المغتربون .... وملف الثروة !!!

مغترب بالسعودية: أين هي ضمانات عودتنا؟!

المغتربون وملف الثروة
عوض الله بادي

مازال العالم يتابع محادثات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية, ويتطلع الى نتائج تحسم الامور وتصل بسفينة السلام الى بر الامان. ولقد آثر طرفا الحوار ان تكون المحادثات مجزأة على شكل ملفات من بينها ملف اقتسام الثروة الذي اجازه الطرفان. ولكن هناك سؤال يلح في الخاطر وهو: هل تضمن ذلك الملف ثروة المغتربين? طبعا لا اقصد بذلك تقاسم الدولة والحركة لثروة المغتربين (إن وجدت), او تقسيم المغتربين اجباريا بين الشمال والجنوب بنسبة 50% ولكن ما أرمي اليه هو النظر الى المغتربين السودانيين كثروة بشرية هائلة وفاعلة بإمكانها ان تساهم بقدر كبير في ازدهار البلاد, ورسم خارطة السودان الجديد المواكب للتقدم العالمي في مختلف المجالات الصناعية والزراعية والطبية, فالسودان يملك كوادر مؤهلة تجوب العالم من أدناه الى اقصاه في المجالات التي ذكرتها, وعلى ارقى المستويات. ولا أدل على ذلك من مؤتمر الخبرات والكفاءات الذي انعقد في الخرطوم في الصيف الماضي, فالسودان يملك من الطيور المهاجرة التي صقلتها التجارب والاحتكاك بالخبرات العالمية ما يجعلها قادرة على انتشال السودان من وهدة الضعف الى مصاف الدول المتقدمة بجهود أبنائه التي لا ينقصها العزم ولا الاخلاص.
ولكن تبقى اسئلة هامة تدور في الخاطر وهي: كيف يمكن استقطاب تلك الخبرات للعودة? وما الضمانات التي تقدمها لهم الدولة لضمان استقرارهم بأرض الوطن? وكيف يتم استيعابهم في المؤسسات والوزارات المختلفة? وما الأسس والمعايير التي تتم بموجبها عودتهم. كل هذا وغيره من الاسئلة التي تطرح نفسها, ولكن يبقى المهم هو وجود الآلية المناسبة التي توفرها الدولة لجذب اهل السودان الى داخل السودان لخدمة السودان.

المصدر: صحيفة عكاظ السعودية - مايو 2004