد الحضور بسؤال أدخله تسريبآ بين الاسئلة المنهمرة مطرة سرب سؤاله وإلتقطه الحكومي في زهو ونفخة تبدو مترعة بكثير من اليقين ان هذا هو السؤال! وما هو؟ السؤال عن
البناء والاسمنت ومواد البناء المرتفعة جدآ ولو الواحد عايز يبني بناء تقليدي زي حقنا
الزمان داك ,وهنا فجعتني الاجابة بصورة لم أكن متحسبآ لها البته أيقظت فيني كثير من الاسئلة, ولكن المناسبة زمانآ ومكانآ لا تمكنني بالدخول في حوار مع هذا الذي يتمدديسبيحآ
وتمجيدآ في النقلة الانقاذية للشعب السوداني , وأن الحياة في السودان إختلفت والتطور شمل
كل كل شئ نملك بنايات شاهقة وعمائر قمة في المواكبة والبناء الراسي صار من السهل ويمكن ان ترهن بيتك لإحد الشركات مقابل اقساط وترتاح من و...و... , ازدحم راسي وسرحت بعيدآ في
سودان شاهق , وتخيلت ان مشكلة دارفور مجرد زخم اعلامي متورم يستهدفنا, وان السلام الاتي بشق الانفس انما هو شئ حتمي واقع واقع ومشكلة الشرق ترف من قبل صبية اخذتهم الفتوة والرغد الي افتعال مشكلات , وبين شد وجذب قررت الدخول في انقاش والحاصل يكون , وتلقفت اجابة المنتفخ الحكومي وسألته أن ما يقول من تطور هو في النهاية لم يمس كل الشعب السوداني إنما هي طفرة يتمتع بها أهل الانقاذ وجملة من بطانة السلطة وأنت كمثال كم عمرك العملي حتى تكون من أصحاب الفيللو شواهق البنايات في السودان , ومن أين لك بالمال الذي بنيت به يا سادتي والله من كان يحادثنا ويمسك بذمام الكلم شاب لم يتجاوز ال36عامآ بحال من الاحوال يتكلم عن ملايين , وعن شركات يديرها هذا المفتون بالحرام وبمال الشعب السوداني الذي يموت أبنائه في الجنوب بالمجاعة وفي الغرب بالحقد المشعل من قبل نظامه سئ السيرة وفي الشرق يموتون أهلي بالدرن ونقص مياه الشرب وفي الشمال لولا بعض نخلات يقمن الصلب لأعلنت المجاعات يا هؤلاء من أين لكم بهذا الترف والناس لا البغال تعثر في كل أطراف السودان ....تخيلوا وأنا في قمة إنفعالي ماذا قال محدثنا عن جنة الانقاذ في السودان قال
لي بالحرف ( نحن عذبنا ودخلنا السجون وإستشهدنا وقدمنا تضحيات لم يقدمهاأحد)( والله تعالى يقول( نريد أن نمن على الذين أستضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) وذكر لي أية أخرى قلت له بذات الانفعال والله ربنا ما قال الاية تفسيرها كدا ولو هي كدا يبقى لا بد وان نقرأ هذا الدين بصورة جديدة وإستأذنت وخرجت متأسفآ ان يكون فهم شباب هؤلاء القوم بهذه السذاجة والمؤلم أنهم يستشهدون على نهبهم بآيات الله , ما الذي يجري في
بلادنا يا هؤلاء, وما المطلوب للخروج من هذا الفهم المغلوط والمخلوط , وماذا ننتظر؟؟؟؟ الله المستعان