الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا

الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا


05-22-2005, 03:14 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1116728090&rn=0


Post: #1
Title: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: من الله
Date: 05-22-2005, 03:14 AM

والرياضة ليست لعبا..!

الإمام الصادق المهدي

ذكرت في المقالة قبل الماضية حاجات الإنسان العشر ومن ضمنها الحاجة الرياضية.

قيل إن العقل السليم في الجسم السليم. وإذا استرجعت أيام الصبا وفترة الدراسة، تذكرت عددا كبيرا من الشباب وهبهم الله جسما سليما، وبعد عشرين سنة قابلت بعضهم، فإذا بالجسم الصحي تحول إلى سلة أمراض، والكرة التي كانوا يحاورون بها في رشاقة الغزال انتقلت إلى بطونهم!. المقولة الصحيحة: الجسم السليم في العقل السليم. جاء في الأثر: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه»، و«البطنة تذهب الفطنة»، و«حسب بن آدم لقيمات يقمن أوده»، و«المعدة بيت الداء والحمية أصل الدواء». وفي دراسة أجراها مختصون على ستة آلاف شخص ثبت أن الإنسان إذا التزم بالفطور بانتظام، وبألا يدخل الطعام على الطعام، وبالنوم ست ساعات يوميا، وبالمحافظة على وزنه في المستوى المحدد طبيا، وبممارسة الرياضة بانتظام، وبألا يشرب الخمر، وألا يدخن التبغ، فإنه يبطئ شيخوخته لأكثر من عشرة أعوام.. ومن هنا فضبط المطعومات والمشروبات وممارسة الرياضة ضرورات للجسم السليم يحرص عليها العقل السليم.

فكرة أن السمين صحته جيدة فكرة خاطئة وخطيرة، ووهم ينبغي طرده وإعلاء مفهوم أن الإنسان الرشيق هو صاحب الصحة الجيدة:

كميش الإزار بارز نصف ساقه

خلـي مــــن الآفات طلاع أنجد!

هنالك قيم جمالية تحسب السمنة جمالا، وكثيرون يحبسون المرأة لدى الزواج «يعلفونها»، وفي بعض الأدب العربي إشادة بالسمنة:

غـــــراء فـــرعاء مصقـــول عوارضها

تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

هذه سيدة معوقة يبطئ تحركها ألم المفاصل من السمنة!.

في كل خطاباتي لأبنائي وبناتي أثناء فترات الغياب الطويلة بالمنافي والسجون كنت أوصيهم على ثلاثة: الصلاة ـ الدراسة ـ والرياضة، باعتبارها ثالثة ثلاثة مطلوبة للفلاح، والنجاح، والصلاح واتخاذها واجبا مستمرا، فالرياضة لا تخص مرحلة حياتية معينة، ولا تخص الرجل من دون المرأة. إنها واجب حياتي مستمر للأطفال، والصبيان، والشبان، والكهول، والشيوخ، نساء ورجالا من المهد إلى اللحد. والاهتمام بالرياضة ينبغي ألا يقف عند حد تشجيع الفرق الرياضية بل ممارستها للجميع بانتظام طول حياتهم.

بعض الفقهاء قبل الرياضة على مضض للذكور مع منعها للنساء، وهذا خاطئ فللنساء حاجة للرياضة تعززها الظروف الخاصة بهن، فهن يحتجن لتمارين رياضية معينة أثناء فترات الحمل وما بعد الولادة، كما تزداد الحاجة لديهن للتمرين لزيادة كثافة العظام للتأثيرات السالبة لفترة انقطاع الطمث على ترسيب الكالسيوم في عظامهن.

للتمارين الرياضية المنتظمة فوائد صحية وقائية وعلاجية خاصة للقلب، والشرايين، والرئتين. فهي تساعد على زيادة الكلسترول الحميد HDL الذي يقوم بطرد الكلسترول الخبيث LDL من الشرايين، وتساعد على زيادة طاقة الجسم التنفسية بتوسيع الرئتين وتقويه عضلات المسك والتفريغ فيهما، ولها أثر حميد على كافة عضلات الجسم الأخرى، وعلى المفاصل ومرونتها، وعلى كثافة وقوة العظام والتقليل من مخاطر الحوادث والكسور، كما أنها مفيدة للمصابين بمرض السكر.

للرياضة أيضا فوائد نفسية مشهودة، فهي مطلوبة لكسر الملل، وداعمة للصحة العقلية، وللوقاية من الاكتئاب، والتخلص من التوتر النفسي، وتحقيق النشوة والسعادة. ولها فوائد اجتماعية كثيرة: تبث التعاون بين الناس، وتهذب التنافس بروح رياضية. وتنمي روح الفريق تناصرا وتعاونا ومشاركة في تحقيق الأهداف المشتركة، وانضباطا في التعامل مع الهزيمة، وهي تمتص المشاعر العدوانية الغضبية الكأمنة.

إن للإنسان ثلاثة أعمار: عمر إحصائي يسجل تاريخ المولد، وعمر فسيولوجي يعتمد على الصحة والمرض، وعمر نفسي إذ قد يتقدم عمر الإنسان ولكن حالته النفسية تكسبه نضارا وفتوة. وللرياضة دور كبير في العمرين الفسيولوجي والنفسي إنها روشتة ضد الشيخوخة.

بعض الأديان نافية للعالم ترى نجاة الإنسان في الخلاص من دنياه. الإسلام دين أخروي ودنيوي معا يقر الفطرة الإنسانية ويعمل على إشباعها بصورة محيطة وموزونة. ولذلك فإن السيرة النبوية وسير الصحابة تؤكد الاهتمام برياضة الجسم: كان النبي (ص) يشجع السباق بين صحابته، ويدعو لتعليم الرماية وعدم تركها لمن تعلمها، وكان الصحابة يرمون مرانا أي تدريبا، وأخرج الترمذي وأبو داود أن النبي (ص) صارع أحد الصحابة وصرعه، وقال عمر رضي الله عنه: «علموا أولادكم السباحة والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا»، كما أخرج أحمد وأبو داود خبر السيدة عائشة ومسابقتها النبي (ص) فسبقته مرة وسبقها مرة وقال لها «هذه بتلك»، وكان (ص) يضمر الخيل يسابق بها، ويعطي السابق مكافأة، وقال (ص): «الخيل معقود على نواصيها الخير إلى يوم القيامة»، وكان المقاتل يعطي سهما لنفسه وسهمين لجواده في الغنائم. والجواد من بين سائر الحيوانات رياضي بطبعه، يربط ذلك مع أخلاق: المروءة، والنجدة، والإقدام، والكرم، والكرامة. أخلاق استمدها الفرنجة من اتصالاتهم بالحضارة العربية وسموها أخلاق الفروسية chivalry الأدب العربي قرأ هذه الصفات في الخيل لذلك ما سماها إلا ببعض تلك الصفات: فالجواد من الجود، والحصان من الحصانة، والخيل من الخيلاء. وقد خلد أبو الطيب هذه المعاني:

ومــــا الخيــل إلا كـالصديق قليلة

وإن كثرت في عين من لا يجرب

إذا لــم تشاهد غير حسن شياتها

وأعضائها فالحسن عنــك مغيب

لقد نشأنا مع الخيل ونشّأنا أولادنا مع الخيل فكانت الخيل خير معين على التربية. كما كنا نمارس الرياضة في طفولتنا عبر الألعاب الشعبية: شليل، وكركعت، وحرينا وغيرها. ولعب الأطفال هو رياضتهم وله منافع بدنية ونفسية واجتماعية كثيرة. ولم نحظ بلعب الأطفال المصنوعة المنتشرة الآن بل كنا نصنع وسائل اللعب بأيدينا كالترتار، وكرة الشراب، وأعمال الخلوة التي تقوم على الاعتماد على النفس والتصنيع الذاتي، واحتلت العلاقة بالحيوان مساحة كبيرة من طفولتنا.

وقد استمر هذا الاهتمام بالرياضة معي في الحل والترحال، والسجن والمنفى، ومهما بلغ الانشغال، وكان ذلك من بين أسباب تهجم محققي الأمن الجهلة علي، قائلين إن اهتمامك بالرياضة وأنت رئيس الوزراء يدل على عدم الجدية!!

اسفنجة جــاءت لشـرب بحــر

وشمعة ضـــاءت لشمس ظهـر

(وهؤلاء.. في مجال الفكــــر)

ثلاثـة مضحكـة لعمـــري!!!

الانطباع الشائع في مجتمعاتنا والقيم السائدة في ثقافتنا المعاصرة تتعامل مع الرياضة كشيء كمالي أو ثانوي أو خاص بالتلاميذ في المدارس. وحتى في المدارس فإن الرياضة نشاط هامشي. هذه المفاهيم والانطباعات ينبغي محوها.

ختام قولنا إن الجدية تحتم على العقل السليم أن يصنع جسما سليما، فالرياضة ليست مجرد لعب أو عبث فارغ.. إنها مطلوبة للجميع في مجال إشباع حاجات الإنسان الفطرية ضمن توازن مطلوب يحقق الوسط الذهبي فكل فضيلة هي وسط بين رذيلتين.

نقلا عن الشرق الأوسط

Post: #2
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: abas
Date: 05-22-2005, 04:18 AM
Parent: #1

قريبي ازيك

وكيف احوالك

Post: #3
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: jini
Date: 05-22-2005, 05:18 AM
Parent: #2

Quote: إن للإنسان ثلاثة أعمار: عمر إحصائي يسجل تاريخ المولد، وعمر فسيولوجي يعتمد على الصحة والمرض، وعمر نفسي إذ قد يتقدم عمر الإنسان ولكن حالته النفسية تكسبه نضارا وفتوة. وللرياضة دور كبير في العمرين الفسيولوجي والنفسي إنها روشتة ضد الشيخوخة

Good prescription
jini

Post: #4
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: من الله
Date: 05-22-2005, 06:24 AM
Parent: #1

االاحباب

عباس وجنى شكرا للمرور ويا عباس حا ازوركم قريب انشاء الله

Post: #5
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: محمد حسن العمدة
Date: 05-22-2005, 05:34 PM
Parent: #4

Quote: وكان ذلك من بين أسباب تهجم محققي الأمن الجهلة علي، قائلين إن اهتمامك بالرياضة وأنت رئيس الوزراء يدل على عدم الجدية!!



الان فقط عرفت اسباب تدهور الرياضة في السودان قديما فعل النميري نفس الشي على الرغم من انه كان رياضيا !!!!!!


الحبيب جني سلامات
السيد الصادق دا كلام حلو تب رغما عن رايك الحاد فيه خاصة كحاكم فشل لمرتين في ادارة الشان السوداني ولعل هنالك اسبابا عدة قد يتسع المجال لذكرها بالبوست


شكرا من الله

Post: #6
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: abas
Date: 05-23-2005, 10:14 PM
Parent: #1

من الله

تشرفنا في اي لحظه يا جميل

Post: #7
Title: Re: الامام الصادق المهدى يكتب الرياضة ليست لعبا
Author: عوض أحمد عمر
Date: 05-24-2005, 00:30 AM
Parent: #1

والسياسة ايضا ليست لعبا



عوض