المنسلخون إخوة لنا

إخوتي الكرام اليوم سأتحدث بصراحة شديدة عن موضوع هام بات يؤرقنى كثيرا مثلما يؤرق الكثيرين من إخوتنا فى رحاب عازة الجميله يندرج هذا الموضوع تحت قائمة الظواهر السالبة والتى بدأت تظهر داخل مجتمعاتنا, لعل البعض يحسبها ظواهرا عابرة ستزول بزوال أسبابها وسرعان ما تتلاشى والآخرون لا يتطرقون لها بصورة جدية بل يغلب عليهم طابع التندر حين ياتى تقييمها لكن صدقونى إذا لم نعمل سويا على محاربة كل الظواهر السالبه لتأطرت فى مجتمعاتنا وتغلغت بصورة يصعب معها تدارك الأمر فيما بعد وحين يعظم حجمه أظن انى قد طرحت بعضا منها فيما سبق لكننا لم نتناولها بصورة موضوعية ولم نثرى النقاش حولها بالبحث عن حلول منطقية لها
لعل مجتمعنا مجتمع فريد وحين أقول فريد ليس دافعى فى ذلك التحيز والإنتماء وإن كان هذا لايضير أحدا وإنما هى حقيقه يدركها الكثير من إخوتنا العرب فالسودانيون معروف عنهم أنهم أصحاب قيم جميلة وطباع حميدة يحملون معهم ثقافتهم وإرثهم حيثما ذهبوا لا يتحرجون من إبداء عاداتهم وطرح ثقافاتهم على الآخرين يكفى أن ننظر للغالبيه منهم وتحديدا بعض الذين يعيشون بالخارج يعكسون الجانب المشرق للوطن وهم فى بعض الأقطار سفراء ليلادهم علىالمستوى الشعبى أقصد مميزون بأشيائهم حازوا ثقه الكثيرين و كثيرا ما تجد تجمعاتهم تنتشر فى كل بلد يتجمعون ويتفاكرون فى أمور بلادهم ثم يعرجون على السياسة أحيانا ولا يتناسون الجانب الوطنى إذ يقيمون الاحتفالات بذكرى أعياد الإستقلال المجيد يفردون مساحه كبيرة داخل معارضهم لتراثهم الأنيق حتى أبناؤهم عرفوا بانهم مميزون على الصعيد العلمى وأيضا فى حياتهم العاديه وداخل إطار منازلهم تشعر بسودانيتهم فى حديثهم وعاداتهم والتى لم تتاثر بعادات الآخرين حتى فى رمضان المعظم على سبيل المثال تجد المائدة السودانية أصيله تتربع فى المقدمه وكل أشياء الوطن الجميله وفى كل شى تشعر بإرتباطهم الوثيق ببلادهم وسودانيتهم الأصيله ويمتد هذا الامر الى زيهم والجلباب الذى يميزنا عن الآخرين وتلك العمامة لم يتخلوا عنها رغم تندر البعض وهذا إعتزاز وهذا كان الى وقت قريب ولا يزال البعض يفعل لكن فى الاونه الآخيره لا أعرف ماذا حدث تحديدا ربما نجحت الغالبيه من هؤلاء الأغراب فى تعليم أطفالها بصورة جيده وتربيتهم بصورة حسنه غرست فيهم المثل وحب المبادى والقيم الرائعه حتى أضحى بعض أبنائها والذين ولدوا بالخارج تواقون أكثر من أهلهم لرؤيه تلك الرحاب وربما الطموح للاستقرار فيها لكن مع ذلك برزت فئه إستهوتها حياه الغربه ورغد العيش ويسره وسعت وراء أرزاقها أكثر فإنشغلت عن تنشئه أبنائها بالسعى وراء الرزق ومضاعفته عن أولويات تفوق هذا لاننكر عليهم سعيهم لتحسين أوضاعهم لكن يجب أن يسير ذلك فى خط موازى مع تربية أطفالهم حتى يكون النجاح كلى وكان نتيجه هذا ان يخرج جيل من هؤلاء الشباب لايمت للوطن بصله اللهم إلا أوراق التجنس التى يحملها والتى تدل على سودانيته وما عداها شى الغالبيه من هذا النشى لم يتربى على القيم الجميله وأخذ من عادات غيرة أكثر من عادات وطباع أهله وتنكر بعضهم لسودانيته لاتستغربوا حديثى إخوتى الأفاضل ربما لمست هذا الامر وعايشته عن كثب ليس فيهم شى يوحى بانتمائهم لا فى حديثهم ولا حتى عاداتهم وربما بلغ بهم الأمر درجه أن يتحرج بعضهم من ذكر إنتمائهم للسودان حتى ألسنتهم ذهبت أبعد ما يتصور العقل من حدود والمصيبه الكبرى حين يلتقك بعضهم تجدهم يهتمون بشكلهم ولعلهم أسرى الموضه من أى شى آخر والواحد فيهم يهتم بشكله أكثر من أى شى آخر عقله خواء من كل شى اللهم الا من أغانى الساندوتشات الهابطه وفن الشعوذة كما يسمونه فى الشقيقه مصر ثقافتهم محصورة فى إطار ضيق جدا إكتسبها من أشرطه الكاسيت والبرامج المتواضعه فى الفضائيات مثل أستار وغير ها لعلنا ناسف لمثل هؤلاء الشباب ونتالم لحالهم وهذا يجعل بعضهم موضع سخريه حين يعودون عموما نرثى لحالهم ونلقى باللوم على ابائهم وأسرهم والذين شغلتهم الماده وأمور حياتهم الأخرى عن تنشئه أبنائهم بالصورة المطلوبه
للاسف البعض من أرباب هذه الأسر يعتبر الامر عاديا جدا ربما لجهل فى نفسه وأخرى لا مبالاه لكن النتائج الوخيمه والتى ستترتب على هذا يدركها أبائهم بعد أن يبلغوا سنا يشعرون فيها بأنهم محتاجون لهؤلاء الشباب وحينها لايجدون شيئا ربما بالعوده لارض الوطن بقصد الاستقرار فيصبح من الصعب على أبنائهم التاقلم مع الآخرين والتعايش معهم رغم أن
السودانيين شعب بسيط لكن ثقافتهم لن تمكنهم من مسايرة البعض والحصول على فرص عمل داخل البلد اذا كان بعضنا يتالم لحال هؤلاء الشباب وربما تجرا اخوة لنا ومنحوهم لقب المنسلخين فكيف سيكون حالهم داخل البلد لابد من معالجه فوريه وسريعه لهذه المشكله وهذا لايتسنى الا اذا بدات المعالجه بتوعيه اسر هؤلا ء الشباب وداخل اطار منازلهم يجب على ذويهم ان يغرسوا القيم الجميله فى نفوسهم ويعرفوهم عن وطنهم حتى لو طلب ذلك ان يزوروا ارض الوطن مره كل عام وان فعلوا سيشب هؤلاء الشباب ويقوى ارتباطهم بالوطن وترابه واهله وان كانو يعيشون فى المريخ مثلا

فوق