بين مقتدى الصدر....وولد نوح عليه السلام

بين مقتدى الصدر....وولد نوح عليه السلام


05-05-2004, 01:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=8&msg=1083761370&rn=0


Post: #1
Title: بين مقتدى الصدر....وولد نوح عليه السلام
Author: adil amin
Date: 05-05-2004, 01:49 PM

مقالات ليبرالية:عندما نتحدث عن الشعراء اللذين لا يتبعهم الغاوون..ومن منظور جديد سياسى /اجتماعى..سواء كان الشاعر معاصر او ممعن فى القدم يبقى الهدف واحد..وهو نشر ثقافة المجتمع المدنى فى الوطن العربى حتى يتم تجاوز التناقضات التى يلعب بها اعداء الامة الحقيقيين...فى قصيدة ولد نوح للشاعر الراحل امل دنقل معنى كبير يحتاج الى قارى بين السطور حصيف..ليعيد صياغة دلالاتها العميقة ومحاولة لفهم الواقع الجديد العراق نموذجا..من المعروف ومن نصوص القران المباشرة ان نوح عليه السلام دعى قومه الف سنة لعبادة الله الواحد القهار وتجاوز عبادة الاصنام(ودا وسواعا ويعقوا ويغوثا ونسرا)..ووضع لهم خارطة طريق للنجاة من خطر ماحق قادم يعرفه هو ولا يعرفه الكثير من ابناء قومه..جهلا واستكبار.
.كان الخطر القادم هو الطوفان الذى لا يبقى ولا يزر..ولكن سيدنا نوح عليه السلام فوجىء برفض ابنه لاتباعه وردد الابن العاق :سوف آوى الى جبل يعصمنى من الماء..وترك السفينة كما لمح امل دنقل واثر البقاء فى الوطن..ولكن جثة هامدة وتنبثق هنا تراجيديا الايدولجية التى كان ينتمى لها امل دنقل والتى جعلت من هذه الحماقة بطولة..والتى تتردد حتى الان فى بوق الايدولجيين المفضل فضائية الجزيرة وصحيفة القدس العربى
ولد نوح يحمل امتياز لا يحمله احد فى زماننا المعاصر انه ولد نبى وبنص القران ومع ذلك لم يجد من قومه من يتبعه على جاه ابوه وذهب ليواجه الموت وحيدا..ولكن اصحاب ولاية الفقيه فى العراق الشقيق..رغم انقطاع الوحى وان البشر المعاصرين لا يحملون امتيازات من ايي نوع..آثرو اتباع ولد عالم جليل له طموحات فى زمن اضحت هذه لطموحات المريضة تقتل الناس دون جدوى ..اثر هذا الغلام ان يحتمى بمدينة يقدسها الشيعة لتحميه من الطوفان(قوات الاحتلال)..وبذلك تكرر المأساة مرة اخرى..
هناك مقولة حكيمة قيلت من رجل حكيم يقرا هذا العصر بعقلية متفتحة فى بلد لحكمة والايمان اليمن (الديموقراطية هى سفينة النجاة الان فى الشرق الاوسط وما دونها الطوفان)..اذا لم يدرك اهلنا ارباب الدولة الدينية الزائفة والتى عراها اعمى المعرة منذ قرون..عندما قال:
إن هذه المذاهب أسـبـــاب لجلب الدنــيـــــــــا إلى الرؤساء

كالذي قام بجمع الزنـــــج في البصرة والقرمطي بالأحساء
وكانما تنبا بالطوفان ايضا حين قال:
والأرض للطوفان مشتاقة لعلها مـــــــــــن درن تغسل
*************
ان وعى الدولة المدنية لا يزال بعيد المنال فى المنطقة العربية فى ثلاجة الموتى التى تسمى الوطن العربى..وفى ظل هذا الانغلاق المذهبى والعرقى والجهوى..سيكون هناك ثمن فادح لابد ان يدفعه كل سكان المنطقة وامريكا ايضا ويبقى ان نردد التساؤل الذى جاء فى عدد هذا الاسبوع من المشاهد السياسى ..هل فشلت امريكا فى العراق ام فشل العراقييون؟؟

مقابله خاصه مع إبن نوح

جاء طوفان نوح
المدينةتغرق شيئا فشيئا
تفر العصافير
و الماء يعلو
على درجات البيوت ـالحوانيت ـ
ـ مبنى البريدـ
ـ البنوك ـ
التماثيل ـ (أجدادنا الخالدين )
ـ المعابد ـ
ـ أجولة القمح ـ
مستشفيات الولادة ـ
بوابة السجن ـ
دار الولايه ـ
أروقة الثكنات الحصينة ـ
العصافير تعلو ..رويدا ..رويدا
ويطفو الأوز على الماء
يطفو الأثاث ..ولعبة طفل..
وشهقة أم حزينه
الصبايا يلوحن فوق السطوح
جاء طوفان نوح
هاهم الحكماء يفرون نحو السفينه
المغنون..سائس خيل الأمير ..المرابون..
قاضي القضاة ..ومملوكه
حامل السيف ..راقصة المعبد (ابتهجت عندما إنتشلت شعرها المستعار)
جباة الضرائب..مستوردو شحنات السلاح..
عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوح ..
جاء طوفان نوح
هاهم الجبناء يفرون نحو السفينه
بينما كنت ..كان شباب المدينه
يلجمون جواد المياه الجموح
ينقلون المياه على الكتفين
و يستبقون الزمن
يبتنون سدود الحجارة
علهم ينقذون مهاد الصبا والحضاره
علهم ينقذون الوطن .
صاح بي سيد الفلك قبل حلول السكينه:
"أنج من بلد لم تعد فيه روح "
قلت :
طوبى لمن طعموا خبزه..في الزمان الحسن
وأداروا له الظهر يوم المحن
ولنا المجد ..نحن الذين وقفنا
وقد طمس الله أسماءنا
نتحدى الدمار
ونأوى إلى جبل لا يموت
يسمونه الشعب
نأبى الفرار و نأبى النزوح
كأن قلبي الذي نسجته الجروح
كأن قلبي الذي لعنته الشروح
يرقد الان فوق بقايا المدينه
وردة من عطن
هادئا
بعد أن قال لا للسفينه
وأحب الوطن