يا "عمال العالم" أم يا "أميى العالم"...اتحدوا!!

يا "عمال العالم" أم يا "أميى العالم"...اتحدوا!!


05-30-2005, 03:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1117419539&rn=1


Post: #1
Title: يا "عمال العالم" أم يا "أميى العالم"...اتحدوا!!
Author: Dr.Ibrahim Kursany
Date: 05-30-2005, 03:18 AM
Parent: #0

يا "عمال العالم" أم يا "أميى العالم"... اتحدوا!!

حينما أطلق ماركس و انجلز شعارهما"يا عمال العالم... اتحدوا", كان ذلك من خلال البيان الشيوعى الذى أصدراه فى عام 1848, أى قبل 157 عاما بالتمام و الكمال.ان هذا الشعار هو خلاصة لجهد فكرى عميق ونشاط سياسى مكثف توصلا من خلاله الى أنه ليس هنالك من سبيل الى القضاء على استغلال الانسان لاخيه الانسان سوى ثورة البروليتارية التى ستتمكن الطبقة العاملة من خلالها من السيطرة على وسائل الانتاج الرئيسية فى المجتمع واستغلالها لمصلحته ككل بهدف اقامة المجتمع الاشتراكى كمرحلة أولى تؤسس لبناء المجتمع الشيوعى والذى سيقضى بدوره تماما على استغلال الانسان لأخيه الانسان!!

هل ياترى لايزال هذا الشعار صحيحا بعد مرور أكثر من قرن ونصف على اطلاقه؟ واذا لم يعد صحيحا, فما هو الشعار البديل الذى يمكن أن يجسد المجتمع السعيد الذى تطمح لاقامته العناصر الخيرة من البشر؟ ثم ما هى المتغيرات الموضوعية التى حدثت منذ ذلك الحين والتى أوجبت اعادة النظر فى ذلك الشعار, وبالتالى فى الأساس النظرى الذى أفضى له؟ هل هنالك وجود فعلى للطبقة العاملة وفقا للمفهوم الماركسى فى أى مجتمع من مجتمعاتنا المعاصرة؟ اذا لم يكن هنالك وجود لمثل هذه الطبقة فى عالم اليوم, كيف يمكن رسم "الخارطة" الاجتماعية لمجتمعاتنا المعاصرة؟ هل لايزال الصراع الطبقى بالمفهوم الماركسى هو المحرك الأساسى للتاريخ؟ بعد ثورة المعلومات والاتصالات و"مجتمع المعرفة", هل يمكن اعتبار "المتعلمين" بمثابة المعادل الموضوعى للطبقة الرأسمالية و"الأميين",بشقيها الأبجدى والتقنى, بمثابة المعادل الموضوعى للطبقة العاملة و اعتبار التعليم, بمختلف مؤسساته, بمثابة الوسيلة الرئيسية للانتاج فى عالمنا المعاصر؟ هل يمكن اعتبار "الصراع" بين من يمتلكون وسائل الانتاج, مؤسسات التعليم و البحث العلمى, من المتعلمين وبين الذين حرموا من امتلاكها, الأميين, بمثابة المحرك الأساسى للحراك الاجتماعى فى عالم اليوم؟

طافت هذه الاسئلة بذهنى و أنا أتأمل ما يدور من صراع مسلح فى أنحاء السودان المختلفة, وبالأخص فى دارفور والشرق حاليا, و مناطق الجنوب فى وقت سابق. هل قامت قيادات الحركات المسلحة, بما فى ذلك الحركة الشعبية, باجراء دراسات معمقة لتحديد "الخارطة" الاجتماعية لمجتمعاتهابهدف تحديد ما تواجهه من مشاكل بعيدا عن الشعارات الرنانة؟ اذا أنجز هذا النوع من الدراسات, فما هو شكل هذه " الخارطة" الاجتماعية, ومن يمثل مصالح من فى هذا الصراع؟

طفحت هذه الاسئلة الى السطح عندما تذكرت سؤالا كنت قد اخترته كعنوان لمقال كتبته قبل نحو عشر سنوات وكان على النحو التالى: سودان جديد أم منهج جديد لاحداث التنمية فى السودان؟

أرجو من الاخوة والاخوات اثراء النقاش حول هذه الاسئلة, وتلك المشابهة لها, علنا نساهم بذلك فى ضبط وتوضيح بعض المفاهيم التى يمكن أن تساعد فى صياغة برامج العمل المناسبة لاحداث التنمية المستديمة فى السودان وليكن شعارنا "وطن حر يسع الجميع وشعب سعيد".