محمود درويش المختلف الحقيقى

اخر ما قرات كتاب محمود درويش المختلف الحقيقى وهو مجموعة من شهادات اصدقاء درويش ونقاد منهم غسان زقطان سميح القاسم صبحى حديدى عباس بيضون محمد على شمس الدين امجد ناصروفى حوار عميق اجراه معه غسان زقطان حسين البرغوثى يقول غسان درويش محاورصعب يبدا معك من قوة الاصغاء لديه ومن الحضور المذهل لثقافته ذلك الحوار الذى يدوره بين يديه امامك فى انتقالات منتقاة لتكتشف اثناء ذلك انك تتحرك فى حقوله هو
من الحوار درويش الشعر اساسا بناء بناء العلاقات بين عناصر القصيدة بحيث لاتكون حاله من المجانية لا بالصورة ولا بالاستعارات ولا حتى باالايقاع اننى ابحث عن تطور البناء ليس بمعناه الكلاسيكى مدخل سياق ونهاية الصعوبة فى البناء الهارمونى والدرامى وخاصة فى السرد ذى الطابع النثرى وكلما ازدادت معرفتى بالشعر ازداد هاجسى البنائى وفى اجابة على سؤال اخر يقول درويش اذا كانت الشعرية سائدة كثيرا تصبح لا شعرية وتزهق بجماليات جاهزة وهنا ياتى دور النثر الفذ او مايبو انه نثر لان الجملة النثرية فى القصيدة قد تحميها من الجهامة ومن الرومانسية ومن الافراط فى الغنائية تخفف سيولة الغناء وثانيا تقرب النص للتعامل مع الواقع بشكل اكثر سماحة

درويش مهمة الشعر ان يحمى الواقع من الافراط فى الواقعية وهذا متفق عليه اما ما ليس متفق عليه فهو ان نحمى الشعر من ارهاقه الجمالى او من الاغراق فى الجمالية والغنائية ادراج جمل قد تبدو نثرية ولكن شعريتها تتجلى بحالتها وانسانيتها اكثر منها بجمالها الغنائى هذا ما يجعل الشعر اقل شعرية وهويجب ان يكون كذلك
مسالة التناص التى امارسها هى جزءاساسى من مشروعى انطلاقا من انه لاتوجد كتابة تبدا الان ليست هناك كتابة تبدا من بياض ولايوجد اصلا تاريخ للشعر لذلك كان حريا فى عصر تداخل الثقافات ان تدخل التناص لان الكتابة الان هى كتابة لما كتب وليس هناك شاعر خال من عدة شعراء وكلما عرفت اكثر اصبحت الكتابة اصعب لانك تبحث عن مكان خاص بك وسط هذا الزحام
فى مجموعة سرير الغريبة احاول ان انظف لغتى من جماليتها الزائدة لا اسمح للاحتفالية والجمالية بان تاخذ مداها دون كوابح اى يوجد كبح لصور شعرية احيانا لادور لها واحيانا توجد ايقاعات تسرح وتمرح بلا وظيفة بالضبط كما تراقب اى نغمة فى عمل موسيقى الموسيقى الماهر هوالذى يلجم النغمة ويعيدها فى الوقت المناسب والتقشف الجمالى يمكن ان يكون جزءا من جماليات جديدة