ماذا تعني عودة البعثيين للحكومة العراقية الجديدة؟

ربما يستطيع البعض القول ان البعثيين هم عراقيون ولهم حقوق كما لأي مواطن آخر.
وربما تبرر سلطة التحالف في العراق تغييرها لسياستها تجاه البعثيين من اجل تهدئة الاوضاع الامنية في الوسط السني او ان ديمقراطيتهم لا تسمح بحرمان احد كما يدعون. لا نريد ان نطيل في الحديث ولكن هناك جملة من النقاط:
1 ـ ان الشعب العراقي يطالب هؤلاء البعثيين ان يقدموا ادلة عدم تورطهم بأعمال ضد ابناء العراق وبالتالي لا بد من فتح ملفات هؤلاء البعثيين بشكل علني وفي الصحافة العراقية وقبل اي اجراء لعودتهم.
2 ـ لماذا التباكي علي هؤلاء البعثيين بينما تنسي سلطة الاحتلال آلاف العراقيين من الكفاءات العالية في مختلف الاختصاصات والذين ظلمهم النظام البائد ولا زالوا طي النسيان.
3 ـ لماذا لا تنطلق المحاكمات الشعبية العراقية للبعثيين المتورطين حتي يطمئن العراقيون لما يجري حولهم.
4 ـ ان قرارا مثل هذا يؤشر علي سياسات الصفقات السرية وما أكثرها وما أفضحها.
5 ـ ان ثقافة حزب البعث البائد في العراق هي ثقافة قتل وتدمير والغاء وليس واضحا ان البعثيين سيتخلون عن هذه الممارسات.
6 ـ لماذا يتفرد السيد بريمر بمثل هذه القرارات من غير تفهم لمشاعر العراقيين وقناعاتهم وارائهم واذا كان يعتمد علي بعض الشخصيات او الاتجاهات لتمرير هذه القرارات فأن ذلك سيعرضه لضغط شعبي هائل ويعزز انفصام اللحمة.
7 ـ نعم هناك بعثيون صغار لم يتورطوا يمكنهم ان يحضوا بحقوق المواطنة علي ان لا يكونوا افضل من العراقيين الذين جاهدوا وناضلوا ضد النظام البائد.
8 ـ لا زال البعثيون وللأسف يسرحون ويمرحون داخل العراق وخارجه وان الدول الغربية بدأت تمنحهم حق اللجوء السياسي بسرعة علي أراضيها.
9 ـ كذلك بروز اعمال تنظيمية وظهور قنوات اعلامية وواجهات مختلفة للبعثيين في حقوق الانسان وانشطة سياسية وتجارية للتمويل في بلدان عربية مجاورة وغير مجاورة ودول اوروبية تعمل ضمن قوة الاحتلال والتحالف في العراق.
هذا الغموض في سياسة الامريكان تجاه البعثيين.
ونعتقد ان العراقيين لا بد ان يمارسوا دورهم للمطالبة بحقوقهم وان يقفوا متحدين لانهاء الاحتلال وعودة الشرعية العراقية من خلال الانتخاب الحر والنزيه وممارسة الاغلبية لحقها الديمقراطي في الحكم.
لسنا في جانب اي مواجهة دموية يذهب فيها الابرياء فالعمل السلمي لمواجهة الاحتلال حق يقره الجميع لهذا الشعب ولا يمكننا ان نتنازل عنه بحال.

د. ابو احمد رمضان
لندن