592 حالة انتحار في السودان في السنة الماضية

أرقام مفزعة تلك التي سمعتها اليوم عبر إذاعة أمدرمان خلال برنامج الأسرة الذي خصص اليوم للحديث عن الانتحار، وصراحة لم ألقي بالاً باعتبار ان الموضوع لم يدخل حيز الظاهرة في المجتمع السوداني، وإذا بي أسمع في صدر البرنامج أن الإحصائيات الرسمية المسجلة للعام الماضي 2003 عن ظاهرة الانتحار بلغت 592 حالة، وهو ما يسمى بالانتحار الظاهر وغير المستتر الذي يصعب تميزه عن حالات الوفاة الأخرى، كركوب أحدهم سيارة والإسراع بها حتى وقوع حادث وموت السائق إلخ.
وحملت بقية الإحصائيات أن النساء لهن نصيب الأسد في عدد حالات الانتحار ب478 حالة مقابل 114 حالة للذكور، وسجلت ولاية الخرطوم أعلى نسبة لحالات الانتحار ب283 حالة ، ولاية الجزيرة ، ثم البحر الأحمر وشمال كردفان على التوالي.
وعلل معظم المشاركون في تلك الندوة أن جل الأسباب الواضحة هي مشاكل أسرية، تتحول إلى حالات متقدمة من الاكتئاب وبعض الأمراض النفسية التي تدفع صاحبها إلى الانتحار.
والعجيب أن مع دخولنا الربع الثاني من عام 2004 تسجل التقارير الآن ارتفاع حالات الانتحار بين الذكور عن الإناث ، علماً بأن نسبة السنة الماضية زادت عن التي قبلها ب34% .
كما أشار أن الذين يقدمون على الانتحار هم من جميع شرائح المجتمع، متعلمين غير متعلمين شباب شيوخ مراهقين.
هذا بالطبع ناهيك عن حالات الشروع في الانتحار التي تلحق في آخر اللحظات، وغالبية (الملحوقين) من النساء، وكما برر أحد المشاركين أنها تكون محاولة للفت الإنتباه إلى موضوع معين.
أرقام مخيفة ومرشحة للتنامي مع ازدياد المشاكل اليومية التي يواجهها المواطن السوداني، ولا أملك إلا أن أقوم كان الله في عونهم وعون أسرهم.