من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"

من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"


05-18-2004, 12:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1084880435&rn=1


Post: #1
Title: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: kabaros
Date: 05-18-2004, 12:40 PM
Parent: #0



كان لا بد أن أشترك إرضاء لعبد الله ولكبروس وقبل ذلك وفاء لزمن رائع وعميق يستحق هذه النوستالجيا أو الحنين الوفي، الذي جمعكم لكي تواجهوا واقعا مزودين بالدهر والتاريخ الجميل و ترددون مع المتنبى:


لولا مفارقة الاحباب ما وجدت لها المنايا الى ارواحنا سبلا


تجربة انسانية مدهشة، فعندما أقول " اولاد المغرب" كأننى أقول عيال الجويلى المعروفين بأنهم كمبلوا و عرضوا و جابوا سمح الخبر من فاس و مراكش و سلا. أو كأننى أقول ابناء الزهور Blumen kinder من شباب ثورة 1968 الذين انتسبوا الى الطبيعة أما تزودهم بالمغامرة و التجريب. أو كأنهم اخوان الصفا يبحثون عن اللغة الجديدة و الحياة. كل هذا و تنين الانقاذ يطاردهم و يضيق عليهم و يعطل وصولهم دراهم الضئيلة الممحوقة.

أولاد المغرب صارت رمزاً أو رقية عندما تنطقها وعلى الصعيد الشخصي صارت وصاروا فعلا من حياتي الغرائبية. أسعد حين أجدهم مبعثرين كالنجوم أو كالشوام في كل مكان في لندن، هولنده، زيورخ، معرض الشارقه، العالم الجديد وفي عدة زوايا في الخرطوم الكئيبة.

حين عاد المركز إلى الوطن كان وكيله الشرعي عادل أحمد يوسف ذلك الشهاب الفريد وكـأنه بالفعل زول موت. وحين أذهب إلى أوربا تكون بدعوات منهم ويكون الأقرع، الريح، نصر الدين، طارق، محمد الفاتح وغيرهم وفي مطار الخرطوم أجد في counter اللوفتهانزا تلك الصبية المتمردة التي لم يغادرها المغرب لأنها لم تستطع أن تغادره ويجيء أسامة بلوحاته المرسومة من عوالم أخرى وتشرفنا بإقامة معرضه وحين ضايقني جهاز الجوازات هب النقيب عامر ليختم الجواز. إنهم أولاد المغرب – هذا رأسمال إنساني وعاطفي يملأ ثقوب هذه الحياة المضنية، أمتن للقدر بالصدفة التي أوجدتني بينهم.

ولكن ... وهذا ما عطلني يا عبد الله عن المشاركة – يرجع الفكر إلى البدايات وأسأل: هل لمثل هذا كانوا يعملون أو يدرسون؟ بالتأكيد لا، كان المستقبل آنذاك غير هذا الحاضر تماما. فقد كانت الأحلام تتوق إلى سعادات ودهشات ولذات اخر وإلى بناء الوطن اليوتوبيا الذي كان يراود رؤوسهم في اجتماعات تنظيماتهم أو في معارك الاتحادات الشرسة. أين كل ذلك الفردوس المفقود. يقول سارتر: "بيني وبين البرجوازية حقد لا يفنى إلا بفنائي أو بفنائها." وأقول بدوري: "بيني وبين الجبهة حقد لا يفنى إلا بفنائي أو فنائها." وقد يكون السبب الوحيد للحقد أنها شردت هذه النجوم الزاهرة: أولاد المغرب في دياسبورا لانهائية. كانوا مثل فلسطينيي 48 يحملون مفاتيح وطن المستقبل ويحلمون بالعودة والجلوس في المحطة الوسطى بعد أن تكون باليما في عاصمة قومية تماما عقب عودتهم من مكاتب المحاماة التي تزين شوارع الجمهورية والبرلمان. وبعد ذلك يهبون إلى اجتماعات طويلة ... بتفاصيل لا تحد.

مازال الأمل متقدا بعودة أولاد المغرب إلى الوطن الشامخ الديمقراطي يقدلون حافين حالقين في زنقات الخرطوم وأم درمان وكل البقع ويلملمون ذكرياتهم وتجاربهم ويجعلونها زادا للتوازن الروحي والنفسي ودافعا لطلب المستحيل.



Post: #2
Title: Re: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: degna
Date: 05-18-2004, 01:31 PM

الاخ العزيز كابروس تحياتي ومودتي

مرحبا بهذا العملاق بيننا يرفدنا برواعه الجميلة وكتابته الرزينة الموزونة والتي تتسم بواقعية وجراءة حد الدهشة

ما اجملها من قطعة ادبية تحكي واقعنا بشكلا عجيبا ومدهش وبكلمات ينطق كل حرفا فيها ويصرخ ويحكي عن هذا الواقع الذي اصبحنا فيها دون ارادتنا

فله التحية والتقدير والاحترام

ولك الود والحب لجلبك لنا هذه الكلمات المشرقات النابضات بالحياة والشعور

علي احمد

Post: #3
Title: Re: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: AnwarKing
Date: 05-18-2004, 02:41 PM

التحيات النواضر ليك وللوالد العزيز د.حيدر يا كابروس...
والله شرف عظيم ونورت سودانيز اون لاين...
انور

Post: #4
Title: Re: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: Walid Safwat
Date: 05-18-2004, 06:03 PM

اه من همسة شوق تقطر من ابوة لتطاء قلب ينزف بوحشة

اخي مظفر لك ولاستاذنا الدكتور حيدر احلى الذكريات وان قصرت ساعاتها

لقد كان لنا في اسرة الدكتور بلسم يداوي سقم الغربة

Post: #5
Title: Re: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: Abdalla Hussain
Date: 05-18-2004, 06:54 PM

شكراً دكتور حيدر أبراهيم على الحضور المتألق
وشكراً على إستجابتك السريعة والكريمة
فوجودك ودكتور صلاح الزين وتأسيس مركز الدراسات
السودانيةعلى أرض المغرب، قد ترك بصمات
قوية ـ لن تمحى ـ على الوجودالسوداني في المغرب
عامة وعلى الوجود الطلابي خاصة،
فقد شعر هؤلاء بـ"الفخر" الحقيقي أن للسودان أيضاً
مفكريه وأدبائه الذين أخذت كتاباتهم تشكل
حضوراَ قوياً على الساحة المغربية والعربية، كما
للمغرب ولبنان وسوريا ومصر مفكريها،
فالسوداني هو كائن سياسي حد النخاع "بتحغظ"
لذا تجدهم في المغرب يعرفون المخلوع جعفر نميري مثلاً
كما يعرفون جيداً عبد الخالق محجوب القائد السياسي
بينما يكادون ألا يعرفوا عنه أي شيء كمفكر،
وهذا الأمر يبدو جلياً إذا ما قارنا الطلاب السودانيين
برصفائهم المغاربة، حيث نجد أن السودانيون منهمكين في
فيما هو سياسي يومي، بينما نجد أن الطالب المغربي
"بشكل عام" مهتم بالتكوين المعرفي والفكري، وهذا ما
أثر لاحقاُ على الطالب السوداني وجعله ينخرط شيئأً
فشيئاً في ميدان المعرفة.

أرجو أن تقوم يا دكتور بإضاءة هذا القضية الجوهريةـ
السوداني كسياسي/ مفكرـ والأثر الإيجابي الذي تركه
المناخ المغربي عليكم شخصياً وعلى الوجود الطلابي عامةً.

كما نتوقع سهامك الثاقبة في قوس المغرب اللعين، الذي دشنه
بمقدرة عالية الصديق العزيز أشرف الشوش.

ومرحباً بك مجدداً يا دكتور

ولي عودة

Post: #6
Title: Re: من حيدر إبراهيم إلى "أولاد المغرب"
Author: Rawia
Date: 05-20-2004, 01:13 AM

سلام وتحيه لدكتور حيدر ابراهيم

وشكرا ياكباروس