تجربة مريرة فى وسط السوق العربى

(يا الهى ألسنا بشرا مثلهم؟)(1)
اخترقت هذه العبارة جدار ذاكرتى كمقذوف نارى يخترق جدارا زجاجيا مالئا المكان بالشظايا ، وسيطرت على تماما وأنا أتأمل مشهد جنود بردائهم الرسمى وعلى ظهر عربة بوكس تخترق زحام السوق العربى بسرعة جنونية لتتوقف وسط الزحام ويقفز الجنود مسلحين بالعصى والسياط يضربون بعض الباعة ويطاردون قسما اخر منهم , لن يكون بامكانكم تصور المشهد ولو شهدتموه لا اظنكم ستصدقون , رجال فوق الخمسين وشباب فى مقتبل العمر , بائعات شاى وتسالى , بينهن اطفال وشابات ومسنات , خليط مرعب , من جانب هناك مجموعة من العصابيين يضربون ويهينون فى تلذذ لا تخطئه الا عين مريضة , وفى الجانب الاخر حالة من الذعر والهلع شبيهة بتلك التى تصيب الناس حين حين يضرب الارض زلزال ولا يعرف الناس الى اين يتجهون , وربما تمنى بعضهم حينئذ لو ان له اجنحة ..ما احاول قوله أبعد مما استطيع التعبير عنه بالاحرف .. انه مشهد مربك , خليط من العذاب والاحساس بالعجز . ورغم فوران الدم والاعصاب اصبت بحالة قريبة من الانهيار العصبى , اننى احاول انسى الامر وفى ذات الوقت احاول استعادته كى اتمكن من اعادة تركيبه ومحاولة تحليله وتفكيكه معكم ...فكل صاحب ضمير حى يتعذب فى كل لحظة يسير فيها فى فى شوارع الخرطوموهو (يرانا) جميعا وبلا استثناء نتمرغ فى الوحل .. ما اعنيه : هل لاجل المرتب الشهرى فقط يتحول هؤلاء الشباب الى زبانية ؟ صدقونى لم ار ابدا فى عينى واحد منهم انهم فقط انهم مضطرون لتنفيذ اوامر صدرت اليهم , رايتهم يشع من عيونهم بريق لذة مسعورة , حتى ان احدهم صار يضحك بهيستيريا حتى سقطت عصاته من يده , حينما رأى احد الباعة يتعثر فى التلتوار ويسقط وتتناثر كل ثروته ( امشاط , جوارب ألخ..) ماهذا الذى يحدث ؟؟اريد ان افهم ,انهم معتوهين ومساكين !!ولكن هذا نصف المشهد وليس كله ..فالنصف الاخر نحن الحاضرين ,أن نشاهد كل هذا مذهولين لا يجعل منا ابرياء ولا اسوياء ..يكاد يقتلنى الاحساس بالذنب , كنت واقفا بلا حراك ..كان احدهم يركل صينية الفول والتسالى ويركل صاحبتها ( امرأة تبدو فى منتصف عقدها الرابع) وكانت تدعو عليه بالا ينصلح حاله , وتدعو الله ان يضره كما ضرها .. كانت تقاتل بما تستطيعه ولم يستطعهذا العصابى ان يسلبها كرامتها وانما طعنها بهذا الاذلالال المهين .. كنت ضمن المتفرجين ولم احرك ساكنا , بقيت فقط ساكنا , ولا اعرف كم من الزمن مر حين افقت _ من ماذا ؟ لا ادرى _ ولكن افقت لاجد كل شىء قد عاد لحاله تقريبا , الا انا .. بدأت أصوات الباعة تتعالى من جديد والزحام كما كان ..غادرت المكان فى حال مزرية من الخجل والاحساس بالهزيمة والضآلة , موقنا بان ما نحتاجه قبل الثرثرة الطافحة عن الدستور وخلافه ان (نوضع)_ كل الشعب_ فى مصح عقلى او فى محجر صحى نفسى لنعود اسوياء مؤهلين وجديرين بانسانيتنا المجروحة .. اننى فى غاية الحزن والانسحاق..
___________________________________________________________________________
(1)العبارة صرخة باعلى صوت على لسان احد الشخصيات فى رواية _ جولة ليلية _ للكاتب المناضل الجنوب افريقى الكسى لاغوما

هذا ما تسميه الحكومة : رفع المعاناة عن الجماهير

عزيزي الفاضل شبشة
أحيي إنحيازك واحساسك الصادق تجاه هؤلاء البسطاء.
لعلك تعلم إن أقسي انواع الظلم هو الظلم الذي تنعدم المقدرة علي منعة و مقاومتة ساعة حدوثة. الإحساس بعدم القدرة علي فعل شيء لنصرة مظلوم أو لرفعة مذلول إحساس حارق ومر لا أستطيع وصفة، ولكنه أقرب ما يكون الي مزيج بين أقسي حالات الألم الجسدي مضافا إليه أشد حالات الحزن إضافه إلي إحساس الإنهزام.
قلبي مع هؤلاء الباعة و هم يقاسون الأمرين من أجل لقمة شريفة، والخزي و العار لتلك الأيادي الجبانةالتي تبطش بهؤلاء البسطاء، وحتما دعواتهم و لعناتهم ستلاحقهم أينما ذهبوا، فدعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب.
حسبي الله و نعم الوكيل.

اخي شبشة تحية طيبة
حضرت اكثر من تجربة مماثلة حقيقة وضع مؤلم وصعب
في ظروف اقتصادية تدفع الجميع للبحث عن لقمة عيش شريفة
اظن ان الوضع بحاجة للتنظيم خاصة في المنطقة التي ذكرتها والتي اكتظت
جدا واظن ان احد البنوك بدأ مشروع رائد في نفس المنطقة بتمليك ستات الشاي والكسره
طاولة تقفل بصورة جيدة وشكلها مناسب اظن بسعر 300 الف بالاقساط
لكن عقب حملات قوية قبل رمضان السابق عقدت الاستاذة حكمات سيد احمد معتمد الخرطوم
مؤتمر صحفي اوضحت ان هذه الحملات اسفرت عن بلاوي كبيرة يعني حرامية ومخدرات وعصابات
صغيرة منظمةومتشردين - كل هذا في منطقة السوق العربي
اظن ان الوضع بحاجة للتنظيم في السوق العربي لكن ليس بهذه الصورة التي يتم فيها الاعتداء على الاشخاص وامتهان كرامتهم ومطاردتهم في الشوارع خاصة النساء منهن
ولك تقديري ،،،

Dear friends,
The thing that I am sure of is that the government does not have any consideration for the Sudanese people. They care only for what generates money for them. During my last visit to Sudan, in 2002, I noticed the huge deterioration in the public healht and the damage done, delibrately, to the environment. So kicking poor women or boys would not bother them..but the issue that really concerns me is why the poor policemen are doing so to their own people? why are they harming their own social class? This confirms that the political and social awareness in Sudan is a way from being ready to concieve progressive political changes.
Sawi,
How are you doing? long time no contact. How is Hamid. Say hi to your family and stay connected.

أزيك ياشبوش
تحياتي

ياخي حمدالله علي السلامة واصل بالله عليك وبذات الحرقه أرجوك
تحياتي للشباب

شبشة العزيز

مشتاقين والله

بمناسبة الشرطة
هسع بجوك الجماعة بتاعين ربنا يبارك فى قواتنا النظامية
سهرانة فى حماية امن المواطن و كدة

بس ما تستغرب

محمد الاشرف
المصحيك شنو

والله ضحكتني قلت لي ربنا يبارك في الشرطة ديل ياخينا ماسمعوا ( والله لو أكلت الشرطي لكنت الان في عليين )

من فضلك ياخي أتصل لو مقرش ..

شبشة معليش بس الحال من بعضوا ولك الود

الصديق العزيز شبشة
كيفنك يا شقى..اشتاقك كثيرا
على العموم مستنيك فى [email protected]
ما تطول....
عاصم كته

الأخ شبشة،

تحية

هذه بالفعل تجربة مريرة.. الشرطة والجيش وكل المسئولين عن أمور تتعلق بالجماهير يحتاجون إلى فصول في محو أمية "حقوق الإنسان".. ما رأيته بعينك يا عزيزي قد بدأ منذ أن قام الرئيس جعفر نميري بفرض قوانين سبتمبر سيئة الذكر والصيت. وجمع لها قضاة تالفون عاطبون.. الشرطة التي يعطيها القانون سلطة تنفيذ العقوبات بالجلد، ويعطيها القانون حق "نط البيوت" للتجسس على شاربي الخمر تصبح شرطة شائهة، نتيجة للقانون الشائه.. هذا الذي رأيته في السوق العربي هو النهاية المنطقية لما بدأ منذ ذلك التاريخ.. إنه "الطوفان".. طوفان الظلم الذي رأى العالم شكله فيما حدث في دارفور، وما حدث في جنوب السودان قبل ذلك..

هناك بصيص أمل يا صديقي.. قرار مجلس الأمن رقم 1590 يعطي الأمم المتحدة وقواتها بالسودان حق تأهيل السلطة القضائية والشرطة..

ولك الشكر على ما تفضلت به.. وحقا إن منظر الظلم فظيع فظيع.. ولكن كل أول ليهو آخر.. والحمد لله..


ياسر

كتب شبشة

Quote: الجنود مسلحين بالعصى والسياط يضربون بعض الباعة ويطاردون قسما اخر منهم ...... رجال فوق الخمسين وشباب فى مقتبل العمر , بائعات شاى وتسالى , بينهن اطفال وشابات ومسنات , خليط مرعب, من جانب هناك مجموعة من العصابيين يضربون ويهينون فى تلذذ لا تخطئه الا عين مريضة

كتب ياسر الشريف

Quote: الشرطة والجيش وكل المسئولين عن أمور تتعلق بالجماهير يحتاجون إلى فصول في محو أمية "حقوق الإنسان"..

نعم لفرض النظام.
لا لاستعمال وسائل وطرق تعسفية.

لو كانت دولة قانون لكان الأمر مختلفـاً تماماً. ربما تمَّ فصل كل هؤلاء (المعتوهين)، ربما فُـصِـل أيـضاً رئيس/قائد الشرطة في تلك المنطقة، وربما استقال وزير الداخلية بعد تحمله نتيجة (تقصيره)، وحتماً سوف يعتذر رئيس الوزراء/الدولة للشعب. فقط لو كانت دولة قانون. فقط.

يؤسفني أن يحرم الإنسان في بلادي عن أبسط أنواع سبل كسب العيش ، ويؤسفني جدا أن يطارد في رزقه حين يحاول أن يجد لنفسه وعياله مخرجا ،، ويؤسفني أننا نساس بغسم الدين ، ويفعل بنا بما يتنافى مع أي دين ؟!؟!

شكرا يا شبشة على عكس هذه المعاناة لجماهير شعبنا التى ما زالت تكتوى من نيران الراسمالية الطفيليةالتى جعلتهم يتسولون فى بلدهم والجلاد يمارس مهنته وضح النهار طبعا ده منهج بدات تضعه الحكومة فى عين الاعتبار قبل اربعة ايام استضافة قناة النيل الازرق صحفى فى برنامج بعد الطبع فى تحليل عنواين الصحف الصادرة من الخرطوم وما تناولته الصحافة العالمية عن السودان المهم فى الموضوع كان السؤال عن احداث سوبا فبدون خجل تحدث الصحفى عن هؤلاء ارادو كسر ارادة الدولة ولابد ان تستعيد الدولة هيبتها فرد عليهو مقدم الرنامج يتوارى خجلا مما قاله الصحفى الاترى ان عدد ستة الف من الشرطة والجيش والامن واربعمائة ضابط الا ترى ان هذا العدد ضخم جدا فرد الصحفى مصرا على هيبة الدولة واردتها موصلا رسالة بولسة الدولة اكثر واكثر وقمع وازلال الناس فلم يكن وقتها صحفيا وظهرعلى اصله ده مؤشر خطير وتغير فى مسلك الشرطة ونعود.

Quote: انهم معتوهين ومساكين

الأخ شبشة

شكرا لك لأنك كشف عجزنا وسؤتنا

الأحساس بالعجز والمهانة يخترقني

الشعور بالتقصير يجتاحني

وانا اضع هذا المنظر البائس امامي

واقف متفرجا والغلابة يضربون والجوعي يجلدون
والعراة الحفاة يبكون ،،، ليس من شئ
سوي انهم يطلبون لقمة عيش حلال
في زمن السحت والتمكين

لك الله يا وطني

Quote: ..غادرت المكان فى حال مزرية من الخجل والاحساس بالهزيمة والضآلة , موقنا بان ما نحتاجه قبل الثرثرة الطافحة عن الدستور وخلافه ان (نوضع)_ كل الشعب_ فى مصح عقلى او فى محجر صحى نفسى لنعود اسوياء مؤهلين وجديرين بانسانيتنا المجروحة .. اننى فى غاية الحزن والانسحاق..

بصفتي مواطن اثر الهرب من البقاء لتقبل تلك المشاهد فان اعلن ....

التحيات النواضر لكل الاخوة المتداخلين ..
وربما اجد بعض السلوى فى مشاركتكم لى احاسيسى البغيض منها والنبيل
ولكنى ما ازال اتساءل هل فى الافق ما يشير لقرب اجتيازنا لهذه الحال المزرية ؟؟ ءامل ذلك ..
اشرف :
خليهم يجو ... تعرف لو كان ضربونى معاهم كان يمكن احس افضل من الفرجة الاجبارية التمت دى..
كته:
واحشنى يا راجل وبكتب ليك...
شكرا
شبشة

Quote: صدقونى لم ار ابدا فى عينى واحد منهم انهم فقط انهم مضطرون لتنفيذ اوامر صدرت اليهم , رايتهم يشع من عيونهم بريق لذة مسعورة

العزيز شبشة،

سلام ومحبة

كنت مهتماً دائماً في كل الأحداث الشبيهة بالبحث في أعين هؤلاء الجنود لأعثر على اضطرارهم لهذا الفعل، لأرفع عنهم التكليف ولأجد لهم العذر ولأدخلهم أيضاً مقام الشفقة والحزن. ولكن - يا لطعنة الإحساس- كنت أصدم حين أجد مكان ذلك نفس ما ذكرته أنت أعلاه.
ويتردد تساؤل الأخ إبراهيم مالك:

Quote: why the poor policemen are doing so to their own people? why are they harming their own social class?

وهذا يقودنا للتساؤل المرير: حول الكيفية التي تتم بها تربية هؤلاء الجند وتأهيلهم لأداء مثل هذه المهام؟.
وكيف تسلخ آدميتهم لتحل مكانها هذه الروح الغريبة التي تجعلهم ينتشون وتسكرهم لذة التمثيل بضحاياهم الأبرياء، أهلهم وبني جلدتهم، آباء وأمهات وأخوان.؟

ثم تأتي بعد ذلك التساؤلات المخيفة:
هل بالإمكان إصلاح هذا العطب الروحي والنفسي عند هؤلاء مستقلاً؟
أي: هل نطمع في شرطة حقا"في خدمة الشعب" وبالمواصفات التي نراها في بعض بلاد الله. أوالتي نسمع عنها في أخرى؟

وهل سيعود من يرتكبون هذه الفظاعات إلى مواطنين أصحاء وينضمون إلى منظومة المجتمع المعافى دون أي ترسبات ؟

***

واؤكد لك يا شبشة أننا جميعاً نحتاج لذاك المصح وإعادة التأهيل، لنكون قابلين لإقامة الدولة التي تحترم الإنسان. إذن علينا جميعاً أن نفكر في كيفية إقامة ذلك المصح الكبير الذي يسع كل الوطن.
::::
:::
::
:
مودتي ،،

بدرى يا حبيبى زى ما قال الحبيب الشفيف الشواف :
كاس الوحيح داير
وتسلم
شبشة

الاخ شبشة..

أدر ظهرك للعذاب.

Quote: من جانب هناك مجموعة من العصابيين يضربون ويهينون فى تلذذ لا تخطئه الا عين مريضة

Quote: (يا الهى ألسنا بشرا مثلهم؟)

واقول انا .. اليسو هؤلاء بشر مثل بقية البشر؟ في اي ارض نبتوا؟

Quote: وفى الجانب الاخر حالة من الذعر والهلع شبيهة بتلك التى تصيب الناس حين حين يضرب الارض زلزال ولا يعرف الناس الى اين يتجهون , وربما تمنى بعضهم حينئذ لو ان له اجنحة ..ما احاول قوله أبعد مما استطيع التعبير عنه بالاحرف .. انه مشهد مربك , خليط من العذاب والاحساس بالعجز

Quote: فكل صاحب ضمير حى يتعذب فى كل لحظة يسير فيها فى فى شوارع الخرطوم وهو (يرانا) جميعا وبلا استثناء نتمرغ فى الوحل

Quote: وكانت تدعو عليه بالا ينصلح حاله , وتدعو الله ان يضره كما ضرها .. كانت تقاتل بما تستطيعه ولم يستطعهذا العصابى ان يسلبها كرامتها وانما طعنها بهذا الاذلالال المهين

Quote: اننى فى غاية الحزن والانسحاق

Quote: تدعو عليه بالا ينصلح حاله ، وتدعو الله ان يضره كما ضرها

Quote: تدعو عليه بالا ينصلح حاله ، وتدعو الله ان يضره كما ضرها

Quote: تدعو عليه بالا ينصلح حاله ، وتدعو الله ان يضره كما ضرها

آآآآآآآمين